2012/07/04

أوراق الذاكرة والوجدان - ملك سكر «الإبداع والمعاناة»
أوراق الذاكرة والوجدان - ملك سكر «الإبداع والمعاناة»


مظهر الحكيم – الوطن السورية

حلاوة السكر... والسكر الآن بالقمة.. سعراً ونقداً. والمواطن يذكر السكر كثيراً وأنا أعود بالذكرى عندما اجتمعت بها في مصر قبل أن أعود إلى دمشق. وهي تشارك بفيلم مصري مع سمير صبري..

سموها. الدلوعة والشقراء.. ولهطة القشطة.. أحبوها.

وفي لبنان حققت شهرة واسعة.. وشاركت بالعديد من الأفلام


الانطلاقة من الدير.. دير الزور ومن دمشق. ومن المسرح. والتلفزيون.. تعاونت مع الجميع. حتى سرقتها السينما.. وحققت شهرتها... وتسارعت القلوب. تخفق بحبها.. كباراً وصغاراً.. وهي صاحبة القلب الطيب والمخلص وكان للإخوة قنوع حصة كبيرة في بداية مسيرتها... وبعدهم محمود جبر.. والتلفزيون كانت نجمته المفضلة.. شاركت مع الجميع.. غسان جبري. وسليم قطايا وعلاء الدين كوكش.. ومع علاء استمرت الحياة من فنية إلى زوجية وأنتجا أجمل مسلسل. ابنتهما (سمر كوكش).

وكان لها مع منى واصف وهاني الروماني إطلالة رائعة في سباعية (أسعد الوراق) التي تحولت إلى مسلسل في ثلاثين حلقة... وكما انتقلت منى واصف من دورها الخالد إلى دور أم في المسلسل الجديد وهاني إلى دور المختار. لو كانت بيننا أنا واثق أنها كانت أم أمل عرفة.

غياب ملك ترك فراغاً كبيراً لأدوارها...

وكانت مشاركتي كممثل مع ملك التي ربطتني بها صداقة أسرية قوية. رافقتني من مصر إلى لبنان وسورية...

وكانت أجمل صديقة عندما شاركتنا مسرحية مريض الوهم. لموليير... وانتقلنا إلى أعمال مسرحية أخرى. وفي التلفزيون تلاقينا في كثير من الأعمال. ولكن آخرها. الأميرة الشماء.. الذي أحدث دوياً فنياً كبيراً.. وتم استدعائي من سيادة الرئيس المرحوم حافظ الأسد وتكريمي بتعييني مخرجاً في هيئة الإذاعة والتلفزيون.

وفي مسلسل الشطار.. وأذكر كم ضحكت أسرة المسلسل عندما لحق بي الكلب الضخم في المشهد. وكاد ينهش قدمي. لو لم يتدخل حارسه الخاص ويبعده عني.

ملك نموذج خاص.. أذكر حياتها من البداية إلى النهاية.. كم قلقت. عانت وكم فرحت. وكم تعذبت. وكم مرضت وكم ساعدت. وكم ابتعدت. وكم وقفت صلبة قوية وكم تخاذلت... وكم انصدمت. ولكنها بحقيقة نفسها كانت تأمل دائماً أن يستعيد الوسط الفني عافيته ويسترد مكانته لما تعرض من مواقف وترهات ومنافسات من بعض الحاسدين والطامعين... وخاصةً أننا نتعرض لنكسات حسب الوضع السياسي في البلد.. ننطلق معه ونحقق النجاحات.. ونحاصر معه وتقف أعمالنا.. ونحن سعداء لأننا أبناء سورية.. لأننا رمز من رموزها. وكل مرة نتكاتف ونسترد أنفاسنا ونعود للعمل.. وكان المسرح وقتها هو المجال الوحيد للصمود... ولنؤمن حياتنا ونعيش بكرامتنا..

وببساطة كانت ملك تشاركنا في مشاريعنا الصغيرة..

وكان افتراقها عن علاء. صدمة قوية. عانت كثيراً وابتعدت... وزهدت.. صداقاتها قلت. واختصرت على الأحبة فقط... وأعمالها تقلصت ولكن حبها لم يقل لحظة من المقربين منها... إنها ملك الرقيقة ابنة الريف الجميل ملك الجميلة الشهمة.. التي كانت التوءم لناديا لطفي.. في الفترة التي عملت بها في مصر... والتي شبهوها بنجمات هوليوود ومنهن مارلين مونرو.... وكم يؤلم أن نرى نجومنا يعيشون الوحدة... هكذا ملك في أيامها الأخيرة كانت تريد أن يشعر الجميع بما يعانيه الفنان.. الفنان ليس فقط للعطاء ليس فقط لإسعاد الناس. ليس فقط لإضحاكهم. ليس فقط لرسم صورته الحقيقية ونقلها للشاشة. الفنان يحتاج إلى الدفء إلى المواساة إلى المشاركة. إلى من يسأل عنه... ليس فقط من معجبيه. بل من مسؤوليه من ناسه من أهله... حبذا لو اليد الكريمة تضع من ينوب عنها إذا كانت مشغولة. أن يداوي ويعالج ويواسي جراح الكرماء المعطائين.

ملك الجميلة ستبقى جميلة في ذهن وقلوب من أحبوها...

رحمك الله ملك وأطال عمر من بقي بيننا يتابع المشوار...