2012/07/04

التلفزيون في عيده الخمسين.. ذاكرة من ذهب
التلفزيون في عيده الخمسين.. ذاكرة من ذهب

  خاص بوسطة - يارا صالح احتفاءً باليوبيل الذهبي للتلفزيون العربي السوري، حضروا جميعاً، مسؤولين وفنانين وفنيين وإعلاميين، جميعهم كانوا موجودين في الاحتفال الذي أقيم السبت 24 تموز/ يوليو، في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق، وتحت رعاية السيد بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية. صفقوا طويلاً للعرض الكبير الذي أقيم بالمناسبة، تمتعوا بالمعرض الوثائقي حول نشأة التلفزيون وانطلاقته في 23 تموز/ يوليو 1960، واحتفوا بزملائهم المكرمين في ختام الاحتفال. بوسطة كان لها وقفات مع عدد من الحضور الكريم الذين قالوا كلمات قليلة، حاولوا فيها التعبير عن تاريخ حفرته عقولهم وكتبته سواعدهم وأصواتهم ووجوههم على الشاشة الصغيرة. الفنانة رباب كنعان تحدثت بداية عن الحفل الذي وصفته بالرائع والمؤثر، والذي أعطى صورة عن بدايات التلفزيون، معربة عن إعجابها بالإعداد والإخراج والفرقة، كما اعتبرت رباب أن التكريم الذي تلقاه بعض الرواد المؤسسين في ختام الحفل كان أقل ما يمكن أن يُقدم لنكون أوفياء للذين وضعوا الحجر الأساس لهذا الصرح، والذين لهم اليد الفُضلى في بقائنا مستمرين إلى هذه اللحظة، تابعت «رغم كل الظروف التي مروا بها، استمروا بالمحبة والشغف والصدق والتنوع، واستطعنا بفضلهم أن نكمل ما بدؤوه، وإن شاء الله نصل به إلى آخر الكون». بدورها، الفنانة أنطوانيت نجيب، التي كانت برفقة زميلها الفنان عمر حجو، أعربت عن سعادتها برؤية هذا الكم الهائل من الوجوه التي رافقت انطلاقة التلفزيون، مضيفة «وجدت أننا نكبر، ومع الزمن نزداد جملاً وتألقاً، قدمنا الكثير من الأشياء الجميلة، طبعاً كانت البداية صعبة، ولكنها كانت تستحق التعب»، أما الفنان عمر حجو فأضاف مازحاً «إن شاء الله نستمر بهذه النفسية الجميلة والرائعة خمسين عاماً أخرى، ونلقاكم في اليوبيل الماسي في العام 2060 بروح جميلة كهذه الروح»، وأضافت السيدة رويدا الجراح التي انضمت إلى الثنائي قائلة «أهم ما كان يميزنا هو الشغف، كنا شغوفين وما زلنا، كنا نتعب كثيراً وننسى أنفسنا في العمل، لكننا لم نكن نكترث لكل هذا التعب أمام النتائج الجميلة التي كنا نشاهدها». الفنان اللبناني أنطوان كرباج رأى أنه احتفال كبير يليق بذهبية التلفزيون السوري الذي اعتبر أنه «أعطى سورية والعالم العربي وربما أبعد تحفاً فنية في الدراما السورية التي مازالت تتصاعد حتى اليوم، وهذا شيء مميز جداً»، متوجها بالتحية إلى جميع العاملين في التلفزيون، شاكراً لهم جهودهم الكبيرة. أما الفنانة فاديا خطاب فقد تمنت لو أنها كانت منذ بداية الخمسين عاماً ضمن فريق التلفزيون، لأنه قدم روائع كثيرة، متوجهة بالتحية إلى جيل المؤسسين الذين عبدوا الطريق لجيلها الذي مهد الطريق بدوره لجيل جديد من مبدعي التلفزيون، وأضافت خطاب «عظيم ما تمكنا من تحقيقه، ففي خمسين عاماً تمكنا من أن نصبح منارة في الدراما وعلماً من الأعلام المهمة في العالم العربي، وتكريم أي فرد في التلفزيون، قديم أو جديد، هو تكريم لنا جميعاً لأن من جرى تكريمهم هم أشخاص يستحقون أن يكرموا، بالأمس كنت أنا مكرمة، وكان الجميع سعداء لي، وأنا اليوم أشعر بالسعادة للمكرمين، لأن أي تكريم هو دفعة إلى الأمام، وتتويج لجهد كبير على مدار سنوات وسنوات». من جانبه الإعلامي نضال زغبور استذكر عرق الأيام والجهد المضني كي تصل أفضل صورة للناس، وجهد وتعب مواكبة التطورات والتقنيات الحديثة لكي تبقى شاشة التلفزيون العربي السوري متألقة ومشرقة، متوجهاً بالتحية على كل فرد في فريق عمل التلفزيون ممن بذلوا ويبذلون جهداً كبيراً كي تصل الصورة الجميلة التي تصل للمشاهد، كما اختصر سعادته بتكريمه في الحفل بالقول «سعيد أنا بهذا العيد، وسعيد بهذا التكريم، لأنه سيُحفر في ذاكرتي أنني كُرمت في العيد الخمسين للتلفزيون، أقول لإدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون: شكراً، وأهدي نجاحي وتكريمي لأسرتي الصغيرة، زوجتي وابني، ولأسرتي الكبيرة في التلفزيون». المخرج يوسف رزق عبر بدوره عن سعادته بالنجاحات التي حققها التلفزيون العربي السوري على مدى خمسين عاماًَ، متمنياً النجاح الدائم لأسرة التلفزيون، وأضاف «أعتقد أن الخطوات التي نراها حالياً مشجعة جداً وتبشر بالخير وبمستقبل باهر للتلفزيون السوري، وبتقديري أن التلفزيون الآن في ذروة نجاحاته وعطائه في كل النواحي، وأحيي جميع من ساهموا في هذه النهضة من فنيين وفنانين، ومذيعات ومذيعين، وعاملين في مجال التلفزيون». كما التقت بوسطة مهندس الديكور حسان أبو عياش، الذي كان أول من نفذ ديكوراً بالألوان في التلفزيون عام 1981، والذي شارك بوسطة بذكرياته «أعمل في التلفزيون منذ العام 1966، وشاركت في أعمال كثيرة صارت اليوم من إرث التلفزيون مثل "أيام شامية"، "العبابيد"، "الداية" وغيرها»، متوجهاً بالتحية إلى المكرمين، وإلى كل من ساهم بانطلاقة التلفزيون السوري، حاضرين وغائبين، مستذكراً سعيد النابلسي أول مهندس ديكور في التلفزيون، وهيفاء عربي كاتبي أول مصممة أزياء فيه. الفنان عابد فهد اعترف أن له ذاكرة طيبة مع مبنى الإذاعة والتلفزيون «دخلته طفلاً في سن الـ 12 عاماً في زيارة، وبعدها بأعوام تمكنت من أن أصبح أحد العاملين فيه، بدأت في إذاعة دمشق، وعاصرت كبار مذيعي الإذاعة والتلفزيون، وكان ذلك أساساً لي كي أكون كما أنا»، ووصف فهد كل من أسس لهذا المبنى/ الصرح بأنهم كانوا ممتازين، معرباً عن سعادته لوجودهم اليوم وتكريمهم في العيد الذهبي للتلفزيون، ومعتبراً أن ما قدموه أكبر من التكريم، ولكنه هدية تقديرية تكريميَّة لمبدعي سورية. ختام حديثنا سيكون بكلام الكبير سليم كلاس، رفيق رحلة الخمسين عاماً مع التلفزيون «المناسبة تعني لي الكثير، منذ خمسين سنة كانت محطة دمشق شيئاً، وأصبحت اليوم أشياءً، تعبنا في البدايات، كنا نحفظ النص كاملاً ونصوره دفعة واحدة، ولو أخطأ أحدنا كنا نعيد منذ البداية لأنه لم يكن هناك مونتاج، أما اليوم فالوضع اختلف كثيراً. أقول لكل هذه الفضائيات السورية، بعد خمسين عاماً أنت تزدادين شباباً يوماً بعد يوم، تحية للتلفزيون العربي السوري، وإلى مزيد من النجاح والتقدم».