2012/07/04

أحمد معلا يقدم المرسوم الخطي بأسلوب جديد
أحمد معلا يقدم المرسوم الخطي بأسلوب جديد

  جريدة الاتحاد الاماراتية -دبي افتتح في «جرين آرت غاليري» في دبي مساء أمس الأول معرض الفنان السوري المعروف الدكتور أحمد معلا، ويقام المعرض، ضمن برنامج الغاليري الخريفي الجديد لسنة 2009، ويضم مجموعة من الأعمال الفنية المميزة والمهمة للفنان في تجربته الحروفية الجديدة.
يعرض معلا في غرين آرت عددا من الأعمال تعود غالبيتها إلى العام 2009، بينما يعود بعضها إلى 2007 و2008، وجميعها من الحجم الكبير، مترين طولا وعرضا، حيث يمزج أحمد في معرضه هذا بين الأعمال الحروفية والأعمال التصويرية، وفي جزء ثالث ثمة أعمال تجمع تصوير الشخصيات والحروف أحيانا. وفي كلا الحالين يبرز اللون في أعمال معلا بوصفه تجربة متلازمة مع خطوطه وحروفه وتشخيصاته.  الفنان احمد معلا صاحب تجربة متميزة بدأت مطلع الثمانينيات، وكان لصلته البالغة بالمسرح في بداية مشواره الأثر الكبير على أعماله الفنية الأولى التي صورت أشخاصاً وجماعات مندفعين في إطار شعائر خاصة وغامضة وبمختلف أنواعها، الرسمية، والاحتفالية، والدينية، والطقوسية، وهي العوالم التي ميزت حيرة واندفاع هذه المجموعات البشرية باتجاه قدرها. وبالتدقيق أكثر في تفاصيل هذه الحشود البشرية تسمع الهمسات والآهات في وسطها المضطرب، المتآمر، الساخر والذكي الذي تتقاسمه هيئات بشرية وحيوانية.. إنها لعبة الحياة يمسرحها الفنان بأسلوب بالغ القسوة والسخرية، فكل شيء في صورة غليان أو حالة انعتاق وثورة في برزخ الحياة الذي لا يستقر على حال من الأحوال. من هذا الجو التصويري المشحون ينتقل الفنان أحمد معلا إلى مادة تصويرية أخرى هي الخط والكتابة العربية في صورتها الكلاسيكية ليجعل من الكلمة مرتكزاً تصويرياً لاندفاعات لونية تتدفق في رسوماته الخطية دون حدود، مرة يطغى التجريد، وأخرى تمتزج فيها الكلمة بشخوصه الأولى في مراتب تسطيرية مستمدة من روح الكتابة، أية كتابة، شعرية أو نثرية، مقولة أو أمثولة، وكل ما يمكن التقاطه من الحوار التصويري المحكم والنسيج اللوني الذي يقدم المرسوم الخطي بأسلوب جديد يجمع بلاغة التصوير ومجاز التأويل البصري، فأكثر ما يهم الفنان هو ما يخفيه العمل الفني لا ما يظهره. في الأعمال الجديدة التي تهتم برسالة لا بد من تبليغها تحل الكلمات محل الملامح والحركات، كما تحل الصياغات الكتابية محل الجموع البشرية، دون التركيز على المعنى الحقيقي للكلمة، ما يعيد إلى المشاهدة حالة الغموض الممتدة من التفكير المسرحي السابق، المحكم التكوين، والمنفذ بحيوية وقدرة بالغتين وهو ما يلجأ إليه أحمد في أعماله الجديدة، فما يبدو عشوائياً للوهلة الأولى إنما هو في حقيقته مصمم بطريقة دقيقة ومتأنية، وهو ما تشف عنه السطوح اللونية المتعاقبة والدسامة التي تقدم الملامس والتأثيرات السطوحية في فضاء حسي ومعنوي يشد الروح والعين.
يذكر أن الفنان الدكتور أحمد معلا مواليد سوريا 1958، تخرج في جامعة دمشق، كلية الفنون الجميلة، ثم واصل دراسته في المدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس ومنذ ذلك الوقت، شارك في العديد من المعارض والبيناليات والأسواق الفنية في دبي والقاهرة وباريس واستانبول، والبحرين والكويت والنمسا وألمانيا. وكان من أبرز معارضه «تحية إلى سعدالله ونوس» الذي أقامه في دمشق أواخر التسعينيات وشهد إقبالا غير معهود.