2012/07/04

أفضل مئة أداء في تاريخ السينما (8)
أفضل مئة أداء في تاريخ السينما (8)

ترجمة عهد صبيحة


65- جاك ليمون (بدور جيري/ دافني) في فيلم Some Like it Hot البعض يفضلها ساخنة 1959

إن تحُوّلَ ليمون من "لاعب آلة باص" نكِد من شيكاغو إلى فتاة فريق مشرقة من ميامي هو واحد من أكثر الأدوار هزلاً في كل العصور. ومن الصعب تخيل أي ممثل آخر يرمي نفسه تماماً بدور جيري اليائس كما يفعل بدور دافني الشجاعة، لكن ليمون نجح بذلك سواء رقص التانغو مع جي. إي. براون أو صرخ مع توني كيرتيس. وربما يصدق على ذلك لقطة رد الفعل الرائعة في الفيلم عندما يقول الممثل براون سطره الأخير الصاعق من الحوار وليس باستطاعة ليمون سوى أن يحملق كمن أصابه فأس في ظهره.

64- بول نيومان (بدور إيدي نيلسون السريع)  في فيلم Hustler المتسرع 1961

في هذه الدراما الجريئة التي تحكي قصة سمكة قرش في حوض لم يثبت نيومان فقط أنه للمرة الثانية يملك الإرادة للإمساك بدور صعب لكنه بأدائه لإيدي السريع المغرور والخاسر دائماً والمعقد جداً والجدير بالحب أثبت أيضاً أنه ممثل استثنائي. بايبر لوري، التي عملت مع نيومان في الدراما الرومانسية Until they sail 1957 وهنا تلعب دور " فتاة إيدي" كما سمتها إحدى الشخصيات تقول: «كان صادقاً بكل معنى الكلمة، لقد آمنت ووثقت أنه سيأتيني كإيدي السريع وليس كنيومن». ومع أن بول خسر أوسكار أحسن ممثل لمصلحة ماكسميليان شيل، فإنه فاز أخيراً بالتمثال الذهبي بعد 25 سنة لتكراره دور إيدي السريع في فيلم The Colour of Money لون المال وهو تتمة سكورسيزي لفيلم The Hustler . فقط جائزة ؟؟ من دون شك. هل أخطأت الأكاديمية عام 1961؟ ربما، ولكن ما هو أكيد أنه في النسخة الأصلية قدّم جحيم الأداء.

63- جينا رولاندز  (بدور ميبل لونغيتتي) في فيلم A Woman Under the Influence امرأة تحت التأثير 1974

يؤمن كثير من الممثلين أن لعب دور شخص مقبل على الجنون ليس إلا ضرباً من التمثيل، حسناً، إنه لأمر عجيب. لكن رولاندز جعلت حتماً أكثر اللحظات الدنيوية إزعاجاً لربة المنزل اليائسة لحظاتٍ لا تنسى. عندما قام زوج ميبل بإحضار زملائه في العمل بشكل مفاجئ حاولت ميبل جاهدة إرضاءهم بسؤالها: «هل تريدون بعض السباغيتي؟»  قالت الممثلة إنها حصلت على الإلهام من شخصية أم صديقة طفولتها لكن كان هناك أكثر من رولاندز الصغيرة. في الحقيقة بدأت رولاندز تقول وتفعل أشياء أدهشت الجميع حتى نفسها وبدأت تقلق زوجها المخرج جون كاسافيتس لأن ما صدر عنها بدا أنه قادم من مكان حقيقي جداً عميقاً داخل رولاندز.

62- غاري أولدمان (بدور سيد فيشس) في فيلم Sid and Nancy سيد ونانسي 1986

جسد غاري أولدمان، الممثل المسرحي غير المرموق آنذاك في لندن، دور سيد فيشس، وهو أسوأ رجل جانح ينتمي إلى فرقة "سكس بيستولز"، بشكل مخيف على الشاشة، كأن يتمتم ويحني رأسه ويظهر حالة خبله. أراد دانييل دي لويس الدور لكن المخرج آليكس كوكس عمل مع أولدمان ذي السبعة والعشرين عاماً لأنه كان «من نفس الجزء في لندن، نفس عالم سيد، وقد فهم فعلاً الحاجة الماسة للخروج». هذا اليأس لازم نظرة أولدمان الفارغة، كما لازم انفجاره كلما تعثر بساقيه المقوستين غير واع خلال فترة الشهرة والحب وأخيراً الجرعات الزائدة. ولطالما تم اختيار أشخاص ليقوموا بتجسيد دور هذا الجانح بعد تصحيح السلبيات فيه، ولكن يبقى دور غاري أولدمان في تجسيد شخصية سيد فيشس نفسه عصب القوة في فرقة السكس بيستولز.

61- رالف فينيس (بدور آمون غويث)  في فيلم Schindler's List قائمة شندلر 1993 .

مع أن فينيس زاد من وزنه من أجل دور آمِر مخيم تجمع نازي -الأمر الذي عمقّ التفاوت بين أسلوب حياة غويث الفاسدة والمجاعة الموجودة في المخيم- فإن وجهه الشاب وعينيه الزرقاوين أعطوا فكرة عن عدم راحة هذا الرجل المنقاد. وكلما أمَر غويث بتهجير اليهود من كراكوف أو ضَرب فتاة خادمة يرغب بها أصلاً، عبّر فينيس عن تعقيد شخصيته ليس بضمير معذب ولكن بتزعزع غويث حول عظمته. عندما اعترف الفتى السجين أنه لا يستطيع إزالة البقع عن حوض حمام غويث عذره هذا الأخير بكلمات: «أنا أسامحك». ثم وحيداً نظر إلى نفسه في المرآة وردد هذه الكلمات كإمبراطور روماني متغطرس، وبعد عدة لحظات أطلق الرصاص على الفتى من مسافة.

ملاحظة: المقال منشور في الحياة السينمائية العدد 60