2013/05/29

أعلام المسرح السوري الكوميدي
أعلام المسرح السوري الكوميدي


الثورة – مسرح

هدف الكوميديا تسلية الناس من خلال التمثيل لجلب المتعة والكوميديا الحقيقية هي متعة للعقول المتنورة وهي مرتبطة بالمتعة وليس بالتهريج وليست قائمة على المبالغة.. مرحة وليست وقحة.

متى نشأ المسرح الكوميدي في سورية..‏‏

ظهر في سورية في سبعينيات القرن الماضي أعلام المسرح الكوميدي كتاب قدموا الكوميديا الشعبية مثل حكمت محسن والأغواني ومن ثم ظهر الكوميديان نهاد قلعي كاتباً وممثلاً ومن بعده دريد لحام الذي كتب له الشاعر الكبير محمد الماغوط أغلب مسرحياته التي تتحدث عن الهم العام للبلاد والهم الخاص للمواطن معاً وبعد أن توفي الفنان نهاد قلعي حتى تراجع هذا النوع من المسرح وحل محله فرق غايتها الإضحاك مثل فرقة محمود جبر والأخوين قنوع.‏‏

ولم يستطع المسرح القومي في سورية أن يقدم الكوميديا التي من المفترض أن تجعل المتفرج خارج البحث وتحفزه للمعرفة من خلال همه اليومي كما فعل كل من دريد ونهاد في شخصيتي غوار الطوشة وحسني البورظان.‏‏

وفي الواقع لم تعرف سورية المسرح بمعناه الحديث إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكان رائد المسرح العربي (مارون النقاش) 1817-1855 قدم أول مسرحية باللغة العربية عام 1848 وهي كوميدية بعنوان البخيل ثم تتالت المحاولات من قبل الأشخاص والفرق السورية وخاصة في دمشق وحلب وحمص ومن أشهرهم (أبو خليل القباني) 1836-1902- مقدما المسرح المتنوع (تمثيل- غناء- رقص- موسيقا) مقدماً ما يسمى اليوم الميلودراما- خليط بين الكوميديا والتراجيديا.‏‏

بعد القباني قامت فرق الهواة وبعض الفنانين السوريين وحتى منتصف القرن العشرين بتقديم مسرحياتهم حتى بدأ الاهتمام بالمسرح من قبل الدولة فأنشأت المسرح القومي والمسرح العسكري والمسرح الخاص مثل المسرح الحر ومسرح الشوك.‏‏

وكان للمسرح القومي وفروعه في كل المحافظات دور بارز في عرض أشهر المسرحيات العالمية والمحلية والجادة والكوميدية وظهر كتاب مبدعون في المسرح أمثال سعد الله ونوس ، وليد إخلاصي، وممدوح عدوان، ومحمد الماغوط، وفرحان بلبل، وعبد الفتاح قلعه جي منهم من كتب الكوميديا وأبدع فيها ومنهم من مزج الكوميديا بالتراجيديا وكان لمسرحيات دريد لحام تأثير عام على الناس مثل ضيعة تشرين- غربة- كاسك يا وطن.‏‏

ولاقت مسرحيات الكوميدي الكبير محمود جبر وفرقته كثيراً من النقد رغم أنها تعتبر علامة مميزة في عالم الكوميديا في سورية وكذلك مسرح الأخوة قنوع.‏‏

وإن اعتبرها النقاد مسرحاً تهريجياً قائماً على الضحك لمجرد الضحك لكنها وبالدليل القاطع كانت تستحوذ على نسبة حضور عالية يومياً ولفترات أطول لأشهر.‏‏

وبالعودة قليلاً إلى بدايات القرن الماضي ندرك أن العلامة الفارقة في المسرح السوري الكوميدي كانت على يد العبقري حكمت محسن (1910-1968) الذي وضع حجر الأساس في الكوميديا الشعبية الذي بعث الضحك عبر قالب كوميدي ليقدم العبرة والموعظة لأنها الطريقة الأقرب لإحداث التغيير في المجتمع وتمكن من نقل نبض الشارع الدمشقي إلى المسرح وبالعكس وأعتقد أن المسرح السوري لم يأت بمثل ما أتى به حكمت محسن وذلك من خلال قدرته على الالتحام مع مشكلات الناس وهمومهم وبلهجتهم فكان الضمير واللسان والوجدان الشعبي للناس.‏‏

ومن مسرحه خرجت كاركترات شخصية للسوريين مثل (أم كامل وأبو فهمي) اللذين أكسبت الكوميديا السورية هويتها في تلك المرحلة.‏‏

بداية الأربعينيات أحدث الفنان السوري من خلال تجارب مسرحية غاية في البساطة والقرب من الناس أحدثت فرقاً كبيراً على الساحة الفنية واستطاع عدد منهم وعلى رأسهم بالإضافة إلى أبو خليل القباني -عبد اللطيف فتحي -وتيسير السعدي والقاص حكمت محسن وعبد الحميد رشدي وعلي العريس والشنواني مسرحة عدد من الأعمال العالمية وتقديمها بروح سورية بأسلوبهم الخاص الممتع والذي يحاكي الواقع المحلي.‏‏

كسر هؤلاء حاجز الصمت ونسجوا ببراعة معالم الواقع محافظين على الأصالة والتراث متحدثين بلغة ومشاعر ناسهم فكانوا العلامة والمنارة في تاريخ الكوميديا السورية ربما لم يسعفنا المقال تذكر كثيرين نجحوا في رسم البسمة في قلوب الناس وجعلوهم يفكرون ملياً بأحداث حياتهم.. وربما دفعهم لتغيير البائد منها.‏‏