2012/07/04

أكاذيب النجوم مصالح ذاتية
أكاذيب النجوم مصالح ذاتية

           5حواس - البيان
لو كان الكذب في حياة الإنسان العادي أمرا اضطراريا، فهو بالنسبة لبعض الفنانين كما الماء والهواء، يضطرون للجوء إليه في أوقات كثيرة. حيث إن هناك نسبة كبيرة منهم تعلن عن تصريحات ويتراجعون عنها دون أسباب واضحة.. السطور التالية تحاول فهم عقيدة الكذب لدى الفنانين..***الأحاديث الكاذبة***ترى الفنانة المغربية فاطمة القرياني أن الفنان في أحوال عديدة يكون ضحية لبعض الأخبار والأحاديث الكاذبة التي تنشر على لسانه، وعندما يطل على شاشات التلفزيون لنفيها، يظن البعض بأنه يكذب، بالإضافة للشائعات التي تثار حوله، وتضيف: تربية الإنسان بغض النظر عن كونه فنانا أو شخصا عاديا هي التي تتحكم في تصرفاته.***التصريحات النارية***في حين تقول الممثلة البحرينية زهرة عرفات: في كل مرحلة من حياة أي إنسان تكون له قناعات وأفكار يؤمن بها، ولكنها تتغير مع مرور الوقت، فيمكن أن يتحدث الفنان عن أشياء معينة، وبعد فترة تتغير قناعاته ويغير رأيه، وهذا لا يعد كذبا، مشيرة لأن الخلافات التي تحدث بين الفنانين والتصريحات النارية التي يستغلها البعض بصورة خاطئة هي سبب رئيسي في البلبلة التي تحوم حول الفنان، واتهامه بالكذب. ***المواقف المحرجة***بينما يقول الفنان الكويتي يوسف العماني: يلجأ الفنان للكذب الأبيض أحيانا، للخروج من المواقف المحرجة التي يتعرض لها أثناء حواراته التلفزيونية، وهذا الكذب لا يضر أحداً، وإنما يبعد عن القيل والقال في بعض الموضوعات.***الحياة الشخصية***يتعجب منذر الجنيبي من وضع الفنان تحت المجهر ومراقبة جميع تصرفاته ليقف أمام جمهوره في وضع المتهم يسأل عن أدق تفاصيل حياته، وكأنه ليس شخصا طبيعيا معرض رأيه للخطأ أو الصواب.ولكن بعض الإعلاميين يرون أنه عندما يدرك الفنان خطورة التصريحات التي قالها، تبدأ حملات مضادة ينتقل فيها إلى مرحلة النكران والتراجع، حتى لو كان مسجلا بالصوت والصورة بلا حياء أو خجل حتى أصبحت ظاهرة استفحلت بشكل كبير، وتبدأ سلسلة لا تنقطع من الاتهامات بين الفنان والصحافي، وأيهما أكثر كذبا من الآخر؟!والغريب كما يشير الإعلامي السوداني زين العابدين أحمد أنه عندما يضيق الخناق على الفنانين وتظهر حقيقة كذبهم يدعون أن المذيع أو الصحافى أساء استخدام تصريحاته، على الرغم من أن أغلب ما يصرح به الفنانون أمور عادية لا تشكل ضرراً عليهم ولا تؤثر في مسيرتهم، لكنهم اختاروا طريق التصعيد والإثارة لمواصلة الظهور والتلميع على حساب الآخرين. أو على حساب الأخلاق والقيم النبيلة التي تتنافى مع تقاليدنا وأعرافنا وديننا، مشيرا إلى أن الأمر ظاهرة منتشرة في العديد من الأوساط، لكنها متفشية جداً في أوساط الفنانين.. ودائماً ما تكون الغيرة سبباً مباشراً في هجوم فنان أو فنانة على آخر، فيصرح باتهامات خطيرة، ولا يدرك خطورتها إلا بعد الاطلاع على ما قاله منشوراً، فيضطر للنفي، ويتراجع عن تصريحاته بشكل غير لائق؛ أحيانا باتهام الصحف بالفبركة أو عدم دقة التعبير، بينما كان من الأفضل أن يعترف بخطئه. ويضيف زين العابدين أن الحرص على الظهور الإعلامي وتسليط الأضواء باستمرار أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل الفنان يكذب، ومن ثم ينسى أكاذيبه، فيقع في أكاذيب أخرى تناقض أقواله، كما تأخذ الغيرة أحيانا من نجاحات الآخرين الفنانة إلى الادعاء على زميلاتها بالعديد من الأكاذيب. وبهذا تضمن أن تظل موجودة في المشهد وفي بؤرة الأحداث، بل إن كثيرا من الفنانات يروجن الشائعات على أنفسهن إذا ما استشعرن فتور التعامل الإعلامي معهن. وهناك كثير من الأمثلة على أكاذيب الفنانين مثل شيرين عبدالوهاب، تامر حسني، عمرو دياب، يسرا، مريام فارس، فعلى سبيل المثال شيرين عبدالوهاب التي أنكرت تصريحات أدلت بها على شاشة التليفزيون المصري حول إصابتها بأنفلونزا الخنازير، ومن ثم عادت وأكدت إصابتها بالمرض، واضطرت لتبرير ما ذكرته على شاشة التلفزيون المصري بأن تصريحاتها لم تفهم بشكل صحيح. كما صرحت من قبل بأن تامر حسني يستأجر الفتيات ليمثلن دور المعجبات في حفلاته، لكنها عادت أيضا ونفت هذه التصريحات الموثقة، وادعت أن كل الصحف والتلفزيونات ووسائل الإعلام التي رصدت كذبتها هم الكاذبون. ثقافة عامة بينما يؤكد الناقد السينمائي عصام زكريا أن هذا الأمر أصبح ثقافة عامة، فتجد أغلب الناس في مختلف المجالات عندما يقفون أمام العدسات أو كاميرات الفضائيات للإدلاء بأحاديث صحافية يقولون كل شيء بلا حذر.. وبعدها يدركون مخاطر ما قالوا، وبدلاً من الاعتذار يبدأون في المغالطة والنكران.. وإذا نظرنا للأمر نجده يبدأ من المسؤولية، فهم يعدون بإنجازات محددة ولا تنفذ، ولا يجدون من يحاسبهم على وعودهم الكاذبة. ولهذه المسألة علاقة على المستوى المهني نفسه، لأن كثيرا من الحوارات التي يجريها الصحافيون لا تكون مسجلة وموثقة، وأحياناً حتى لو كتبت لا تكون مصاغة بنفس النص الذي أدلى به، رغم أنه نفس المعنى. ومن أهم الأسباب التي تجعل الفنان يصرح ويتراجع عن تصريحاته حرصه على الظهور، وإدراكه أن أي حديث خطير أو فيه مساس بزميل آخر يعني سعي أجهزة الإعلام وراءه لتأجيج النيران وزيادة رقعة الخلافات.. جريا وراء فرقعة تحقق الرواج لجميع الأطراف، والخاسر الوحيد فيها هو الجمهور. يضيف زكريا: في أغلب الأحيان يكون هؤلاء قد فشلوا في المنافسة، أو تجاوزهم آخرون ظهروا حديثاً، أو ليس لديهم جديد ليتحدثوا عنه فيبدأون في ملء الساحة بمثل هذه الأكاذيب والشائعات الخطيرة ليبقوا في الأضواء لأطول فترة ممكنة، ويجب على الصحافي أو الإعلامي في هذه الحالة أن يحرص على تسجيل وتوثيق حواراته مع هؤلاء الفنانين، حتى إذا تراجعوا عنها يكون لديه الدليل الذي يخرسهم. بنت الأمكنة الضيقة وتقول الناقدة ماجدة خير الله إن الشائعة بنت الأمكنة الضيقة التي صنعت نصف أحزاننا ونصف أحلامنا وتركت الكثير من مبدعي الفن يؤسسون على هذه الشائعة بعض بطولاتهم وأوهامهم.. موضحة أن الشائعات ارتبطت بالأجيال الفنية قديمة وحديثة بغرض ترويج وكسب الشهرة المصطنعة، وهناك كثير من الصحف لا تعمل إلا على ترويج الشائعات الفنية، لذلك لابد من أن تكون هناك مؤسسات تعاقب من يقوم بتشويه صورة الآخر، لأن الصراع بين الفنانين شرس. ومن أبرز الشائعات التي ترددت بقوة في الفترة الأخيرة شائعة وفاة الفنان الكوميدي محمد سعد إثر عملية تجميل، أيضا شائعة وفاة الفنان عادل إمام، وغيرهما من الشائعات التى ظل الناس يرددونها فترات. وتم نفيها بعد أن خدمت أغراضها، فهناك حتما مستفيدون من ترويج هذه الشائعات للتأثير في غيرهم والاستفادة من شهرتهم، ومعظم الشائعات يطلقها أصحاب الشأن أنفسهم، معتقدين بأن ذلك يشعل ضجة إعلامية تروج لأعمالهم قبل طرحها في الأسواق. وفي النهاية يتضح أن خلف كل شائعة مصلحة معينة، سواء لصاحب الشائعة نفسه، أو للشخص الذي يروجها ويرغب في تشويه سمعة فنانة أو فنان أو هدم أسرة بزواج أو طلاق كاذب.