2012/07/04

الفنان المصري محمد جمعة: «لا تعيدوا أخطائنا.. احذروا التخوين واتبعوا المحبة»
الفنان المصري محمد جمعة: «لا تعيدوا أخطائنا.. احذروا التخوين واتبعوا المحبة»

خاص بوسطة – ديانا الهزيم


أثناء وجوده في سورية لتقديم العزاء بالشاب نوار ابن الفنان أيمن زيدان رحمه الله، التقت بوسطة الفنان المصري محمد جمعة، وعندما سألناه أن يخبرنا بما شاهده عن الوضع في سورية بصفته شاهد عيان قال لنا ضاحكاً: «الحقيقة أنا لي هنا تلات أيام مبارح اتضربت تلات مرات واليوم اندبحت مرتين»، وأضافك «أنا أؤكد أنني وسط مدينة دمشق ولست أرى أي مظاهر قتل أو مظاهرات إنما على العكس فالمدينة جميلة يسودها الهدوء والحركة الطبيعية».

وعن رأيه في البيان الذي أصدره الفنانون المصريون، والذي نادوا فيه فناني سورية بالوقوف إلى جانب "الثورة السلمية في سورية" وضد "النظام الديكتاتوري"، قال جمعة: «هذا البيان موجّه حصراً من بعض الفنانين المصريين للفنانين السوريين، وهم مجموعة من الفنانين الشرفاء الذين يحملون روحاً وطنية وقومية عالية، آلمهم ما شاهدوه من مظاهر قتل للشعب السوري. أريد أن أقول لا تلوموهم فهم كغيرهم من المواطنين خارج سورية لا يشاهدون سوى محطات الجزيرة والعربية والـ BBC، وهذه المحطات ليس لها مراسلون في سورية، وبالتالي فهم يأخذون موادهم التي يبثّونها عن طريق الإنترنت، وهنا المصيبة، فأي شخص يمكنه أن يصوّر أو يفبرك أي شيء ويضعه على الإنترنت ويتناقله الناس».

ثم أضاف جمعةً: «أوضّح أن الفنان المصري هو مثله مثل أي شخص خارج سورية، شاهد الناس يموتون، ومن محبتهم للشعب السوري والعربي بشكل عام وانطلاقاً من قوميتهم العربية تصرفوا بهذه الطريقة، أنا شخصياً لم يطلب مني أن أوقع على البيان، لكنني قرأته، وأنا أعرف أنهم يحترمون فناني سورية وكانوا يريدون من الفنانين السوريين أن يظهروا موقفاً من الأحداث فقط».

من جهة أخرى، وجّه جمعة حديثه للفنانين المصريين وقال: «أنا أريد أن أقول لكم يا زملائي من خارج سورية .. "أهل مكة أدرى بشعابها"، أرجوكم لا تلوموهم.. فالفنان أيمن زيدان عندما بدأت أحداث مصر تكلم معي وقال لي: "هات اهلك وتعال أنا احجزلك تذاكر سفر واقعد هنا لتخلص الأمور"، وكنت أحاول أن أوصل له فكرة أننا لسنا نقتل كما تشاهدون في التلفاز عبر القنوات المغرضة، وبالتالي فنحن وقعنا في مشكلة أن الجزيرة كوّنت مصداقيتها، كونها في بداية الأحداث قد نقلت ما يجري على أرض الواقع بشكل صحيح قبل أن تبدأ كذبها، وبالتالي اكتسبت مصداقية بالنسبة للشعب المصري، واليوم هي تضخّم المواقف، فمثلاً يصدم موتور شخصاً فيرمى في الشارع وعندها تصوّره قناة الجزيرة وتقول "انظروا ماذا تفعل الحكومة بالشعب"».

وأنهى الفنان المصري حديثه بالقول: «أقول لكم يا أحبائنا السوريون من كل قلبي وبعد تجربة عشناها أرجوكم احذروا الفوضى.. احذروا التخوين فنحن مرّت علينا فترة خوّنا فيها جميعاً بعضنا البعض.. أنت حزب وطني.. أنت نظام سابق.. وهكذا... إلى أن انعدمت الثقة فيما بيننا تماماً، لذلك لا تعيدوا أخطائنا.. احذروا التخوين واتبعوا المحبة».