2012/07/04

أيمن رضا يستضيف (بوسطة) في الشام القديمة!!
أيمن رضا يستضيف (بوسطة) في الشام القديمة!!

الصدمة في الدراما باتت صعبة أمام صدمات الجزيرة والعربية.        "ضيعة ضايعة" هو بالأصل لوحة في "بقعة ضوء". بسام كوسا لم يكن معروفا بالكوميديا لولا بقعة ضوء. إن كان القرار للناس البسطاء وأصحاب البسطات والخضرجية، فسأفوز حتما بجائزة أدونيا. كثير من العرب لم يعرفونني حتى مثلت دور "أبو عرب" في باب الحارة!!!. تواجدي في أعمال البيئة الشامية لا يعني أنني موافق عليها، ولكن هذا هو السوق ومتطلباته. أعمالنا مفصلة على هوى شركات الإنتاج الخليجية.. وقريبا ستصبح على هوى المعلن.. والجمهور آخر من يقول كلمته.. خاص بوسطة - علي وجيه لا يمكن أن يكون الحوار مع اسم مثل أيمن رضا عادياً أو تنظيرياً، فابن الحارة الدمشقية العاشق لبيئته غير مستعد لمجاملة أحد أو تسمية الأمور بغير مسمياتها، وهو صريح حتى النهاية كما الناس البسطاء الذين يحبّهم وينتمي إليهم. بالقرب من مكتب عنبر استضافنا أيمن رضا رغم انشغاله بتصوير دوره في النسخة الجديدة من "أسعد الورّاق"، وانتقاء لوحات الجزء السابع من "بقعة ضوء"؛ العمل المرتقب الذي يعِد بأن يكون مختلفاً ومميزاً.. أيمن رضا و«بوسطة» في الشام القديمة، وتفاصيل تُكشَف للمرة الأولى..                       نبدأ بآخر تطوّرات "بقعة ضوء 7".. سمعنا أنّ فكرة المخرجين المتعددين أُلغيت باعتماد ناجي طعمي مخرجاً لكامل العمل. هذا صحيح، ألغيتُ الفكرة لعدّة أسباب، منها أنّ المخرجين الأربعة الذين كان يُفترض أن ينجزوا "بقعة ضوء 7" لديهم ارتباطات خلال فترة تصوير العمل، وبالتالي يجب أن تكون خطة التصوير مبرمجة بدقة منذ الآن حتى أضمن تواجدهم تماماً، وهذا غير ممكن حالياً لأنّني ما زلتُ في مرحلة تجميع النص، كما أنّ البعض يخشى أن يُحسَب لأيمن رضا إقامة هذا المهرجان التلفزيوني المتمثّل في مسلسل يجمع كل الفنانين تقريباً وعدّة مخرجين، إضافةً إلى خشية بعض المخرجين من المقارنة والتقييم طالما أنّ العمل يضمّ نفس الفنيين والممثلين بلوحات متقاربة السوية،  لذلك آثرتُ تأجيل الفكرة تفادياً لأيّ فشل محتمل، عسى أن يتحمّس الجميع أكثر في العام القادم. التصوير سيبدأ في الشهر الثالث غالباً تحت إدارة المخرج ناجي طعمي.   على مستوى اللوحات، فُتح الباب أمام الجميع للمشاركة عبر البريد الإلكتروني [email protected] حتى من الوطن العربي.. هل تمّ أخذ لوحات من الناس العاديين؟ وهل ستكون الحقوق المعنوية والمادية لهؤلاء مضمونة في العمل؟ للأسف لم تُعتَمد أية لوحة مرسلة عبر البريد الإلكتروني حتى الآن نظراً لانخفاض السوية أو عدم توافق اللوحة مع رؤية "بقعة ضوء" لهذا العام. وما هي هذه الرؤية بالتحديد؟ أولاً التكثيف الشديد، فأطول لوحة لدينا لا تتجاوز 10 - 12 دقيقة.. سنعتمد على الفكرة والصورة وقلّة الكلام والأشكال الفنية الجديدة التي تتطلب قدرة عالية على الكتابة، حتى أنّ بعض اللوحات تعتمد على الموسيقى كلياً، وهذا أحد طموحاتي في "بقعة ضوء"؛ أن نفعّل الفنون الأخرى مثل الموسيقى والأزياء والعمارة في الدراما.. تناولنا كثيراً مواضيع الفساد الحكومي والرشوة وما شابه.. هنا نعتبر أنّ هذه الأمور باتت من البديهيات ونتكلم فيما بعدها بطابع إنساني اجتماعي يُفضي بالضرورة إلى السياسي! ولكن من باب القصة الاجتماعية وليس من باب المانشيت، وفي أغلب اللوحات تركنا النهاية شبه مفتوحة لخيال المشاهد ليكملها بنفسه. هل تعتقد أنّ الجزء الجديد من "بقعة ضوء" قادر على خلق صدمة لدى الناس مثلما فعل في بداياته؟ بصراحة شديدة، موضوع الصدمة في الدراما بات صعباً أمام صدمات الجزيرة والعربية، فمهما فعلنا لن نستطيع مواكبة ما تقدّمه المحطات الإخبارية هذه الأيام! لذلك ستكون مهمتنا الأولى إضحاك المشاهد وتسليته مع وجود الفكرة الجيدة. إلى أين وصلت مرحلة اختيار اللوحات حتى الآن؟ وهل يوجد مَن يختار معك أم أنّك المسؤول الوحيد عن ذلك؟ اخترتُ ما يمثّل حوالي ثلاثة أرباع العمل حتى الآن، والقرار الأول والأخير يرجع لي هذه المرة لأنني سأكون مسؤولاً أمام الجمهور عن المشروع الذي هو بالأساس مشروعي، ومن خلاله أقول وجهة نظري عام 2010. البعض يقول إنّ مزاجيتك تتحكم بالعمل كاملاً كونك صاحب القرار الوحيد في اختيار اللوحات، ولا وجود للجنة اختيار كما كان الوضع سابقاً. وليكن!! مزاجية صلاح الدين تحكّمت بالجمهور، وكذلك "فنجان الدم" والأعمال التركية، فالأعمال يقودها الفنانون في النهاية. إضافةً إلى أنّ "بقعة ضوء" لا يعبّر عن وجهة نظري وحدي، بل هي وجهات نظر 50 كاتباً سورياً ترسم بانوراما كاملة عن مشاكل وهموم المواطن السوري من البادية وحتى حي المالكي! فـ "بقعة ضوء" لكل البيئات والمناطق السورية حتى المنسية منها مثل الحسكة والرقة ودير الزور، ولا تنسى أنّ "ضيعة ضايعة" هو بالأصل لوحة في "بقعة ضوء". وماذا عن اللوحات من الوطن العربي؟ لم تصلنا أية لوحة حتى الآن بسبب ضعف الإعلان عن المسلسل، فيُفترض بالشركة المنتجة أن تعلن عن الموضوع على محطة الدنيا على الأقل، وعدم الاكتفاء بكلامي في الصحف والتلفزيون، أو أن ننشط على الإنترنت لتسويق المشروع. هل سنرى كل الممثلين مجدداً في "بقعة ضوء"؟ وهل صحيح أنّك دعوت باسم ياخور للعمل مجدداً؟ هذا صحيح، دعوتُ باسم وأبدى موافقته إذا لم يتعارض وقت التصوير مع ارتباطاته في مصر بعد أن ينتهي من "ضيعة ضايعة 2". سنكون حريصين على تواجد الجميع؛ باسم ياخور، بسّام كوسا، فارس الحلو، عبد المنعم عمايري، نضال سيجري وغيرهم.. وسننفّذ رغبة أيّ ممثّل بتقديم كاراكتر معيّن يحبّه أو يطمح لأدائه على الشاشة. كذلك سنعمل على إعطاء فرص للوجوه الجديدة، فنحن بحاجة إلى اكتشاف بعض الكوميديين الشباب لرفد الدراما بالدماء الجديدة التي تحتاجها. نفهم من كلامك أنّ "بقعة زيت" الذي أعلنت عنه سابقاً كان خطوة تكتيكية لا أكثر.. "بقعة زيت" ببساطة عنوان لجأتُ إليه حينها لأنّ الشركة لم تكن راغبة بعمل جزء جديد من "بقعة ضوء"، وكنتُ قد تنازلتُ عن الفكرة للشركة منذ البداية من أجل تنفيذها، فكان الحل هو هذا الاسم القريب من العمل الأصلي المحمي بحقوق الملكية. دائماً أقول إنّ "بقعة ضوء" هو مشروع فني وطني للمساهمة في تطوير الدراما السورية، فهناك الكثير من الممثلين أصبحوا نجوماً بفضله.. حتى بسام كوسا لم يكن معروفاً بالكوميديا لولا هذا المشروع، وقد استعمل أحد الكاراكترات في (قانون ولكن) لاحقاً! فهو مختبر تجريبي يمكّن الممثل من تجربة شخصيات قد تُفرَد لاحقاً على مسلسلات مستقلة. ولكن بالمقابل، هذه اللوحات محرقة حقيقية للكاراكترات والأفكار.. ومع ذلك لا يوجد اعتراف بالمجهود الهائل الذي يبذله الممثل لإبراز شخصية ما خلال 10 دقائق، وتجد أنّ (أدونيا) مثلاً ينظرون للشخصية ذات الـ 700 مشهد، فهي تهمّهم أكثر.. بالحديث عن أدونيا، هناك مَن يقول إنّ هذه الجائزة بعيدة عن أيمن رضا لأنّه من محبّي الأدوار الصغيرة، على الرغم من الجهد الهائل الذي يبذله فيها. تسرّب أكثر من مرة أنني الفائز بأدونيا كأفضل ممثل دور ثاني مثلما حصل في "الانتظار" وغيره، ولكن لا أعرف ما يجري في الكواليس حقيقةً.. لأكون صريحاً معك، أنا لا أجتمع مع الـ 27 شخص الذين يمنحون جوائز أدونيا، وإذا كان القرار للناس البسطاء وأصحاب البسطات و(الخضرجية)، فأنا متأكّد أن الجائزة ستكون من نصيبي!! أنا واثق أنني سأنال الجوائز عاجلاً أم آجلاً، وربما بعد أن أموت! لو كان همّي الجوائز لكان جدار منزلي مليئاً بها، لهذا لا ألبّي دعوات التكريم في المطاعم كما يفعل غيري، لأنّني أشعر أنّ صاحب المطعم دعانا لـ "يتبروظ فينا"! يمكن أن تجدني في عرس أحد أصدقائي، أو مشفى للسرطان أو افتتاح بطولة فروسية لأنني أحب الخيل.. فأنا أعمل بحرية تامة ولا يمكن لأحد أن يضغط عليّ.. لهذا السبب لا نراك في أدوار بطولة مطلقة..              لا أعرف السبب حقيقةً.. ربما لأنني صريح جداً ولا أجامل أحداً. ولكنّك تواجدتَ مرةً في خيمة لأحد مرشحي مجلس الشعب، مثلاً!! تواجدتُ في خيمة «حمشو» بشكل فني وليس ترويجي، فالشكل الفني الذي جرّبته هو ما كان يهمّني، مثلما جرّبتُ الإعلانات والفوازير والكليبات.. أنا لا أبحث عن مركز فني، وسأظلّ أجرّب كل ما يروق لي وقد أنجح أو أفشل.. هذا متروك للجمهور. صرّحتَ أكثر من مرّة أنّك غير مقتنع بأعمال البيئة الشامية لأنّها شوّهت تاريخ دمشق، وأنّك ضد الأعمال التاريخية، وأنّك لستَ معنياً بأدوار غيرك.. ولكنّك ستشارك في "أهل الراية 2"، وتصوّر حالياً دور كسّام قائد الثوّار في النسخة الجديدة من "أسعد الورّاق"، وهو عمل شامي تدور أحداثه في حقبة تاريخية هي العشرينيات، وكان الراحل يوسف حنّا قد لعب الدور في النسخة القديمة من العمل.. كيف قبلت دوراً يتعارض تماماً مع كل مبادئك السابقة؟ لستُ ممن ينمّقون الأمور، لذلك سأتحدث بصراحة مطلقة.. تواجدي في أعمال البيئة الشامية لا يعني أنني موافق عليها، ولكن هذا هو السوق ومتطلباته، فحتى تبقى موجوداً وقادراً على قول ما تريد، عليك أن تعرف كيف تضرب وتهرب.. هل تتخيّل أنني اختصرتُ دوري في "أهل الراية 1" من 120 مشهد إلى 50 مشهد ليصبح مقنعاً إلى حد ما؟! هذا ما يمكنني فعله، بالإضافة إلى ظهوري في أعمال أخرى تحكي وجهة نظري الحقيقية. لديّ مسؤوليات وعائلة ومتطلبات معيشة، وإذا ابتعدتُ عن السوق فسأجد نفسي خارج اللعبة كلها كما حصل مع غيري.. هل تصدّق أنّ الكثيرين من العرب لم يعرفوني حتى مثّلتُ «أبو عرب» في "باب الحارة" رغم كل تاريخي الطويل؟! هذا واقع علينا مواكبته وإلا فلن أتمكّن من قول ما أريد في أعمال أخرى مثل "بقعة ضوء".. (لحتى تضل عم تقول لازم تضل عم تدور)!! فنحن عندنا مشكلة كبيرة في الجمهور للأسف. وفي النهاية أنا ممثّل محترف وهذه مهنتي، فأنا أحاسَب على أداء الشخصية وليس على أفكارها.. مَن يتبع الآخر هنا: الجمهور أم شركات الإنتاج؟ هذه اللعبة معقّدة أكثر ممّا يتصوّر البعض، فأعمالنا مفصّلة على هوى شركات الإنتاج الخليجية، وقريباً ستصبح على هوى المعلن بالكامل، فالجمهور آخر مَن يقول كلمته هنا.. الحل هو بالقنوات الخاصة المحلية التي تؤمّن لنا اكتفاءً ذاتياً فيما يخصّ التسويق، عندها سنصبح أكثر استقلاليةً في نوعية الأعمال المقدّمة، وربما نتخلص من الأعمال الشامية والتركية وإلى ما هنالك.. نحن بحاجة إلى إستراتيجية ودعم الدولة من كل النواحي وليس بعضها فقط، وبحاجة إلى معهد يخرّج الفنيين والمخرجين وليس الممثلين فحسب.. شكراً على حسن الضيافة وعلى صراحتك الشديدة.. شكراً لكم.