2012/07/04

أجور الفنانين السوريين أمام تحدي التراجع
أجور الفنانين السوريين أمام تحدي التراجع

  تراجعت أجور الفنانين السوريين في الموسم الرمضاني الماضي تراجعا عكسته الازمة الاقتصادية العالمية، كما أشيع في الوسط ذاته، وتزامن هذا مع تراجع في عدد تلك الأعمال التي وصلت إلى 60 عملا في الموسم الرمضاني 2008. ومن ثم تراجع هذا العدد إلى اكثر من 60 في المئة الى ثلاثة وعشرين عملا فقط في الموسم 2009، ولكن ومع اعادة انتعاش السوق، ثمة ما وصل تعداده إلى سبعة وعشرين عملا دراميا، جاري العمل بها الآن ضمن مناطق سورية عدة بهدف بثها في شهر رمضان المقبل.وتراجعت أجور الفنانين السوريين وفق مستويات متفاوته، إذ إن أجور الصف الأول لم تشهد تراجعا كبيرا مثل عباس النوري وبسام كوسا وسلوم حداد وجمال سليمان ، والتي تراوحت بين الاربعين والستين ألف دولار، وظلت أجور بعض الفنانين الشباب على حالها مثل عبد المنعم العمايري وقصي خولي ومكسيم خليل وأمل عرفة وغيرهم من الفنانين الذي استطاعوا الحصول على أجر خاص نتيجة تميز أعمالهم . ثمة فنانون استطاعوا أن يحققوا انجازات لافتة لجهة الاقبال وتحقيق ردود أفعال مهمة في الشارع العربي على اعمالهم التي عرضت في شهر رمضان الماضي، ولا يزال الحضور المهم الذي حققه الفنان الشاب مصطفى الخاني مثار الكثير من ردود الافعال التي جرت في الوسط الفني السوري، اذ للمرة الأولى يحقق فنان سوري ردة فعل كهذه، ولعل حصول اسم هذا الفنان على الرقم الاول في استفتاءات أجرتها الصحافة العربية قد قلب موازين الأجور في الوسط الفني السوري، ليتجاوز النمس اسماء كثيرة من العاملين في الوسط الفني. ومن اصحاب الوزن الثقيل، وفجأة صار الطلب على مصطفى الخاني من جهات عدة في آن معا، وانقلب حاله من ممثل محترف في بعض مسرحيات والاعمال التلفزيوينة الخاصة الى نجم مشهور، ومع مبادرات لتكريمه في سوريا والكويت والامارات والسعودية والولايات المتحدة الامريكية تضاعف اجره لما يصل الى عشر مرات. ففي حين دخل (باب الحارة) بشخصية النمس بأجر لم يتجاوز المليون ليرة سورية، اي ما يعادل عشرين الف دولار اميركي صار الآن قرابة المئتي الف دولار اميركي والرقم قدم له من المخرج بسام الملا اولا لقاء العمل في الجزء الخامس من (باب الحارة) وكان الرقم بعيد الانتهاء من بث العمل وصلت لخمسة ملايين ليرة لقاء موافقته على القيام بتصويرالجزء الخامس. ولكن مع تنامي شعبية مصطفى في الاوساط الشعبية تمت مضاعفة اجره خشية ان تفقد محطة (ام بي سي) نجاح مصطفى بذهابه الى محطة أخرى، وبالتالي كان لابد من الوصول الى اجر يضمن عدم تسرب النمس الى عمل آخر، فيظل بطلا ونجما بختم ال(ام بي سي) فقط، وهنا تدخلت لعبة المصالح حتى يبقى الخاني اسير (باب الحارة) الذي فقد معظم نجومه وابطاله سابقا. وسيظل مصطفى الرهان المستقبلي على شد المشاهدين للعبة (باب الحارة) من جديد، وليصل اجره الى عشرة ملايين ليرة سورية. وعلم (الحواس الخمس) ان المخرج نجدت انزور قد زاد في سعر المبلغ عشرين الف دولار ليصل الى احد عشر مليون ليرة لقاء العمل معه في مسلسل جديد له. وليكون هذا سقفا لاجر فنان سوري تاركا خلفه الكثير من الاسماء الكبيرة في الوسط السوري، ومنهم متميزون كثر لا يجدون في هذه الحركة عدالة لهم ولجهدهم او تاريخهم، وما يحدث في الوسط السوري لا يحدث في مكان آخر، على حسب تعبير احد النقاد، لافتا الى ان هذا يسيء للاسماء الكبيرة، وبأن حركة الانتاج العربية التي تعتمد على فنانين سوريين قد اساءت لحركة الدراما السورية على الرغم من انها اطلقت تجارب واسماء كبيرة، وبالتالي ينظر لها على انها سلاح ذو حدين بكل معنى الكلمة . بسام كوسا اول من رفع اجره الى 40 الف دولار مع بداية العام 2000 شهدت أجور الفنانين السوريين تحولا جذريا من خلال رفع الفنان بسام كوسا لاجره لمليوني ليرة في احد الاعمال الدرامية ربما كانت مع بسام الملا ايضا في ليالي الصالحية، الامر الذي جعل من هذا السقف هامشا يناور فيه فنانو الصف الاول، وسرعان ما انعكس هذا على اصحاب الدور الثاني، وهم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وليصل الدور الثاني الآن الى مليون ليرة، حوالي عشرين الف دولار تقريبا، الامر الذي يراه البعض انجازا غير مسبوق. وحصل الفنان جمال سليمان على مئتي ألف دولار عن دوره في مسلسل اهل الراية، وقد رفع اجره هذا بعد مشاركته في القاهرة، وحصوله على عشرين مليون ليرة سورية تقريبا لبطولته في حدائق الشيطان مع اسماعيل عبد الحافظ ونلفت هنا الى ان الفنانة سلافة المعمار قد رفعت هي الاخرى اجرها بعد النجاح الرمضاني الكبير الذي حققته في مسلسل زمن العار الذي عرض على تلفزيون دبي. ويحصل كل من اسعد فضة ومنى واصف وعبد الرحمن آل رشي على اجور جيدة، ولكنها قد لا ترقى لمستواهم ومستوى عطائهم على العكس مما يحدث في مصر لاسماء مشابهة. ولكن ربما الاجر او التسعيرة يفرضها اسم النجم ومكانته، ولا تفرضها نظم او تفاليد متعارف عليها في وسط فني يغلب عليه الارتجال لا تقاليد فيه، بل كل عمل يمضي بتقاليده الخاصة وثمة كثيرون يندهشون من تلك الضجة التي رافقت الدراما السورية التي شبهها أحد الممثلين بالمطعم الذي يقدم طعاما جميلا لكل الزبائن، ولكن مطبخه يفتقد للكثير من الموظفين النظاميين. ويبدو الحديث عن أجور الفنانين في سوريا التي تعتبر الآن أهم بلد عربي مصدر للدراما التلفزيونية جديرا بان بخصص له حيز في وسائل الاعلام لاسيما وأن أعمالا كثيرة فقدت نجوما وأبطالا متميزين بسبب خلافات على الأجر