أيام سينما الواقع DOX BOX 10 ينطلق في صالة الكندي بدمشق مع الفيلم الهولندي "أصرخ"

خاص بوسطة - علي وجيه   تفتتح اليوم الأربعاء 3 آذار  في صالة الكندي بدمشق الدورة الثالثة من  تظاهرة أيام سينما الواقع DOX BOX، بتنظيم من شركة بروأكشن فيلم وتحت رعاية المؤسسة العامة للسينما. وسيشهد حفل الافتتاح العرض العالمي الأول للفيلم الهولندي "أصرخ" للمخرجتين الهولنديتين سابين لوبه باكر واستر غولد، الذي سيعرض في الخامسة مساءً، ويتناول حياة اثنين من الطلاب الجولانيين في كليات دمشق وتفاصيل ما يعيشونه من تعب وأمل أمام الواقع المرهق تحت الاحتلال. تتضمن هذه الدورة 43 فيلماً تسجيلياَ من كل أنحاء العالم، 19 فيلماً منها يعرض للمرة الأولى في المنطقة العربية. تتوزع هذه الأفلام على عدة تظاهرات، أولها المختارات الرسمية، التي تتضمن 15 فيلماً من العالم تتنافس على جائزة الجمهور، وتقوم هذه الجائزة على تصويت الجمهور الذي يبدي رأيه في كل فيلم يشاهده. تحدد هذه الأصوات  الفيلم الفائز، وجائزة الجمهور عبارة عن منحوتة من تصميم وتقديم النحات السوري مصطفى علي، ومبلغ نقدي قيمته 150 ألف ليرة سورية. وفي تصريح خاص لبوسطة، أكّد المنسق الإعلامي للمهرجان زاهر عمرين أن "المميز هذا العام في أيام سينما الواقع، هو الحضور الكبير للأفلام التسجيلية السورية، من خلال مسابقة DOX BOX – SOURA  التي تأتي عبر تعاون مع شركة صورة التي يديرها المخرج حاتم علي". وأضاف: "تقدمت لهذه الجائزة مجموعة من الأفلام السورية، التي قامت لجنة مختصة بانتقاء 5 أفلام منها للمشاركة في المسابقة. وستقوم لجنة مختصة باختيار الفيلم الذي سيحصل على الجائزة التي تصل قيمتها إلى 100 ألف ليرة سورية، كما ستخضع هذه الأفلام لتصويت الجمهور، إلى جانب أفلام تظاهرة المختارات الرسمية". بالمقابل تتضمن أيام سينما الواقع تظاهرتين جانبيتين حول موضوعين اجتماعيين، تتمحور كل منهما حول موضوعة اجتماعية تمس حياة مجتمعنا وأفرادها بشكل لصيق. الأولى هي "الطبقة العاملة تذهب إلى الجنة" والثانية تحمل عنوان: "رجال ونساء". وستكون التظاهرة الجانبية الثالثة كالمعتاد منصة عرض لما هو جديد في عالم الفيلم التسجيلي اليوم، حيث ستعرض تحت عنوان "روائع المهرجانات" عدد من الأفلام التي احتلت مركزاً متقدماً بما حصدته هذا العام من جوائز حول العالم في مهرجانات دولية مختلفة. تقدم الدورة الثالثة من أيام سينما الواقع DOX BOX لأول مرة في العالم العربي، فرصة استثنائية للقاء بعض أشهر السينمائيين التسجيليين، إذ سيحل المخرجان الأمريكيان د.ا. بينيبيكر وكريس هيغدس ضيفين على أيام سينما الواقع، وستقدم بعض أعظم أفلامهما التي تعد من روائع تاريخ السينما التسجيلية. د.ا. بينيبيكر هو أحد مؤسسي السينما المباشرة (Direct Cinema)، من أشهر أفلامه "لا تنظر إلى الخلف" مع بوب ديلان وجوان بايز. الفيلم الذي حقق أرقام قياسية في شباك التذاكر الأمريكي عند إطلاقه، "مونتري بوب" مع جانيس جوبلين وجيمي هندريكس، و"غرفة الحرب" الذي رصد كواليس حملة بيل كلينتون الانتخابية عام 1993، والعديد سواها. كما سيحل المخرج التشيلي الكبير باتريسيو غوسمان ضيفاً على دورة 2010. غوسمان صاحب ثلاثية "حرب تشيلي" التي تعد أهم إبداع تسجيلي من أمريكا اللاتينية، و صاحب "قضية بينوشيه" و"تشيلي، ذاكرة مستعصية" و"سلفادور الليندي" (عرض في الدورة الأولى من أيام سينما الواقع). يعد غوسمان أحد أكبر التسجيليين في العالم اليوم. سيكون باتريسيو غوسمان حاضراً في عروض أفلامه وسيشارك كذلك في النشاطات التخصصية. و سيكون أمام عشاق كرة القدم فرصة مثيرة لمراقبة هذه اللعبة الممتعة بعدسات سينمائية تسجيلية، عبر فيلم "زيدان بورتريه من القرن الحادي والعشرين" الذي سيقدم ضمن عرض خاص، يأتي بمثابة تحية يطلقها المهرجان لكأس العالم القادم. وفي مؤتمر صحفي أقامه المنظمون، صرّح عروة نيربية عضو اللجنة التنظيمية أنّ "البرنامج يتضمن طيفاً واسعاً من الأفلام التي تنتمي لمدارس فنية وجنسيات متنوعة"، وأضاف: "سنخصص عروضاً سينمائية  لليافعين هذا العام، عبر تقديم أفلام تسجيلية تتناسب مع هذه الشرائح العمرية، بما يسهم برفع ذائقتها الفنية، وتعويدها على تلقي أفلام راقية فنية بعيدة عن الطريقة الهوليودية التجارية"، وأشار إلى أنّ المسؤولين عن المهرجان يشعرون بالفخر بعد نجاح الدورتين السابقتين، خاصةً بعد الأرقام التي وصل إليها هذا العام، فقد بلغ عدد الأفلام التي تقدمت للمشاركة إلى  أكثر من 600 فيلم من 58 دولة حول العالم، وهناك لجنة من ثمانية شباب وشابات اختاروا الأفلام التي سيتم عرضها من 27 بلداً، وهناك حضور قوي لعدد من البلدان: 4 أفلام من لبنان، و7 أفلام من بولونيا لأنها من الدول الرائدة بالسينما بشكل عام والسينما التسجيلية بشكل خاص. يولي أيام سينما الواقع دوراً كبيراً للأنشطة التدريبية والتخصصية الموجهة بالدرجة الأولى للشباب من سوريا والعالم العربي، والتي تهدف تقديم فرصة للمختصين والمهتمين من الشباب لتلقي مجموعة من الدروس والدورات وورشات العمل على يد عدد من أهم المدربين الدوليين. وضمن هذا الإطار التدريبي استقبل أيام سينما الواقع حوالي 150طلب تقدم لـ «مخيم التدريب» اختير منهم 14 متقدماً ممن يمتلكون خبرة سابقة في العمل ضمن هذا المجال، حيث من المنتظر أن يتلقى هؤلاء مجموعة من الدروس في مجالات الإخراج والإنتاج والتصوير والمونتاج. ويقدم DOX BOX 10  هذا العام فرصة فريدة للمهتمين من الشباب السوريين ممن لا يمتلكون خبرة في مجال الفيلم التسجيلي أو ممن يمتلكون خبرة قليلة للمشاركة ضمن برنامج «تكوين» الذي يستهدف تعريف الشباب المهتمين بهذا النوع من الفن، وهو بمثابة نشاط تأهيلي وتعريفي، عبر عدد من الدروس الاختصاصية والعامة ضمن مخيم التدريب تستهدف مساعدة المشاركين التعرف عن قرب عن هذا الفن وتوضيح مسارات اختصاصاهم لاحقاً في هذا المجال. يقترح أيام سينما الواقع  هذا العام عبر برنامج «تبادل» صيغة تفاعلية وفريدة، لتحفيز وتفعيل الإنتاج التسجيلي عبر التشبيك الدولي والمحلي. يتوجه برنامج تبادل بصورة أساسية للمختصين ذوي الخبرة من منتجين ومخرجين وموزعين وجهات مانحة ومسؤولين في المحطات التلفزيونية ، لاستقطابهم ضمن صيغة احترافية للقاء مع أصحاب المشاريع والتسجيليين الشباب والمخضرمين في العالم العربي. ويسعى «تبادل» إلى خلق مناخ حقيقي لنشوء اتفاقات تمويل أو إنتاج أو توزيع خلال أيام التظاهرة، كما يقدم مساحة جديدة للحوار بين التسجيليين العرب الذين لا تتاح لهم عادة فرصة لقاء مماثلة بين بعضهم البعض وبين عدد من ألمع المختصين حول العالم. ديانا الجيرودي عضو اللجنة التنظيمية ومسؤولة البرامج التخصصية صرّحت في المؤتمر الصحفي أنّ "المهرجان يستضيف عدد من المخرجين العرب والدوليين، لذا تمّ التفكير بكيفية الاستفادة من هذا الحضور". وأضافت: "لا يستهدف أيام سينما الواقع عرض أفلام جيدة فقط، بل يحاول أن يكون منصة  لتطوير السينما التسجيلية في سوريا والبلاد العربية. ففي العام الماضي قمنا بإنشاء ورشة عمل عن كتابة سيناريو الفيلم التسجيلي، وورشة عمل أخرى تحت عنوان السينما والمرأة تلقى خلالها عدد من الصحفيات السوريات والعربيات دروساً في كيفية الكتابة عن السينما التسجيلية. وهذا العام بإقامة مخيم التدريب وبرنامج تكوين وبرنامج تبادل، إنما نستكمل ما كنا بدأناه في تطوير فرص تدريب دائمة". وتابعت جيرودي: "يتم التعاون في هذا العام مع عدد من الدول العربية، منها مدرسة في بيروت، ومدرسة البحر الأحمر في العقبة، ومعهد السينما بتونس. ونتمنى أن يمتد التعاون لبلدان أخرى في المستقبل". يذكر أن أيام سينما الواقع هي تظاهرة دولية سينمائية مستقلة غير ربحية، مختصة بالأفلام التسجيلية الإبداعية، تقام سنوياً في دمشق وحمص وطرطوس، تنظمها شركة بروأكشن فيلم برعاية المؤسسة العامة للسينما وبالتعاون مع العديد من الجهات المختصة والمانحة. وستقام  فعاليات هذه الدورة  في مسرحي الحمراء والكندي، في الفترة الواقعة بين 3 حتى 11 آذار، وفي حمص بين الرابع والسادس، أما في  طرطوس فستكون الفعاليات بين الخامس والسابع منه.