2012/07/04

 	أبو الليف موهبة جدلية بعد الأربعين
أبو الليف موهبة جدلية بعد الأربعين

البيان

بين ليلة وضحاها، استفاق الوسط الفني العربي، وكذلك الجمهور على ظاهرة اسمها أبو الليف. ذلك المطرب الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بألبوم عنوانه «أبو الليف vol 1» علماً أنه يعمل في الفن منذ 52 عاما.

«أبو الليف» هو الاسم الفني لنادر أنور الذي وجد في الغناء الشعبي الذي يستخدم عبارات الناس في الحواري سبيلاً للشهرة، فكان له ذلك حين دعمه جمال مروان بالإنتاج والكاتب أيمن بهجت قمر بالأفكار. «الحواس الخمس» التقته لتتعرف إليه أكثر.

بداية سألناه من هو نادر أبو الليف، فقال: هو إنسان طبيعي جداً، مسكين ويريد أن يعيش، فهو يحب الغناء ولكنه «لم يكن يجد نفسه» إلى أن كرمه المولى، عز وجل، بفريق عمل متميز يتألف من الشاعر أيمن بهجت قمر، والملحن محمد يحيى، والموزع توما، وصاحب شركة «ميلودي» جمال أشرف مروان، فالمادة كانت عائقاً أمام انطلاقي؛ لأن إنتاج أغنية مكلف جداً، وأنا لا أملك المال، وعدم وجود شركة إنتاج تدعمني هو الذي أخّر نجوميتي كل هذه السنوات.

وردا على سؤاله حول ماذا تعني كلمة أبو الليف، يقول: أصحابي أطلقوا عليّ هذه التسمية منذ فترة كبيرة، وهى تعني «الذقن الطويلة والثقيلة» وهكذا ارتبط بي هذا الاسم، وأنا أحبه جداً؛ لأنني وجدت فيه نادر أنور وهو اسمي الحقيقي.

أما عن استغراب الكثيرين من الملابس التي ظهر بها على بوستر ألبومه، فقال: صور الغلاف تعني أن أبو الليف «وقع كثيرا في حياته بالماضي»، وواجه عوائق كثيرة كانت تحول دون وصوله للنجومية التي يطمح إليها، ولكن بعد ذلك عاد و«وقف على رجليه من جديد» حتى وقف منتصب القامة بما يرمز إلى أبو الليف الحالي، أما قطعة اللحم فتعني المبتغى الذي يسعى إليه كل إنسان، والزي الذي شبهه كثيرون بالإنسان البدائي فهو فكرة المصور عماد قاسم ويعني أنني كنت أغني في الماضي، رغم أنني لم آخذ حقي، ولم تسلط عليّ الأضواء، واليوم أعود بعد 02 عاما لأغني من جديد.

وحول ماذا وجدت فيه شركة «ميلودي»وجمال مروان حتى تبنت مشروعه، يقول:

جمال إنسان ذواق، لماح وذكي جداً، فهو عندما سمع أغنية «كينج كونج» (مات على روحه من الضحك)، ودمعت عيناه عند سماعة أغنية «ما بقاش عندي ثقة في حد»، فوجد أن الألبوم فيه مزيج فريد يمس كل شرائح المجتمع، ويحاكي الألم والجرح والوجع، وفيه مجموعة ثرية من المضامين والتوعية والإرشادات التي تساعد على تغيير السلبيات في المجتمع والمفاهيم الخاطئة، فتبنى المشروع وراهن منذ البداية على نجاح الألبوم، والحمد لله توقعاته كانت في محلها، وحازت جميع الأغاني حب وإعجاب وثناء الجمهور، وبات يرددها.

ويقول ردا عما يقال بان ما قدمته في الألبوم هو مجرد فن هابط ومبتذل ولا يعبر عن واقع المصريين: لو صح ما يقال لما حقق الألبوم كل هذه الإيرادات، فالكلمات التي استخدمت في الألبوم لم تأتِ من فراغ، بل مألوفة في الشارع المصري وفي الأفلام والمسرحيات، وهي ليست غريبة على الأذن المصرية، فمثلاً عبارة «أنا مش خرونج» سبق أن استخدمها الفنان عادل إمام في واحدة من أهم مسرحياته «شاهد ماشفش حاجة»، فنحن وظفنا هذه الكلمات في أغانٍ لإيصال رسائل ومضامين تمس مختلف شرائح المجتمع العربي.

وحول من يقول بأنه مجرد ظاهرة لن تستمر وستزول فى القريب، يقول:

ألبومي الثاني هو الذي سيثبت إن كنت مجرد ظاهرة أم لا و«أملي في الله كبير جدا».

وحول لماذا ذكر اسمي الفنانين محمد حماقي وتامر حسني دون غيرهما في أغنيته «تاكسي»،

يقول: اسأل أيمن بهجت قمر هو من كتب كلمات الأغنية لكننا لم نستهزئ بمحمد وتامر ولم نقلل من شأنهما، كل ما قصدناه أنني بدأت الغناء قبل أن يدخل كلاهما مجال الفن، فأنا أول عمل قدمته كان موالاً في فيلم «عصفور الشرق» في بداية الثمانينات، وبالتالي كان تامر ومحمد في سن صغيرة جداً، وكل واحد منا مميز بصوته ولونه الغنائي وله جمهوره الذي يحبه ويتابعه.

أبو الليف عمل كسائق تاكسي وفي سوبر ماركت وغطاس في البحر وفي الطباعة وفي مكتبة و كهربائي،وحول هذه المحطة يقول:

«وأما بنعمة ربك فحدث»، فأنا «عانيت وتعبت كثيرا» وعملت في كل هذه المهن وفخور بذلك، فالعمل ليس عيباً طالما تكسب مالك بالحلال، أنا «لن أخجل أبداً من الماضي» والنجومية لم تغيرني بل بالعكس زادتني تواضعاً ومازلت أنا نادرا الذي يعرفه كل الناس منذ بداية احترافي الفن والتي تعود لأكثر من 52 سنة، فأنا «لو كنت أريد تغيرا لتغيرت منذ زمن».

وحول ما إذا كان يعتبر نفسه «مونولوجيست»، فيقول: مع احترامي لفن المونولوج ولكل من يقدمه بدءاً من إسماعيل ياسين وشكوكو وصولاً إلى عادل الفار ومحمود عزب اللذين أعتبرهما أعلاماً في هذا المجال، إلا أنني لست بمونولوجيست ولا بمؤد، فأنا مطرب ومقيد في نقابة المهن الموسيقية في مصر بهذه الصفة، و لا يستطيع أي فرد أن يجتاز اختبار النقابة الصعب بوجود لجنة تتألف من أساتذة كبار أمثال دكتور جمال سلامة و الملحن حلمي بكر ونقيب الموسيقيين منير الوسيمي والحمد لله أنا تجاوزته بنجاح.

النجومية عندما تأتي للفرد في عمر متقدم يكون لها طعم مختلف، وحول ذلك يقول: بالتأكيد إذ يصبح الفرد أكثر نضوجاً كلما تقدم به العمر، فأنا لو حققت الشهرة يوم كنت فى العشرينات، ربما كنت أصبت بالغرور؛ لأن المرء في هذه المرحلة العمرية يكون مستهتراً ويريد الوصول بسرعة مهما كان الثمن.

وحول ما كسبه من مال من وراء ألبومه الأول،

يقول: مسألة المال لا تعنيني، فأنا لا أريد أن أكون ثرياً، بل أن أكون مستوراً على الأرض.

ويختم أبو الليف حديثه قائلاً: «لا يوجد شيء اسمه مستحيل»، طالما وجد الإصرار والقوة والعزيمة، فعندما يحب الإنسان شيئاً ما يسعى قدر ما يستطيع للوصول إلى ما يريد، والتوفيق من الله، وهذا حالي مع الفن الذي أعشقه و«سأبقى أغني إلى آخر نفس في عمري» فالغناء هو الهواء الذي لا أستطيع أن أعيش من دونه.