2013/05/29

أندريه سكاف: ليس لدي أي طموح الآن!
أندريه سكاف: ليس لدي أي طموح الآن!


بديع منير صنيج – تشرين


بدأ الفنان «أندريه سكاف» يشعر بأنه يعيش ضمن قرية كبيرة اسمها «سورية» نتيجة محبة الناس له، وتعاملهم معه على أنه واحد من أقاربهم، ويرى أن ذلك هو معادل للجهد الذي يبذله في بحثه ودراسته في طبيعة الأدوار ومزاجه الجيد أثناء تأديتها،

ورغم أنه ما زال ميالاً للكوميديا فإنه يرى أن الحياة تراجيدية بامتياز.. عن آراء الفنان «أندريه سكاف» في المسرح والتلفزيون وغيرها من الأمور كان لقاؤنا الآتي:

هل تعتقد أن محبة الجمهور لك ناتجة عن الأدوار الكوميدية التي عُرفت بها؟

الجمهور صريح وتعبيره فوري وثمة عفوية برأيه كونه ليس اختصاصاً، وقبول الجمهور لي بهذه الطريقة له علاقة بالممثل ذاته، فأنا عندما أشارك بعمل ما سواء كان تراجيدياً أو كوميديا فهم يتابعون ما وصلت إليه من خلال بحثي عن تفاصيل الدور وسمات الشخصية التي أؤديها، وهذا البحث وهذه الدراسة لهما نتيجة معينة، والجمهور هو من يتلقى هذه النتيجة، ولكل جهد لا بد من معادل، ومعادل الجهد الذي أقوم به هو محبة الناس، وكلما كنت مجتهداً أكبر فإن هذا الجهد سيصل إلى الناس وسيؤثر فيهم.

هناك بعض الأدوار التي تقع ضمن خانة الأدوار الشريرة، والناس في الشارع يتفاعلون مع الفنان على أنه شرير في الحياة الطبيعية، ألم تواجه مثل هذه النتيجة؟

لم أواجه مثل هذا الشيء، مع أنني جسدت بعض الأدوار لشخصيات مؤذية، يكرهها المشاهد لمجرد متابعته لتلك الشخصيات.. من الصحيح أن الناس يحملون الإحساس بأنني شرير كالشخصية التي جسدتها، لكن في اللحظة نفسها يتبدل عندهم هذا الإحساس.. ويقول: أندريه ليس شريراً على العكس فأنا شخص لطيف، أي إن النظرة التي امتلكها من تجسيدي للشخصية انعكست مباشرة من لحظة لقائه بي، لأنه شاهدني أنا ولم يشاهد أندريه الممثل.

معروف عنك أنك ميال إلى الكوميديا أكثر، في رأيك الحياة تراجيدية أم كوميدية؟

الحياة قولاً واحداً تراجيدية، ومن خلال التراجيديا ترى المواقف الكوميدية، فكما يُقال شر البلية ما يضحك، فالحياة قاسية بشكل عام، وعلى الناس جميعهم، فكل شخص له همه الخاص، وكلاهما تراجيديا، لكن بلحظة معينة من الممكن أن تتغير المواقف عبر حدث معين، وتتحول إلى كوميديا.

هناك ناحية أساسية ومهمة ينبغي أن تتوافر لدى الممثل، وهي تصديق ما يفعل بعفوية الإنسان العادي، ومن دون أي اصطناع، فلا يُعرِّض الأداء لأن يصبح كاريكاتورياً ولا يضيقه ما يبرد الموقف، بمعنى أنه ينبغي تبني الشخصية بشكل تام، بسماتها جميعها، وإيجاد الحلول لأدائها، بما يزيد من تقاطعها مع الواقع، وهذا مهم جداً.

ضمن موضوع الأداء تركز دائماً على أهمية المزاج إذ تقول «إن كان مزاج الممثل جيداً يكون أداؤه جيداً والعكس صحيح»، كيف تنظر إلى الموضوع؟

المزاج الجيد يجعلك تحلق بالدور أو الشخصية التي تجسدها إلى المستوى الذي يفكر به الكاتب، أو حتى أحياناً أبعد من ذلك، فهناك الكثير من الممثلين يذهلون الكاتب بأدائهم فيجعلون الشخصية تبدو مقنعة أكثر من فكرة الكاتب عنها، وهذا ناتج عن المزاج الحسن، أما إن كان المزاج سيئاً فليس من الممكن أن يعمل بشكل صحيح ولا بأي شكل من الأشكال، فالمزاج هو الذي يعطي البعد الثالث للشخصية.

ما تقييمك للدراما التلفزيونية السورية؟

أنا أتابع المسلسلات السورية بعين المشاهد العادي، وأرى أنها متطورة جداً، وفيها فهم رائع لمفهوم الدراما في أغلب الأعمال، وذلك من ناحية النص والإخراج وبخاصة المخرجين الجدد ولاسيما أن الممثل خاضع بالنتيجة للمخرج، فقد يكون الممثل نصف موهبة لكن المخرج قد يرفعه إلى شيء مهم، لأن مستوى أداء الممثل يعود في كثير من الأحيان إلى المخرج بما يحقق وحدة الأسلوب بين الشخصيات جميعها.

قلت مرة أنك «تعمل حسب الظروف وتصلي دائماً على الحاضر، ولا تملك طموحاً فنياً» لماذا ذلك؟

لا أستطيع التفكير في أي طموح مادام الحاضر متشابكاً بهذا الشكل، فالحاضر معقد جداً، كما لا يفسح لي المجال للتفكير بالمستقبل، فأنا بحاجة إلى عشر سنوات حتى أحلّ تعقيدات الحاضر، لذلك، أتركها لحالها، وأعتقد أن جزءاً من الموهبة التي منحني إياها الله هي القدرة على التعامل مع هذه الظروف.