2012/07/04

اختتـام مؤتمـر «أزمـة الدرامـا التلفزيونيـة»
اختتـام مؤتمـر «أزمـة الدرامـا التلفزيونيـة»

السفير

اختتم مؤتمر «أزمة الدراما التلفزيونية بين الإعلام والإعلان» الذي نظمته جمعية مؤلفي الدراما العربية برئاسة الكاتب المصري الكبير محفوظ عبد الرحمن إلى الكثير من الكلام المكرر والعديد من التوصيات التي سبق أن أصدرتها مؤتمرات ومنتديات مماثلة.

وشهد المؤتمر، الذي أقيم مساء أمس الأول، في «المجلس الأعلى للثقافة» في القاهرة، حضوراً كثيفاً من كتاب ومخرجين وفنانين مصريين، الى جانب عدد من المنتجين ومسؤولي الإنتاج في التلفزيون المصري و«مدينة الإنتاج الإعلامي»، ورئيس اتحاد النقابات الفنية ونقيب الممثلين وعدد من خبراء الإعلام والإعلان.

وضم المؤتمر خلال جلستين متتاليتين شهادات عدة قدمت رؤيتها لواقع صناعة الدراما المصرية وبدا أنها جميعا تدور في نفس الفلك.

وقال الكاتب محفوظ عبد الرحمن في كلمته الافتتاحية إن العمل الفني يبدأ من النص، يليه اختيار مخرج قادر على تنفيذ النص برؤية فنية ثم السعي لإيجاد منتج يمول العمل وعندها يمكن اختيار الأبطال، مشيرا إلى أن تلك المعادلة المنطقية باتت معكوسة، حيث بات العمل يبدأ عند الممثل الذي يبحث عن المنتج، ثم يبحثان معا عن المخرج والنص.

وشدد الكاتب يسري الجندي على مبدأ القيمة الفنية والإبداعية التي تسهم في تطور المجتمع بالكامل، مؤكدا على ضرورة أن يطرح النص الدرامي قيمة «تنويرية» وإلا اعتبر «معولا جديدا يضاف إلى معاول كثيرة تحاول هدم قيم المجتمع». ولفت الجندي إلى أهمية أن تؤمن الدول بدور الدراما الهام الذي لا يقل عن أهمية التعليم والصحة التي ترصد لها ميزانيات كبرى.

وتحدث الكاتب بشير الديك عن ضرورة ترشيد التواجد الإعلاني بحيث لا يطغى على المواد الإعلامية، مشيرا إلى «خروج التلفزيون الحكومي عن المبادئ التي أنتج من أجلها والتي تعتمد بالأساس على التنوير والتثقيف ليتحول في السنوات الأخيرة إلى لاعب أساسي في سوق البحث عن الإيرادات الإعلانية. وتهكم على مصطلح أطلقه التلفزيون المصري قبل عامين وهو «مفيش حاجة حصري كله على التلفزيون المصري»، معتبرا أنه شعار إعلاني صريح ولا علاقة له بالإعلام، كما أنه كان بمثابة «إعلان الحرب» على القنوات الخاصة التي ليس من واجبها القيام بمهام التلفزيون الرسمي على الإطلاق.

ودافع عمرو قيس، أستاذ التسويق في الجامعة الأميركية في القاهرة، عن سعي البعض وراء جلب الإعلانات، قائلاً إن المعلن لا يدفع أمواله إلا في المنتج الفني الجيد ولا يعني وجود بعض الأخطاء أن نحارب الإعلانات، أو أن نعتبرها مسؤولة عن إفساد الدراما.

وقال سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام في جامعة القاهرة، إن الجميع يتحدثون عن دور الدراما وتطويرها من منظور فني أو تجاري، بينما يتجاهلون بعدا أخر أكثر أهمية وهو البعد السياسي كإشكالية قائمة لا بد من مناقشتها. وتحدث الإعلامي سيد الغضبان عن عشرات «التجاوزات» القائمة في مجال صناعة الدراما، وبينها جرائم إهدار متعمد للمال العام.

ونوهت الكاتبة والناقدة عزة كريم بخطورة هيمنة أجر النجم على جزء أكبر من ميزانية الأعمال الفنية، مشيرة إلى تعاقد نجم شاب على بطولة مسلسل بأجر يبلغ 80 مليون جنيه، وهو أمر يدعم حالة اليأس المجتمعي القائمة، لو علمنا أن الزيادة التي تطرأ على راتب الأستاذ الجامعي بعد نيل درجة الدكتوراه لا تتجاوز 68 جنيها فقط».