2013/05/29

.. أهلاً بالفنّ المسيّس وداعاً لسوق الـ«سي دي»
.. أهلاً بالفنّ المسيّس وداعاً لسوق الـ«سي دي»


ربيع فران – السفير

كان العام 2012 عام التحوّلات بامتياز. في سوريا تمّت تصفية فنانين وتهديد آخرين، تبعاً لتوجهاتهم السياسيّة، مؤيّدة كانت أم معارضة، وفي مقدّمتهم الممثل أحمد رافع. في مصر فجّر الداعية عبد الله بدر قضيّة في وجه الممثلة إلهام شاهين، حين شتمها على الهواء، قبل أن تتغلّب عليه في المحكمة. كما حوكم عادل إمام بتهمة الإساءة للأديان، وخرجت الراقصة سما المصري لتفجّر قنبلة في وجه «الإخوان»، في حين نزل الفنانون إلى الشارع ليتظاهروا وفي مقدّمتهم شيريهان التي عادت إلى الساحة بقوّة بعد غياب. وفي لبنان، كان فضل شاكر نجم الساحة من دون منازع، بعدما شارك في تظاهرات داعمة للشيخ أحمد الأسير. لكن معظم الفنانين يلجأون لسياسية النأي بالنفس، خصوصاً أنّ الموقف السياسي الواضح، صار ينعكس بشكل مباشر على المبيعات، والحفلات، خصوصاً أنّه يعني مقاطعة شريحة من الجمهور للفنان، إن كانت تختلف معه في السياسة. وفي هذا السياق، نلاحظ أنّ الفنانين الذين كانوا يعدون مقرّبين من النظام السوري، اختاروا التزام الصمت بالكامل، وخصوصاً نجوى كرم وعاصي الحلاني وفارس كرم... في حين خفتت حدّة تصريحات أصالة المعارضة.

تميّز العام 2012 أيضاً بفورة هائلة في البرامج التلفزيونيّة الخاصّة باكتشاف المواهب، من «آراب آيدول» وصولاً إلى «ذا فويس». اللافت أنّ الأخير مثلاً، حاز 60 في المئة من نسب المشاهدة في ليلة عرضه، وذلك رقم يستحقّ التوقّف عنده، لأنّه سابقة، خصوصاً أنّ البرامج التلفزيونية ومنذ أكثر من 25 عاماً، لم تتخط عتبة الـ20 في المئة.

لناحية الإصدارات الغنائيّة، فإنّ شعار العام كان «مكانك راوح»، وسط الحال الضبابيّة لسوق الـ«سي دي». إذ أنّ شركات الإنتاج تستعين بالنجوم وحفلاتهم لرفع إيراداتها، حتى أنّها تقاسمهم إيرادات برامجهم التلفزيونية. اللافت أنّ العام لم يحمل أيّ جديد على الصعيد الغنائيّ، رغم إصدار ألبومات لإليسا ووائل كفوري. حتى ألبوم الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي «غزل» لم يلقَ اهتماماً إعلامياً كافياً، خصوصاً مع انشغال صاحبته في الحفلات الخيريّة، ومهماتها كسفيرة للأمم المتحدة. ولم تحقق تجربة نانسي عجرم الثانية في الأغاني الموجهة للأطفال، ألبوم «سوبر نانسي»، نجاح التجربة الأولى نفسه. أما أصالة فتابعت برنامجها «صولا» في حين لم يحقّق ألبومها «شخصيّة عنيدة» نجاحاً يذكر. ولم يسعف طلاق هيفاء وهبي في رفع أسهم ألبومها «ملكة جمال الكون». وعلى الرغم من إطلاق ألبومه في العاصمة البريطانية لندن إلاّ أن النجم السعودي العراقي الأصل ماجد المهندس لم يتقدّم كثيراً على زملائه في الخليج. كما لوحظ غياب جديد عبد الله الرويشد ونبيل شعيل، في حين أجّلت سميرة سعيد إصدار ألبومها إلى العام 2013.

من جهته، ذهب راغب علامة إلى الأغاني المنفردة، بعد مشاركته في «آراب أيدول».، وأطلق عطره الخاص. وكذلك سُجل غياب نجوى كرم، وأنغام، وشيرين التي انشغلت نهاية الفصل الأخير من العام بـ«ذا فويس».

وشكّل رحيل الفنانة القديرة وردة في مايو أيار خسارة فادحة للفنّ العربي ولم يكتب لتعاونها الأوّل والأخير مع «روتانا» النجاح فسقط ألبومها «الي فات من عمري» سقطة مدويّة، حتى طالب بعض الناقدين ومنهم صديقها الموسيقار صلاح الشرنوبي أن لا يدخل هذا الألبوم ضمن تاريخ وردة الفنّي. والتزم ابنها رياض بمنع أي كان من الكلام أو العمل على تجسيد شخصية والدته في مسلسل تلفزيوني حُكي عنه كثيراً، يبدو أنّه لن يبصر النور أبداً.