2012/07/04

إطـلاق «روبـي» اليـوم.. بعـد «دراسـة اسـتمرت 5 سـنوات»
إطـلاق «روبـي» اليـوم.. بعـد «دراسـة اسـتمرت 5 سـنوات»


فاتن قبيسي - السفير


في تجربة لبنانية لافتة على مستوى الدراما الطويلة، التي يصل عدد حلقاتها الى تسعين حلقة، يبدأ عرض مسلسل «روبي» السبت المقبل عبر «ام بي سي4»، و«ال بي سي» الأرضية، وفضائية «سي بي سي» المصرية. فيما تعقد «ام بي سي» مساء اليوم مؤتمرا صحافيا في بيروت لإطلاقه رسميا. وهو من بطولة سيرين عبد النور، مكسيم خليل، وأمير كرارة، وديامان بو عبود.

والمسلسل وإن كان يقوم على خليط لبناني، مصري، سوري، إلا أنه يعتبر عملا لبنانيا يحاول التقدم خطوة عما هو سائد اليوم على مستوى الدراما اللبنانية. الا أن ثمة مكتسبات ومحاذير في آن في هذا المجال. الأول يتمثل بالاستفادة من خبرات السوريين في مجالي الإخراج عبر المخرج رامي حنا، والإنتاج من خلال رصيد «شركة سامة للإنتاج الفني». فيما تتمثل المحاذير بمغامرة مزدوجة، نظرا للاعتماد على دراما طويلة تتخطى المألوف والشائع في العالم العربي، وعلى نص «غير لبناني» منقول عن مسلسل فنزويلي.

ويبدو أن ثمة توجهاً عربياً اليوم نحو الدراما الطويلة، على غرار المسلسلات المكسيكية، والبرازيلية، والفنزويلية، والتركية، لا سيما بعدما دخلت الأخيرة في صلب المادة التلفزيونية المدبلجة في العالم العربي.

والحديث عن الأعمال المدبلجة، كما «روبي» يقودان الى جهة إنتاجية واحدة، وهي «سامة للإنتاج الفني» التي دبلجت أشهر المسلسلات التركية منها: «الأوراق المتساقطة»، «العشق الممنوع»، «نور»، «سنوات الضياع»، «إكليل الورد»، و«فاطمة» (سيعرض قريبا). كما أنتجت عددا من المسلسلات السورية المتميزة، واشتهرت بتعاونها مع المخرج الليث حجو في أعمال عدة منها «الضيعة ضايعة»، «أهل الغرام»، «فنجان الدم»...

لماذا «روبي»؟ الى أي حد تخوض «سامة للإنتاج» مغامرة فنية في هذا المجال؟ وماذا عن اعتماد نصوص أجنبية في دراما عربية؟ وما هي معاييرها في الإنتاج؟ وهل ستستمر في أعمال الدبلجة؟ وما هو «الشكل» الدرامي الذي تسعى الشركة الى تكريسه؟ علما أنها تحضر أيضا لمسلسلين طويلين، الأول يحمل اسما مؤقتا «غربة» من المتوقع أن يخرجه الليث حجو، والثاني ما زال في بدايات التحضير.

يوضح مالك الشركة ومديرها العام أديب خير لـ«السفير» أن «التوجه الى المسلسلات الطويلة جاء بعد دراسة استمرت خمس سنوات، إثر تجربتنا الطويلة مع «ام بي سي» في دبلجة المسلسلات التركية. واستنتجنا أن الجمهور مستعد لمتابعة الأعمال الطويلة. وعندما عُرض عليّ المسلسل الطويل «مطلوب رجال» لم أشعر أنه مشروعي، فقامت «ام بي سي» بإنتاجه. أما «روبي» فرأيت فيه مشروعا جيدا. علما أن «ام بي سي» تحضر لمسلسل ثالث مماثل «المنتقم».

وخير الموجود في بيروت للمشاركة مساء اليوم في المؤتمر الصحافي، يشير الى أنه فضّل أن يكون «روبي» مشروعا لبنانيا، لأن لبنان يشكل تربة خصبة للنجاح، مع توافر فنانين جيدين، الى جانب الكاتبة كلوديا مرشليان. وينفي أن يكون العامل الأمني المتوافر في لبنان هو الدافع لاختياره لتنفيذ العمل قائلا: «اتخذنا هذا القرار باكرا، وقبل توتر الأوضاع في سوريا أو غيرها. فهنا يتوافر المكان المناسب والكادر التمثيلي الأساسي. وأردنا خرق الشائع حول ضعف قدرات الممثل اللبناني، ولهذا اخترنا الفنانة سيرين عبد النور بطلة رئيسية».

وردا على سؤال يوضح أن بلاد جنوب أميركا التي تنتج بالعادة مسلسلات طويلة، قررت حديثا بيع نصوصها. لذا اشترت «ام بي سي» نص «روبي» من شركة فنزويلية. واشترطت الكاتبة مرشليان التصرف بحرية بالنص بما يناسب أجواء الجمهور العربي. وقد حافظنا على الشخصيات والخط الرئيسي للعمل، فيما خطوطه الثانوية غير فاعلة. وفضلنا اختيار جزء من الأبطال من مصر لنفتح باباً لقبوله مصرياً.

وعن أسباب عدم كتابة نص جديد بعيدا عن الأفكار المستوردة، يشدد خير على «وجوب ضمان عوامل النجاح في أي مشروع جديد. لذا فضلنا الاستناد الى قصة مجرّبة، فقد عرض «روبي» في دول عدة بلغات مختلفة، وقد حقق نجاحا. وكتابة نص يتجاوز عدد حلقاته الثلاثين أمر محدود عربيا. ووجدنا أن تقديم عمل طويل بصناعة عربية وقصة عربية ينطويان على مخاطرة».

والى جانب «روبي» الذي تعرضه اليوم «أم بي سي + دراما»، يكشف خير عن مسلسلين طويلين قيد التحضير، الأول تكتبه مرشليان، والثاني مجموعة من الكتاب. وعلى مستوى الإخراج يقول: «خياري الأول هو الليث حجو، كما أثبت رامي حنا مقدرة هامة. ولكن هذا لا يمنع من أن نتعاون في العمل الثاني مع مخرج لبناني».

وعن المعايير المعتمدة في «سامة للإنتاج»، يعتبر أن «كل أعمالها ناجحة، لأننا نكرس كل الجهود لحصد النجاح. فلسنا مستثمرين أو أصحاب مشاريع».

ويلفت خير الى أن العمل الدرامي لن يأخذ الشركة من الدبلجة، فهو «الساقية الجارية التي من خلالها نؤمن دخلا لإنتاج أعمال خاصة.. وسيلتنا هي الدبلجة، ولكن همنا ومشرعنا هو الإنتاج».