2012/07/04

أيها الصحفيون احذروا: «أبو جانتي» منزّه عن النقد
أيها الصحفيون احذروا: «أبو جانتي» منزّه عن النقد

خاص بوسطة- علي وجيه

ربّما تكون ندوة تلفزيون الدنيا حول مسلسل «أبو جانتي ملك التاكسي» هي المثال الأبرز على الاستخفاف بالجمهور، ومحاولة الاستفراد به لتشويه صورة الصحافة السورية، التي عُرف عنها مواكبة دراما بلادها ودعمها بمختلف الأشكال والأوجه الاحتفالية والنقدية.

راح ضيوف السهرة (سامر المصري، زهير قنوع، أيمن رضا، شكران مرتجى، محمد قنوع، أدهم مرشد وآخرون) يتذمّرون من عدم تقدير الصحافة لمجهود القائمين على العمل الفني، وكأنّ الأعمال التي تشيد بها الأقلام الصحفية لا يتعب أصحابها في إنجازها كذلك. الكل يتعب، وليس بالمجّان طبعاً، وفي النهاية هناك نتيجة تخضع للتقييم النقدي كما يحدث في أيّ بلد بالعالم. الجميع يدرك أنّ الدراما السورية «إنجاز وطني» كما قيل، ولكن هل يعني هذا أنّها دون التقييم والنقد؟ وأكثر من ذلك، فقد وصل الأمر إلى اتهام الصحفيين الذين انتقدوا المسلسل بأنّهم «دخلاء على الصحافة» وأنّهم «يكتبون للذي يدفع لهم».

اللافت هنا أنّ قناة الدنيا لم تستضف في السهرة ناقداً أو صحفياً واحداً كما فعل التلفزيون السوري في ندواته، ليسمع الجمهور الطرف الآخر بدلاً من الاستفراد به على هذا النحو الفج والمستفز، كما أنّ مقدّمة السهرة ريم معروف لم تحرّك ساكناً أمام كل هذا الهجوم، واكتفت ببعض ابتسامات المجاملة وردود التأكيد والأسئلة المحضّرة سلفاً.

الصحفيون الأعزّاء احذروا، «أبو جانتي» منزّه عن النقد، وإلا...

ملاحظة: من الاتهامات الطريفة التي ساقها الفنان سامر المصري أثناء الندوة: «ما في صحفي بيقدر يكمّل يوم تصوير»، في إشارة إلى عدم قدرة الصحفيين على العمل والتعب كما يتعب الممثلون والفنّيون في مواقع التصوير.

نستنتج هنا أنّ الصحفيين الذين واكبوا أيام تصوير كاملة في بعض المسلسلات، بما فيها البعيدة عن دمشق مثل «ضيعة ضايعة 2»، هم في الحقيقة مخلوقات فضائية أو أشباح ظهرت واختفت في ظروف غامضة.