2012/07/04

أفضل مئة أداء في تاريخ السينما (9)
أفضل مئة أداء في تاريخ السينما (9)

ترجمة  عهد صبيحة

60- ديان كيتون (بدور  آني هول) في فيلم Annie Hall آني هول 1977

من الصعب أن تلعبَ دورَ شخص مشوش ، آني هول الآن كلية الوجود، ومع أن " لا دي دا، لا دي دا، لالا" يبدو كسطر مهتز فإن هناك وعي للذات بالطريقة التي يهتز بها . تكمن عبقرية آني هول في أنه على الرغم من ظَهر يدها كثير العقد وقيادتها الخرقاء للسيارة وأسارير وجهها المتوترة، فهي أيضاً امرأة معقدة وذكية. تُظهر كيتون، بذكاء، ذلك الانقسام في شخصيتها خصوصاً عندما تنتحب في أول لقاء لها مع آلفي ( وودي آلن) بينما حاشية الفيلم تظهر«هو يظن أنني يويو».. يويو؟ بالتأكيد ليست كذلك..

59-  كاترين دينوف  (بدور سوفيرين سوريزي)  في فيلم Belle de Jour حسناء النهار 1967

لا نقصد أية إساءة عندما نشير إلى أن كاترين دينوف بدأت عملها كممثلة إغراء محدودة، ومن ثم وفي هذه الكوميدية الجنسية السوريالية تقودها أحلامها المازوخية بشكل شاذ لتبدأ العمل في فترة ما بعد الظهر في ماخور حيث تطلق العنان لتلك الفتاة السيئة والتي هي حتى الآن موجودة فقط في خيالها وذاكرتها. لقد كشف ذكاء دينوف التمثيلي أن جمالها المرمري كان، وحتى الآن، مصدر قوتها الأعظم وعائقها الأكبر، وبعملها على هذه المعرفة تحولت دينوف من فتاة إغراء ساذجة إلى ممثلة عظيمة بانقضاض رهيب واحد.

58- سيغورني ويفر (بدور إلين ريبلي) في فيلم Aliens الغرباء 1986

في فيلم ريدلي سكوت تصور سيغورني ويفر شخصية ريبلي كجزء من طاقم، وهي امرأة خشنة دفعت من قبل ظروفها إلى سلسلة من المواجهات الغيبية المرعبة. بالنتيجة ، تعتلي ويفر وسط خشبة المسرح وهي تجسد شخصية ريبلي الحكيمة المستعرة بلونها الأصفر البرتقالي كجهنم وهي تقاتل الوحوش وفق شروطها لتصبح أكثر النساء الخشنات اللاتي يمكن أن يزخرفن الشاشة الكبيرة. وعلاوة على ذلك وضعت المقياس الجسدي للمثلين والممثلات في أفلام الحركة حتى يومنا هذا. كتب الناقد ديفيد طومسون: «تحولت بقوة إرادة وحزم من امرأة فارغة بثياب البحر إلى قائدة طاقم ملاحي السفينة».. الآن هذه هي قوه المرأة.

57- ماكس فون سيدوف (بدور لاسي كارلسون)  في فيلم Pelle the Conqueror 1987

بأدائه دور لاسي كارلسون، الأرمل السويدي الذي هاجر إلى الدانمارك مع ابنه الصغير، ماكس فون سيدوف مثـّل المقابلَ الإنساني لحصان يجر عربته بعيداً عن مصنع الصمغ، وأنت تستطيع أن تسمع صوت عظامه تطقطق كلما تحرك بسأم على طول الأراضي المقفرة المذروة بالرياح، ومع كل الإذلال الذي احتمله لاسي، ولم يظهره، فإن فان سيدوف أبداً لم يجعل نفسه مثيراً للشفقة، وحتى خلال أكثر لحظاته إثارة لليأس كانت هناك ومضات من الأمل وراء عينيه الزرقاوين الباردتين بأن الحياة ستصبح أفضل لابنه الحبيب. فرَضَ هذا الدور، بقوة، أن فان سيدوف يستحق عنه ترشيح أفضل ممثل، وهو حالة نادرة لفيلم أجنبي.

56 جودي فوستر (بدور ساره توبياس)  في فيلم The Accused المتهَمة 1988

ترتفع فوستر دائماً فوق نصّها.. يمكن أن تكون هذه الدراما المستوحاة من قضية اغتصاب جماعي أيَّ شي إلا شيئاً لطيفاً، لكنها خلقت شخصية حقيقية متعددة الوجوه؛ سارة، وهي نادلة  حادة اللسان ذات سمعة غامضة نرى فيها إنسانة متفهمة قابلت أناساً رؤوا الجانب المظلم في الطبيعة البشرية، وخلال مشهد ارتجاع الاغتصاب المؤجل في الفيلم هناك لحظة تركز فيها الكاميرا عليها: وجهها الملطـّخ بالدموع خال من المتعة بشكل بارد وغريب وكأن فوستر غادرت جسدها. أنت لاتفكر هنا  «أوسكار» بل تصرخ  «يا إلهي لم لا يقوم أحد بمساعدة هذه المرأة المسكينة؟».

ملاحظة: المقال منشور في الحياة السينمائية العدد 60