2012/07/04

إيلينا أنايا: لا أنافس بينلوبي كروز
إيلينا أنايا: لا أنافس بينلوبي كروز


محمد هاني عطوي – دار الخليج

الممثلة الإسبانية إيلينا أنايا تعتقد بالحظ الحسن وبالمقابلات أو اللقاءات الاستثنائية، وعندما نحدق في وجهها نلمح فيه جمال ناتالي بورتمان ومشاكسة فيكتوريا أبريل مفعمة بالحيوية والإرادة وحب الحياة، لا يصدق من يراها أنها بلغت الخامسة والثلاثين من العمر، بل يعطيها بالكاد خمسة وعشرين عاماً .

كان فيلمها “التحدث معها” الذي أخرجه “بيدرو ألمودوفار” عام 2002 والذي جسدت فيه دور “أنجيلا” وهي الزوجة السابقة لصحافي محب لرياضة مصارعة الثيران دخل في غيبوبة إثر إصابته في إحدى الجولات، من الأفلام التي حملتها إلى القمة في بلدها إسبانيا ثم إلى مهرجان كان، حيث استطاعت أن تحفر لها اسماً مميزاً في عالم السينما وغدت إحدى نجمات الصف الأول في إسبانيا .

ولدت إيلينا أنايا في 17 يوليو/تموز 1975 في بلنسية بإسبانيا وبدأت مشوارها الفني 1995 في فيلم “لوسيا والحب” الذي أخرجه لها خوليو ميديم ونالت عنه جائزة “الجويا” وهي النسخة الإسبانية من جوائز الفرنسية أو السعفة الذهبية لمهرجان كان، ثم ظهرت في فيلم “الكابتن ألاتريست” إلى جانب الممثل فيغومورتنسن وفي فيلم “ميسرين” إلى جانب فانسون كاسال . وعلى مدى 9 سنوات “كدست” إيلينا النجاح تلو النجاح إلى أن حققت نجومية كبرى في فيلم “فان هيلسنغ” 2004 الذي جسدت فيه دور مصاصة الدماء “إليرا” زوجة دراكولا “ريتشارد روكسبورغ” عن كل هذه النجاحات وربما الاخفاقات البسيطة كان لإيلينا أنايا حديث مطول مع مجلة إيل الفرنسية هذا نصه:

* بعد طفولة قضيتها بين البحر والجبل كنت لا ترغبين كثيراً في الذهاب إلى المدرسة وكان حلمك الأول هو التمثيل، هل حققت حلمك القديم الآن؟

- هذا صحيح، فمنذ صغري، كنت أحلم بأن أصبح ممثلة وكنت لا أرى نفسي إلا هكذا، ولذلك التحقت بالمدرسة العليا لدراسة فن الدراما بمدريد بعد أن قدمت اختباراً أمام الممثل مانويل مورون لفيلم “العائلة” للمخرج فرناندو ليون دي أرانوا ومن حسن حظي أنني اجتزت هذا الاختبار ولذا تابعت مسيرتي في دروس الكوميديا والعمل بالسينما في الوقت نفسه .

* كان حلمك أيضاً العمل مع المخرج بيدرو ألمودوفار . حديثينا عن تجربتك معه .

- الحقيقة كنت أتوق لهذا اللقاء ولم أكن أعرف كيف يتسنى لي الوقوف أمام كاميرته، وعندما حدث ذلك تخيلت نفسي للوهلة الأولى أحلم، ولكن الحلم أصبح حقيقة بالفعل، فبيدرو هو الذي عرفني بعالم الموضة وحضرنا معاً عروض “ديور” الشتاء الماضي وعندما اتصل مدير مكتبه كنت سأطير من الفرح .

* هل يعني هذا أن المغامرة التي بدأتها قبل عشر سنوات، أصبحت حقيقة فعلية، مع فيلمك الذي أخرجه لك ألمودوفار “الجلد الذي اسكن فيه” والذي قدم في مهرجان كان الأخير خاصة أنك تشاطرين فيه البطولة الممثل الشهير العالمي أنطونيو بانديراس؟

- عملت سابقاً مع النجم العالمي بانديراس قبل 21 عاماً في فيلم “ربطة عنق”، واليوم أعود مجدداً للعمل معه في هذا الفيلم المقتبسة قصته من رواية “My gale” أي “ذاكرة في قفص” للكاتب الفرنسي تييري جونكيه، وهي الأكثر مبيعاً في إسبانيا . وهذه القصة تروي حكاية جراح تجميل فقد زوجته في حادث سيارة واغتصبت ابنته ولذا يشرع في عملية انتقام دموي عنيفة .

* تردد في بداية الأمر أن النجمة العالمية بينيلوبي كروز هي المرشحة الأولى للقيام بدور البطولة في هذا الفيلم أمام بانديراس وذلك عندما كان اسم العمل سابقاً هو “العنكبوت” هل لك أن توضحي لنا الأمر؟

- الواقع أنني وبينيلوبي كروز لسنا في طور المنافسة أبداً، وعندما علمت بالأمر اتصلت بها وتركت لها رسالة ثم عاودت الاتصال بي وبينت لي أنها مسرورة جداً لأجلي وقدمت لي النصائح وقالت لي بالحرف: “ثقي بالمخرج بيدرو واتبعي جيداً ما يقوله لك فهو يعرف جيداً ماذا يفعل، ولا تخافي وأعتقد أن أمامك فرصة ذهبية لا تعوض وأنا احسدك عليها” .

* ولكن ماذا عن اسم الفيلم الذي تغير ولماذا بقيت التسمية بالإسبانية علماً أن شركة “جلين باسترز فيلم” أعلنت في مهرجان “كان” الماضي لمجلة “فارايتي” الأمريكية أنها ستتولى توزيع الفيلم عالمياً؟

- كان ألمودوفار اشترى حقوق الرواية 2002 من المخرج البريطاني نيكولا روج وأعلن حينها عن نيته في تحويلها إلى فيلم وفي النهاية كسر ألمودوفار جدار الصمت الذي كان يخيم على جلسات التحضير الخاصة بالفيلم وأعلن اسمه الجديد خاصة أن البطلة التي أجسد دورها هي المحرك الرئيس لأحداث الفيلم ودورها “صعب” من الناحية الجسدية لأن وجهها مغطى بقناع أو جلد ثان من اختراع الجراح الذي لم يرد لابنته أن يتشوه وجهها بعد عملية الاغتصاب ومن هنا جاء اسم الفيلم “الجلد الذي أسكن فيه” .

* ما رأيك في العمل مع المخرج ألمودوفار عن كثب؟

- عقدنا جلسات عمل مكثفة قبل 3 أشهر من البدء في التصوير، وكانت هذه الفترة فرصة لمشاهدة الأستاذ عن كثب وملاحظة مقدار الاهتمام الذي يعطيه لكل التفاصيل ومدى الحس الفني العالي الذي يتميز به . وأعتقد أن نظرته للعالم وللأمور بشكل عام خاصة جداً . إنه بالنسبة إلي “المعلم الفائق” الذي يعيش على كوكب آخر ويراقب كل شيء من مكان عالٍبدقة متناهية وعندما ينطق بكلمة “أكشن”، يجب أن يكون الجميع على أهبة الاستعداد للعمل بنشاط وسرعة ويكاد الزمن يمر معه من دون أن تشعر به علماً بأن اللقطة أو المشهد الواحد يمكن أن ينتهي بالمرة الخامسة وممكن أن يعيده 35 مرة .

* كيف تقيمين العمل مع النجم أنطونيو بانديراس؟

- التصوير مع هذا الممثل والمخرج متعة كبيرة، فالمرء يشعر أولاً بالثقة لأن بانديراس البطل الإسباني في أمريكا و”هوليوود” يقف أمام ممثلة مثلي ربما لم تصل شهرتها بعد إلى أماكن كثيرة، وهنا لابد أن أذكر أن النجم بانديراس وألمودوفار، لم يلتقيا منذ عام 1990 أي منذ فيلم “اربطني” لأن بانديراس كان معتمداً على نجمات هوليوود كما أنه اعتذر عن عدم عرض بيدرو في فيلم “كعوب عالية” الذي أخرجه في عام 1991 وكانت بطلته فيكتوريا أبريل، مفضلاً العمل مع الأمريكي أرن جليمشر في فيلم “مامبو كينغ” إلى جانب الممثلة ماروشكاديمتريس .

والغريب أن من يشاهد هذين العملاقين يعملان معاً يظن أنهما افترقا قبل يوم واحد فقط وليس قبل سنوات لأن جو الضحك والفكاهة كان مهيمناً على المكان . وهنا لابد لي أن أقول إنني كنت في هذا الجو المبتدئة الصغيرة بين عملاقين لكنهما قبلا بي بكل ود وحماس .

* يقال إنك لاعبة ماهرة في “الكاراتيه” فمنذ متى وأنت تهوين هذه اللعبة؟

- انفصل أبي وأمي وأنا في سن صغيرة ولكي تعوضني جدتي “لأمي” عن هذا الوضع المؤلم أدخلتني مدرسة لتعليم فنون القتال والدفاع عن النفس وبخاصة الكاراتيه حرصاً عليّ ولرفع معنوياتي ولاعتمادي على نفسي في الحياة خاصة أنني كنت صغيرة . والحقيقة أن لجدتي فضلاً كبيراً عليّ لأنها فعلت ذلك، فلقد احببت هذه الرياضة ومارستها لأكثر من 51 سنة ولا أزال أمارسها بمفردي بعد ممارستي لرياضة الركض .