2012/07/04

«أبو خليل القباني» يترشح لجائزة «أيمي» العالمية
«أبو خليل القباني» يترشح لجائزة «أيمي» العالمية


ماهر منصور - السفير


دخل المسلسل السوري «أبو خليل القباني» للمخرجة إيناس حقي رسمياً منافسات المسابقة الرسمية لأفضل مسلسل أجنبي ضمن جوائز «ايمي» العالمية، التي تنظمها «الأكاديمية الدولية للفنون التلفزيونية». وقالت المخرجة حقي لـ«السفير» إنه «بعد مرور حوالى أربعة أشهر من تقديم العمل الى لجنة انتقاء الأعمال المشاركة في المسابقة، أعلموني بقبول المسلسل في المسابقة الرسمية، للمنافسة على جائزة أفضل عمل أجنبي».

العمل الذي كتبه الروائي خيري الذهبي، يتناول في حكايته الرئيسية سيرة أحد رجالات الحركة التنويرية، ورائد المسرح العربي والسوري أبو خليل القباني، وذلك على خلفية الأحداث السياسية والاجتماعية التي عاشتها دمشق خلال السنوات المئة الأخيرة من الحكم العثماني لبلاد الشام.

ومن المنتظر أن يجد المسلسل منافسة قوية في المسابقة، لا سيما أن السير الذاتية نوع شائع في الدراما العالمية. إلا أن المخرجة حقي ترى أن للعمل «بيئته الخاصة، كما أن فرادة تجربة أبي خليل نفسه، والأجواء التي تعمل على إعادة صياغة واقع دمشق في سنوات حياته، صفات تميزه عن سير ذاتية أخرى من دول أخرى». وتشير إلى أن شخصية القباني «تحولت في ذلك العصر إلى شخصية عالمية، حيث زار شيكاغو وكانت تلك الزيارة بمثابة أول تبادل ثقافي عربي أميركي».

المنافسة التي يخوضها مسلسل «أبو خليل القباني» هي الثانية للدراما السورية في المسابقة العالمية، بعد مسلسل «الاجتياح» الذي انتزع جائزة المسابقة الرسمية كأفضل عمل أجنبي. وبحسب المخرجة «لا توجد شروط فنية لإرسال العمل، وإنما فقط شروط تقنية، ما يوسع باب المنافسة أكثر»، مشيرة إلى أن «الأعمال ترسل من كل أنحاء العالم للمشاركة من دون قيد أو شرط، لكن يبقى قرار القبول في المسابقة أو الرفض للجنة التي تدير عملية التصفيات، مع العلم بأن أعضاء لجنة المسابقة الدولية ليسوا أميركيين وإنما ينتمي 60% منهم إلى مختلف أنحاء العالم».

وشكل مسلسل «أبو خليل قباني» عند إنتاجه في العام الفائت، تحديا للصورة التقليدية التي كرستها مسلسلات البيئة الشامية على صعيد الشكل والمضمون. فعمد إلى تقديم توثيق تاريخي لتلك المرحلة التي بدأت تظهر فيها بوادر حركة تنويرية حقيقية، طالت مجالات عدة في المجتمع السوري، من خلال تتبع سيرة أحد أهم رجالاتها، أي القباني. كما يسلط الضوء على الدور التنويري والإصلاحي لوالي دمشق مدحت باشا، ولا سيما في النهوض بالفنون.

وتؤكد حقي أنه «توخياً للدقة التاريخية، فقد رافق تحضير المسلسل عملية بحث ضخمة للتدقيق في الحقائق التاريخية».

وإلى جانب الجهد البحثي، والجرأة في الطرح، بدا لافتاً في العمل الجهد الفني على صعيد الشكل، ولا سيما في ملاحقة تفاصيل حكاية القباني الذي عرف بكثرة تنقلاته، ما تطلب من المخرجة حقي «متابعة تفاصيل العمل عبر تسع مدن رئيسية و190 موقع تصوير في إطار فترة تاريخية تمتد بين 1840-1900، والمزج بين عنصري الديكور الحقيقي والمركب، نتيجة التغير الذي طرأ على بعض الأماكن الحقيقية، أو زوالها تماماً».

يذكر أن المسلسل من بطولة الفنان الشاب باسل خياط بشخصية «أبي خليل»، ونخبة من نجوم الدراما السورية منهم خالد تاجا، وفاء موصللي، عبد الهادي الصباغ، ديمة قندلفت، خالد القيش، نادين تحسين بك. وقد أنتجت العمل شركة «ريل فيلم» التي يديرها المخرج حقي لصالح شبكة «أوربيت» التلفزيونية. وعرض العمل خلال رمضان الفائت عبر شاشتي «أوربت»، والقناة الأرضية السورية.