2012/07/04

  خاص-بوسطة كلنا يعلم بأن السيد مدير عام المؤسسة العامة للسينما "شجيع سيما" أصلي.. وكلنا يعلم أنه كان يقدم برنامج تلفزيوني عن السينما (تابعناه عبر الشاشة الصغيرة بشغف).. ولكن لا أعتقد أن أحدا يعلم لماذا تم "حشر" فقرات من برنامجه هذا في افتتاح مهرجان دمشق السينمائي في دورته السابعة عشرة أمس، وهذا بعد مضي أكثر من عقد ونصف على نهاية البرنامج المذكور.. "مذيعة" الحفل ختمت بعبارة "إلى اللقاء في حلقة جديدة!!!!!..." ولم تكن بحاجة إلى هذا "المخرز" لنفهم أن السيد المدير العام كتب فقرات الحفل التي قرأتها وأصابت الجميع... بالدهشة التي، وعلى العكس من كونها مقدمة للانبهار.. تبعها التململ فالملل.. مهرجان السينما هو مهرجان الصورة التي تغني عن ألف كلمة.. أما كان هناك بديل آخر عن تلك النصوص الطويلة والتعليمية.. تحترم أن جمهور الحفل ومتابعيه عبر شاشة التلفزيون، يعرفون، إن لم يكن بقدر السيد المدير العام، فعلى الأقل يعرفون ما يكفي عما يتابعوه واسمه الفن السينمائي وله تاريخ وساهم فيه مبدعون لهم بصمات لا تنسى!!!.. أما كان من الأجدى إيجاد "تركيبة" أخرى تخاطب عشقنا لهذا الفن الأصيل بطريقة تمهد لفرجة لن تنسى.. ففي نهاية المطاف المهرجان هدفه دعوة الجمهور لفرجة ستستمر أسبوعا يفترض أنه استثنائي بالنسبة للجمهور، ولهذا كان يجب أن يكون افتتاحه بقدر هذه الاستثنائية.. ولكن.... أما من ناحية التلفزيون.... فحقيقة لا ندري ماذا نقول.. نعتقد أن هناك مخرجين أكثر تمكنا كانوا قادرين على تقديم اللقطات الجميلة من الافتتاح.. وإنارة الجهد الذي بذل فعلا ونقله للجمهور المشاهد عبر الشاشة.. ولا نعتقد أن إبقاء الكاميرا على اللقطة العامة للمسرح طيلة ما يقارب 80% من فترة الحفل، كان قادرا على نقل شيء سوى كتل تتحرك، إلا اللهم بضعة لقطات ركزت قليلا على الراقصين وعلى حركاتهم وأظهرت ولو للحظات، أن هناك جهدا بذل في مكان ما، تصميم حركي وديكور وإضاءة، بحيث بات المشاهد بحاجة إلى ذاكرة بصرية وثقافة حركية ليربط العام بالجزئي وعلى طريقته. ويفهم أن اللوحات التي قدمت كانت تقصد شيئا غير ذاك الذي نقلته له الكاميرا. وأن الديكور قدم لمسات جديدة حقيقة، وكانت له ذروته الخاصة، ولكن الكاميرا كانت في مكان آخر. وأن الإضاءة "لعبت" وأيضا بعيدا عن الكاميرا.. وبالتالي بات على الجمهور أن يجتهد بدوره ويفهم أنهم بذلوا جهد ويقول: "يعطيكم العافية.. تعبتوا.. بس ما شفنا شي!!!".