2013/05/29

أنا القدس .. فأين محطات العرب وشركات إنتاجهم؟
أنا القدس .. فأين محطات العرب وشركات إنتاجهم؟

سلوان حاتم – الثورة

 

 

 

 

عندما تتابع مسلسل (أنا القدس) الذي بدأت قناة سورية الفضائية بإعادة عرضه قد يخطر في بالك سؤال عما قدمته الدراما العربية (خاصة في السنوات الأخيرة) خدمة لقضاياها والصراع مع العدو الإسرائيلي .

المسلسل الذي أنتج عام 2010 لاقى ما لاقته الكثير من الأعمال التي تتحدث عن محور القضية العربية والمقاومة من تخوف عرضه على الفضائيات التي ترى فيها شتى أنواع المسلسلات التركية والمكسيكية المدبلجة ولكن نادراً ما تعرض مسلسلاً عن المقاومة أو القضية الفلسطينية , لا نقصد محطة بعينها بل بالمجمل ونستثني عدداً من المحطات التي لا تخشى وضع نفسها في حسابات حرجة تثير سخط دول الغرب عليها أو حتى الكيان الصهيوني نفسه لتنأى بنفسها عن أي حسابات أو ضغوط قد تمارس عليها إذا ما قامت بعرض هكذا مسلسلات.‏

ليست المقاومة الفلسطينية وحدها من يلقى هذا النأي من الفضائيات العربية من جهة العرض فمسلسل (الغالبون) الذي تحدث عن المقاومة اللبنانية بين عامي 1985 و1992، وتحديدا منذ الاندحار الأول لجيش الاحتلال عن صيدا وقسم من الجنوب، وتمركزه على الشريط الحدودي، عرض بشكل وحيد وحصري على قناة المنار خلال رمضان الفائت مع أن عدد المحطات العربية على قمر النيل سات وحده يتعدى الـ500 قناة تلفزيونية مفتوحة التشفير, ورغم ذلك فقد وجد نسبة متابعة كبيرة حاله حال مسلسل (عياش) الذي أنتج منذ سنوات و الذي تحدث عن حياة الشهيد يحيى عياش مستذكراً أعماله البطولية ولماذا تم اغتياله . وإذا ما عدنا بالذاكرة لسنوات مضت سنتذكر أن مسلسل (الاجتياح) لم يلقَ التسويق المناسب إلا بعد حصوله على جائزة عالمية, فالمحطات العربية التي أعمت ناظرها عن العمل تشجعت بعد أن اعترف الغرب بجودة المسلسل لتقوم بشرائه بعد عدة سنوات من عرضه للمرة الأولى, وكأنها أخذت الإذن لعرض المسلسل .‏

في خضم هذا الموضوع لا بد لنا أن نسأل أين شركات الإنتاج العربية الضخمة التي دفعت مبلغ 200 مليون ريال سعودي لإنتاج عمل تاريخي عرض في رمضان الماضي ؟.. ولماذا لم تقدم على إنتاج أعمال مرتبطة بالقضايا العربية ناسين أن أعمالاً مثل (التغريبة الفلسطينية) و (الاجتياح) و (أنا القدس) .. لاقت رواجا وقبولا عند المشاهدين واستطاعت أن تحظى باحترام النقاد والمتابعين للطرح الذي قدمته ، فما الذي جعلها لا تقدم على إنتاج هذا النوع من الدراما رغم أن تكلفتها لاتتجاوز ربع تكلفة مسلسل تاريخي ضخم ؟.‏

مما لا شك فيه أنها ليست مشكلة في النصوص المُقدمة لأن الكثير من الكتّاب تحدثوا عن وجود نصوص جيدة لديهم حول قضايا المقاومة, كذلك لا يوجد مشكلة بالمكان أو الإخراج أو الممثلين ولا نستطيع أن نحمل هذا الأمر إلى شركات الإنتاج الصغيرة التي تعتمد على التسويق لبقائها في الساحة الدرامية لأن التسويق هو الغائب الأكبر عن هكذا أعمال, المشكلة الحقيقية تكمن في العرب ذاتهم وفي قنواتهم الفضائية التي لا تشتري هذا النوع من الدراما ولا حتى تساهم في إنتاج هكذا أعمال وتسويقها .‏

ما يؤسف عليه فعلا أن العرب ومحطاتهم التلفزيونية مشغولون بدراما مهند ولميس ومراد وصبايا وكنة الشامي وكناين الشامية و أبو جانتي .. متناسين الدراما القومية العربية ودعم المقاومة وتشجيعها بأقل تقدير عن طريق أعمال تلفزيونية ضخمة كي تصل قضايانا إلى كل أصقاع الأرض , والسؤال : هل سيحظى الإنتاج الدرامي العربي في المواسم القادمة وإن بعد سنوات بعمل ضخم يتناول القضايا العربية الحقيقية ؟..‏