2012/07/04

إياد نحاس: حملات الهجوم أفادتني
إياد نحاس: حملات الهجوم أفادتني


ماهر عريف – دا رالخليج

لازم خوض المخرج السوري إياد نحاس أولى تجاربه البدوية من خلال مسلسل “دموع القمر” الذي قاد تنفيذه في الأردن وفق شركة إنتاج عراقية تحفظات عدة بعدما كان أنجز في بلاده “أيام الدراسة” .

حول حملات الهجوم عليه وملاحظات طالت معطيات العملين الجاري عرضهما طوال شهر رمضان وحقيقة خلافاته الفنية واجهت “الخليج” نحاس في هذا الحوار الخاص:

* كيف وجدت تجربتك الأولى في المجال البدوي؟

- كل عمل له خصوصيته وأنا سعيت إلى الخروج من الإطار التقليدي في الدراما البدوية وقدّمت أسلوباً مختلفاً عن المعتاد ربما أحبه بعضهم ولم يعجب آخر .

* ماذا تقصد ب”الأسلوب المختلف”؟

- أعرف أن الأردنيين أسياد هذا النوع من الدراما ولديهم باع طويل، وأنا أحترم مدرستهم، لكن لي وجهة نظري ولم أسع إلى تكرار ما اعتمده غيري على نطاق الصورة وحركة الكاميرا والزوايا، وطريقة التعامل مع النص وحضور الممثلين على الشاشة والمتابع يمكنه رصد ذلك عملياً .

* أليست قصة المسلسل تقليدية؟

- لا أعتقد فهي ترتكز على علاقة عاطفية جميلة تبدأ بعد مقتل والد “قمر” وتعرّض “ديرتها” للغزو وهروبها مع والدتها إلى قبيلة أخرى حيث تشترط الانتقام لأبيها مهراً وتتشابك مجموعة أحداث متفرعة، وأنا شخصياً أعجبني النص ووجدته جديداً لاسيما أنه منحني فرصة إظهار العمل بصورة “ملحمية” تقريباً إزاء عدم الالتزام بحقبة زمنية محددة، وإضافة جوانب تاريخية جعلته مفتوحاً بين أواخر القرن التاسع عشر ومطلع العشرين .

* ألا تراه لا يطرح رسائل عميقة؟

- غير صحيح فهناك مفاهيم إنسانية واجتماعية عدة لكن الهدف الرئيس من العمل التلفزيوني تقديم المتعة، وإذا لم يتحقق ذلك يؤول إلى الفشل .

* رأى البعض أن شركة الإنتاج غير المعروفة أردنياً مصدر ضعف فما قولك؟

- صحيح أن تولي جهة معروفة يمثل ما يشبه “علامة ثقة” لكن فيصل نجاح العمل نتيجته ومادته المنجزة للجمهور وليس شركة إنتاجه وهي مع ذلك لها حضورها عبر تجارب سابقة، ويمكن أن يسهم تفوّق هذه التجربة ناحية تأسيس اسم أقوى لاحقاً .

* بصراحة هل فرضت عليك المذيعة العراقية رويدا شاهين كبطلة في أولى تجاربها التمثيلية؟

- هذا لم يحدث أبداً فأنا لست من النوع الذي أخضع إلى فرض أسماء على أعمالي لأنني أتحمل مسؤوليتها في النهاية، ورويدا شابة مناسبة لدور “قمر” وأقنعتني بأدائها، وأتوقع انطلاقتها صوب بطولات لاحقة، وهذا ينطبق على الممثل الأردني الشاب وسام البريحي الذي جسّد شخصية الفارس المتطلع إلى تقديم مهر الزواج .

* بالانتقال إلى “أيام الدراسة” لماذا خلا المسلسل من النجوم؟

- لأنه يدور حول طلبة المرحلة الثانوية بين 16 إلى 18 عاماً وأعمار النجوم الشباب تجاوزت 28 عاماً غالباً بما لا يتلاءم مع الشخصيات وإقناع المشاهدين شكلاً ومضموناً .

* ألم يؤثر ذلك في تسويقه؟

- هذه معضلة فعلاً قللت من فرص توزيعه لكن أعتقد عقب عرضه الأول حالياً سيحصد ثقة تجعله أكثر طلباً ومتابعة لاحقاً .

* ماذا بشأن اتهام سرقة موضوعه من عمل “أشواك ناعمة”؟

- غير صحيح وأنا أحترم “شغل” مؤلفة “أشواك ناعمة” رانيا البيطار ومخرجته رشا شربتجي لكن لا تشابه إطلاقاً بين أحداث عملهما المغرق في الدراما وما اعتمدنا عليه كوميديا وفق خطوط وحكايات مختلفة تماماً .

* ما سبب خلافك مع زميلك سامر برقاوي بعدما منحه أحد المهرجانات جائزة إخراج “بيت جدي 2”؟

- لا خلاف بيني وسامر برقاوي وهو صديق وزميل محترم شكرته لأنه أكمل “بيت جدي 2” بعدما تعرّضت إلى ظرف خاص منعني من ذلك وكان عتبي على مهرجان “أدونيا” عندما اعتبرني مخرجاً ثانياً للعمل رغم إنجازي 80% منه .

* هل تقصد ب”الظرف الخاص” تداعيات قضيتك مع طليقتك؟

- نعم والقضية انتهت وكل ذهب في طريقه .

* أيلاحقك انتقاد حول اعتمادك التجريب عادة وتقليدك طريقة إخراج بعض الأسماء المعروفة؟

- التجريب متاح في الفن لكن أنا لي أسلوبي وخطي ولا أقلد أحداً، فيما أكنّ كامل التقدير لأساتذتي ومن عملت معهم مساعداً و”كاميرا ثانية” بينهم نجدت أنزور ومثنى صبح وعلاء كوكش وغيرهم .

* ما مشكلتك مع نقابة الفنانين السوريين؟

- ليست مشكلة شخصية ولكنها طالت مخرجين آخرين حيث كانت النقابة تمنح غير الأعضاء إذناً بالعمل قابل للتجديد ثم حددته لاحقاً في “مرة واحدة كل عام” واشترطت الخضوع إلى دورات إخراجية طويلة من أجل الحصول على العضوية، أما حجّتها حول وجود زملاء لا يعملون ويجب “تشغيلهم” أراها بعيدة عن المهنية لأن الأمور تقاس حسب الطلب وجودة الأداء وأنا ضد هكذا قرارات تؤثر سلباً في المجال ومثال ذلك حمل بعض الأعمال أسماء مخرجين عوضاً عمن تولاها فعلاً .

* ما ردّك على مهاجميك؟

- هجومهم المكثف أفادني حيث أثار جدلاً حولي وأسئلة عدة عني جعلت الناس تتابع جديدي وشخصياً ألتفت إلى إتقان عملي ولا أترك الحملات المضادة تنتقص من عزيمتي .