2012/07/04

أفلام الخيال العلمي تعود إلى السينما العربية مجدداً
أفلام الخيال العلمي تعود إلى السينما العربية مجدداً


خمس الحواس – البيان


من حين لآخر تظهر في السينما العربية أفلام قليلة تنتمي إلى الخيال العلمي، ومع كل فيلم جديد يتجدد السؤال عن مدى قدرة السينمائيين العرب على تقديم نوعية جديدة من أفلام الخيال العلمي والدخول في منافسة متكافئة مع الغرب صاحب الريادة في هذه الأعمال وأيضاً مدى تجاوب الجمهور معها وتصديقها.

وربما يمكن تطبيق هذه التساؤلات على فيلم "سيما علي بابا" الذي عرض قبل فترة بدور السينما المصرية، وحمل بين ثناياه فكراً سينمائيّاً مختلفاً لم تعتد عليه السينما المصرية من قبل، حيث انقسم الفيلم إلى جزأين، الأول هو "حزلقوم في الفضاء"، أما الثاني فهو "الديك في العشة"، وحمل الفيلم جانباً من أفلام الفضاء الأميركية الشهيرة، وفي مقدمتها "حرب النجوم".

ولكن من خلال معالجة كوميدية، ما جعل الكثيرين ممن شاهدوه يشعرون بنوع من الغرابة مع بداية الدقائق الأولى لعرضه، في حين ترك البعض الآخر صالات السينما؛ اعتراضاً منهم على تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال التي اتسمت بالغرابة والسخرية.

الانقسام حول الفيلم لم يقتصر على الجمهور فقط بل تعداه إلى النقاد، فهناك من عارض مضمونه باعتبار أنه قدم الملابس والاكسسوارات وسفن الفضاء بأشكال غريبة عن العقل والمنطق في محاولة لتقديم أفلام مشابهة لما تقدّمه السينما الأميركية، ثم الدخول في منافسة غير متكافئة بين التقدم العلمي الذي يحظى به المجتمع الأميركي والذي ساعد السينما الأميركية بشدة على تقديم أفلام الخيال العملي.

وبين المجتمع العربي الذي غاب وسط مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية عن الإبحار في مجال التقدم العلمي، ما أدى إلى افتقار السينما العربية إلى نماذج أفلام الخيال العلمي، إضافة إلى وجود عامل مهم جداً وهو غياب التقنيات السينمائية الحديثة والهائلة التي تعتبر الدعامة الأولى لمثل هذه النوعية من الأعمال عن السينما العربية.

إلا أن البعض الآخر يرى أن الفيلم نجح في تقديم فكر ورؤية مختلفين بعيدين كل البعد عن كل ما تعوّده المجتمع العربي من طرح لقضايا شائكة ومشكلات اجتماعية أخذت الكثير من اهتمام الرأي العربي ووجدت إقبالاً جماهيريّاً، خاصة بعد أن اتسمت السينما خلال الفترة الأخيرة بنوع من التعرية المبالغ فيها لكل قضايانا ومشكلاتنا.

بداية جديدة

ويرى هذا الفريق أن إقدام صانعي فيلم "سيما علي بابا" على تقديم فيلم خيال علمي هو بداية جديدة لنوعية أفلام تحمل فكراً مختلفاً ولها جمهورها العريض، بدليل إقبال الجماهير العربية لمتابعة أفلام الخيال العلمي الأميركية سواء بالذهاب إلى السينما أو بالمتابعة عبر القنوات الفضائية، بما يؤكد رغبة الجماهير في الخروج عن كل ما هو تقليدي.

ويقول المؤلف محمد فريد: "ليس هناك أي مشكلة في تقديم أفلام الخيال العلمي في المنطقة العربية ولكن بشرط ألا تحمل قدراً من السذاجة والاستخفاف بالعقول، وأن يتم تقديمها بشكل جيد بحيث تتسم صناعتها بالجودة وباستخدام تقنيات متميزة لا تقل عما تقدّمه السينما العالمية، خاصة أن مثل هذه النوعية من الأعمال يجب أن تحترم عقلية المشاهد حتى في الخيال.

ولهذا فأنا لا أجد مشكلة في الخروج من القوالب السينمائية التي اعتدناها طوال السنوات الماضية بتقديم أفلام مختلفة تماماً قادرة على اجتذاب الجمهور".

ويضيف أن المجتمع العربي ليس لديه أزمة في مشاهدة أفلام الخيال العلمي بدليل أنه يحب مشاهدة أفلام "هيري بوتر" الأميركية ويستمتع بها، ولهذا فإن فريد يتوقع أن تجد هذه الأفلام الإقبال الجماهيري؛ لأنها ستشبع احتياجات الجمهور الذي يبحث دائماً عن المختلف.