2012/07/04

إطلالات عمرو واكد بالسينما الأجنبية تثير جدلاً
إطلالات عمرو واكد بالسينما الأجنبية تثير جدلاً

خمس الحواس – أحمد أبو الفتوح

لمع من خلال «ديل السمكة» و«من نظرة عين» والفيلم الروائي القصير «لي لي» الذي حصد العديد من الجوائز.. هوالممثل المصري الشاب عمرو واكد الذي سبق له التمثيل في أفلام عالمية مثل «سيريانا» و«بيت صدام»، قدّم في الأول دور شخص يعمل على تجنيد الانتحاريين لأن الفيلم كان جيدا، لكنه بعد ذلك رفض 18 عملا عرضت عليه فيها أدوار المسلم الانتحاري، وفي الثاني واجه تهمة التطبيع لتمثيله بجوار إسرائيلي قدم شخصية صدام.

وبين البدايات وبطولته الحالية للفيلم الإيطالي «الأب والغريب» الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة، وما تعرض له من انتقادات وهجوم، كان لـ«الحواس الخمس» معه هذه الوقفات التي تعكس مشواره مع الفن السابع.

رحلة البدايات

يتذكر واكد ـ الذي سبق وحصد فيلمه «لي لي» وهو روائي قصير عن قصة ليوسف إدريس وإخراج مروان حامد العديد من الجوائز، منها جائزة الجمهور في مهرجان فرنسي متخصص للأفلام القصيرة، كما حصل على جوائز من مهرجان الإسماعيلية وأحد مهرجانات تونس ـ أن أول من شجعه على دخول المجال الفني هي الفنانة كارولين خليل التي كانت تدرس المسرح في الجامعة الأميركية وقدم معها مشروع التخرج، ثم عمل مع رشا الجمال المخرجة بالكلية والجامعة نفسها، حيث ساهم معها في ثلاث مسرحيات (كارمن وعفاريت حمزة وفاطمة)، ورشحه بعد ذلك المخرج هاني خليفة للعمل في فيلم (جنة الشياطين) لأسامة فوزي.

الممثل الثاني

يمتاز عمرو واكد بصدقه في الأداء واختياراته الواعية التي تتسم بالنضج الفكري، حيث استفاد من دراسته للعلوم الاقتصادية، ويبدو أنه درس استراتيجيات السوق جيدا ووضع جدولا اقتصاديا لمشواره السينمائي، ومن أهم أفلامه خلال السنوات الماضية «خالتي فرسا» و«تيتو» و «أحلى الأوقات» و«أصحاب ولا بيزنس» و«جنينة الأسماك» و«دم الغزال» و«إبراهيم الأبيض».

وحتى وقت قريب، كان عمرو واكد يعامل من قبل المنتجين في مصر معاملة الممثل الثاني أو السنيد، ولا يرون فيه نجم شباك أول والأسباب واضحة فهو ليس كوميدياً خفيفاً كهنيدي وسعد، وليس وجها جميلا كهاني سلامة أو أحمد عز، وليس بطلا مفتول العضلات كأحمد السقا، وبالتالي لا يهم إذا كانت موهبته، وملامحه المميزة أهم من كل هؤلاء، لأن المنتجين يرون أنه يجب أن يبقى على مقاعد الاحتياط، ويعاندون أي مخرج يود الاستعانة به، طارحين له البدائل المعروفة والمضمونة.

تهمة التطبيع

ولولا بعض الأدوار الناطقة بغير العربية التي قدمها واكد «خارج مصر» لما تمكن من فرض نفسه في الداخل كممثل موهوب، ومع أنه قدم بعض البطولات أخيرا، إلا أن تهمة التطبيع التي رافقت قيامه بتمثيل ثلاث حلقات من أصل أربع في مسلسل «بيت صدام»، جعلته يقول: اشتركت في المسلسل ولم أكن أعلم أن به ممثلا إسرائيليا، فقد اتفقت على العمل ووقعت العقد وكان خاليا من أي بنود أو شروط تمنع تحديد جنسيات الممثلين العاملين في الفريق، وفوجئت باشتراك ممثل إسرائيلي معي، لكنني لم أستطع أن أتراجع لأن العقد شريعة المتعاقدين، كما أنني لا أرى أن الجنسيات في الفن بشكل عام تعني شيئا، فرسالة العمل ومكانته هي الأهم من أي جنسية تعمل به، والعمل الفني يجب أن يكون خاليا من السياسة، ولكنه يتأثر بها ولا يفرضها أو يطرحها.

صيد السالمون

وحول دوره في الفيلم الإنجليزي «صيد السالمون في اليمن»، والذي يخرجه «لاسيه هالستروم» الحائز على جائزة الأوسكار ويشارك في بطولته إيوان ماكجريجوار، يقول واكد: «أجسد دور شيخ يمني يستورد السالمون من إنجلترا لعمل مزارع صيد في اليمن»، وأضاف أنه لم يكن الشخصية المرشحة للعمل لأن الشركة المنتجة طلبت ترشيح ممثل يتراوح عمره بين 50 و60 عاما، شريطة ألا يكون نجما كعمر الشريف، فقمت بترشيح جميل راتب ومحمود اللوزي، وجمال سليمان وهشام سليم، ورفضت الشركة راتب واللوزي، واعتذر سليمان وسليم عن الدور، ثم قمت أنا بالدور عندما اختارني المخرج، بعد أن اتفقنا على تغيير المرحلة العمرية، وهذا العمل تحول بالنسبة لي من مجرد فرصة إلى مسؤولية عن النجاح أو الفشل، ما يصعّب الفرصة المقبلة، لأنني إذا أخفقت في دور صغير قد لا يسبب ذلك أزمة، لكن الفشل في دور كبير تشاهده كل دول العالم يعني النهاية.

وتتناول أحداث الفيلم شيخ يمنى مهووس بسمك السلمون يطلب من العالم البريطاني «الفريد جونز» أن ينقل سمك السلمون إلى صحراء اليمن لكي يتكاثر بإحدى مزارع تربية السمك أو البحيرات الموجودة في قلب الصحراء، الأمر الذي يدفع الحكومة البريطانية لمتابعة التجربة التي تراها فرصة من أجل حدوث أمر جيد في المنطقة التي تشهد كثيرا من الصراعات.

الأب والغريب

ويقول واكد عن اشتراكه في الفيلم الإيطالي «الأب والاجنبي: أرسلت الجهة المنتجة لي نسخة بالإنجليزية من السيناريو، ووافقت فور قراءتها لانبهاري من فكرة الصداقة التي تجمع بين الشرق والغرب، وحين سافرت لتوقيع العقد فوجئت بأنني سأتحدث بالفرنسية وسيقومون بعد ذلك بنقل كلامي إلي الإيطالية من خلال «دوبلاج»، ورفضت هذا ووجدت أنه سيقلل من قيمتي وقدري، خصوصاً أمام الجمهور المصري والعربي الذي سيعتبرني جاهلا يتحدث بلغة غير لغة الفيلم، فقررت تعلم اللغة الإيطالية ومعرفة كل كلمة موجودة في السيناريو ونطقها الصحيح حتى أستطيع التمثيل بشكل جيد، وبالفعل أنجزت كل هذا في خمسة أيام.

إنتاج مشترك

وتعليقاً على غيابه عن الأفلام المصرية، عقب فيلم «إبراهيم الأبيض» أرجع عمرو أسباب ذلك إلى أن أفكار الأعمال التي تعرض عليه لم تقنعه ولم تكن على المستوى الذي يرغب في تقديمه للجمهور، حتى لو كلفه ذلك الجلوس في البيت، وكشف عن انه اتفق على فيلم جديد بعنوان «بأي أرض تموت» تأليف وإخراج أحمد ماهر، وهو إنتاج مصري إيطالي مشترك، سيبدأ تنفيذه في أبريل المقبل، تدور أحداثه عن مصري يعيش في ايطاليا منذ عشرين عاما، ويتناول قضية الهجرة إلي الخارج، ويشارك عمرو في إنتاجه من خلال شركته التي يمتلكها.