2012/07/04

إيناس الدغيدي: مخرجو الجيل الجديد بلا توجه
إيناس الدغيدي: مخرجو الجيل الجديد بلا توجه

دار الخليج - فنون

إيناس الدغيدي مخرجة جريئة كجرأة أفلامها، تملك شخصية قوية لا تلين . رأيها صلب وقوي، ومن بنات أفكارها،

وأعمالها غير تقليدية لذا دائما تجدها في مقدمة الصفوف السينمائية بأعمالها التي أصبحت عملة نادرة في السينما

المصرية وبآرائها الصادمة، فهي لا تخجل من تقديم القصص الجريئة سينمائيا مثل “زنا المحارم” أحدث أعمالها والذي بسببه خاضت صراعاً مع الرقابة

تقول الدغيدي في حوار معها مع الرقابة على المصنفات الفنية لم ترفض أفلامي ولكن طلبت تأجيل البت في فيلم

“كف مريم”، وبحكم الصداقة بيني وبين رئيس الرقابة وليس بحكم وظيفته كرقيب، لأنه لم يرفضها رسمياً، وطلب

تأجيلها هذه الأيام والعمل قصة مهمة وجيدة ولكن تم تأجيلها لبعض الوقت للعمل على موضوع “زنا المحارم” والذي

التقينا بسببه الرقباء لتوضيح وجهة نظرنا في طرح الموضوع لأن الرقابة ترى أن هناك ملاحظات يجب تعديلها في

السيناريو، وقمنا أنا ود . رفيق الصبان بتوضيح وجهة نظرنا وتمسكنا بالموضوع واقناعهم بوجهة نظرنا لأننا نقدم سينما وفناً ولا نقدم رأياً في مقال

وأضافت: “ما أقتنع به أتحدث عنه نتيجة خبرتي الكبيرة في الحياة، وفكرتي لا أسمعها من أحد وأقلدها، لذا فان فيلم

“زنا المحارم” جزء من قناعاتي وصدقي ولا أحاول تزييف أي شيء فيه حتى لا نخل بالسيناريو الذي كتبه د . رفيق الصبان برشاقة شديدة وبحرفية أشد وبطريقة مبهرة”

وتابعت الدغيدي “لديّ أيضا فيلم كوميدي كتب له السيناريو سعيد سالم باسم “ممنوع اللمس” عن تنظيم النسل

في مصر، وأكثر النجوم ترشيحا له هو طلعت زكريا وأعمل على الاستعانة بنجوم من الصف الثاني، لأن نجوم الصف الأول يرفضون العمل في أدوار جماعية معاً” .

ما رأيك بسينما اليوم؟

السينما في مصر أصبحت “وحشة قوي” ليس بسبب الأفلام، لان ما نراه الآن لم يعد فناً بل عملية تجارية بحتة، وأنا

أتساءل هل وسط ذلك استطيع استكمال مسيرتي بنفس الجدية والنجاح السابق، أم أنه من الضروري أن اكتفي بما

قدمته وأتوقف عند هذا الحد، لأنني أرفض تقديم تنازلات وأدخل في السيئ من الأعمال مثلما فعل النجوم الكبار زمان،

الأمر الذي يسبب لي قلقاً شديداً في المرحلة الثالثة من عمري، لأنني حققت الانتشار كمرحلة أولى وأثبت وجودي كمرحلة ثانية .

وماذا عن المخرجين؟

في هذا الجيل لا يوجد توجه لكل المخرجين، وليس هناك هدف يضعه المخرج أمامه لانه يريد أن يقدم مجرد فيلم

بشكل جيد . شريف عرفة مثلاً من المخرجين الكبار لكن مشكلته انه بلا رسالة، لديه فيلم جيد يقدمه بمنتهى

الاتقان، ولا تستطيع أن تتحدث عن فيلم من أفلامه، ولكن عندما تقيم التجربة كلها ستجد رسالته ليست واحدة، من

الممكن ان يقدم عملاً كوميدياً جيداً وممكن فيلم جاد جداً أو أكشن جداً، ولا نستطيع أن ننكر شريف عرفة على

الساحة أبدا، ثم بعد ذلك جاء جيل مخرجي سينما الفيديو كليب الذي يقدم مشهداً جميلاً واشاربات وبحر في فيلم

ليس فيلماً . وهالة خليل لفتت نظري وربما يكون لديها خط الجيل القديم والذي لا يهتم فقط بشكل الموضوع . قد يكون

لديها حاجة تريد أن تتحدث عنها من مضمون أفلامها، وأيضا كاملة أبو ذكري قد يكون فيما بعد لديها نوعية أفلام جيدة

لكن الظروف الإنتاجية قد تظلمها، وساندرا من المخرجات اللائي يشغلهن الاهتمام بالشكل أكثر من المضمون . المهم

تقديم سينما مبهرة وعالية في التكنيك ولكن لا تهتم بالمضمون لأنها وضعت تحت نمط أفلام تجارية وهؤلاء المخرجات

لديهن نفس مشاكل المخرجين والمخرجات الكبار بل أكثر . نحن نستطيع أن نقول لا، ولكن هم لا يستطيعون حسب ما

يوجههم السوق، ومن المخرجين الجدد أعجبني محمد علي، ومحمد ياسين من المخرجين المتمكنين جداً من أدواتهم، واعتقد أنه من الممكن أن يكون لديه فكرة بداخله، وهناك في مخرجين لم أتابعهم جيدا لأنهم كثر

وأين أنت من المدارس الاخراجية اليوم؟

أنا أحاول أن أكون من مدرسة الوسط، في أن يكون لدي المضمون في أفلامي رقم واحد، وفي التكنيك أحب السلاسة

لكن في نفس الوقت ليست السلاسة التي تمحو الشكل لأنني اهتم جدا بالشكل ولكن ليس على حساب الموضوع .

عندما أتحدث عن الفقر لا أقدم تكنيكا فظيعا وإبهارا، وأنا في الفيلم أتحدث عن بنت فلاحة غلبانة بسيطة . تعلمت

المعادلة أن الشكل لا يعلى على الموضوع أو العكس، والمقالات التي اكتبها والبرامج التي أقدمها تخرج جزءاً من فكري الذي قد لا يستطيع أن يظهر من خلال الأفلام

معروف أنك شخصية متمردة .

الله وضع داخلي هذا التمرد وآرائي الجريئة والحادة نابعة من صدقي الداخلي لأنني لا أجّمل الحقيقة أو اعمل على تزييفها، أقولها كما أريدها

ومع ذلك لم تستطيعي فرض ابناء جيلك من الممثلين .

لأن الكيانات السينمائية الكبيرة تفرض علينا، نحاول أن نتخلى عنها . أحس بمسؤولية تجاه ممثلين وممثلات جيلي، ولا

أريد أن أشارك في قتلهم والمطالبة بجلوسهم في البيت . أحيانا اعتمدهم في أفلامي، إنما وفي المقابل يستحيل أن

أنسى يسرا أو الهام أو ليلى علوي أو ميرفت أمين أو نجلاء فتحي أو نبيلة عبيد . . كل هؤلاء كيف ألغيهن . ذات مرة

تحدثت إلى نجلاء فتحي، وقلت لها: ألم يوحشك التمثيل والعودة والوقوف أمام الكاميرا حتى ولو من خلال التلفزيون؟

أجابت: لم أشاهد عملاً وأقول كان نفسي اعمله، زمان كنت أشاهد فيلما لسعاد حسني، وأقول كان نفسي اعمل

هذا الفيلم، أما الآن فلا أجد العمل الذي يغريني بالعودة