2012/07/04

الكلمات الأجنبية.. والتعالي على المشاهد!!
الكلمات الأجنبية.. والتعالي على المشاهد!!

خاص بوسطة- فاديا أبو زيد حوار بالعامية: (كاميرات كتيرة معلقة "بالسيلينك" حتى تلقط كل "الإيفكتات" اللي على وش "الآكتورز" وهني واقفين ع "الستيج". طبعاً جيمس كاميرون ما كان حابب يلهي "الأودينس" بـ "ديلتز" كتيرة، لإنو كان بدو يانا نركز أكتر على "التكنيكس" الجديدة اللي مستخدمينا بـ "افاتار"، و"النيو لاينز" اللي اشتغلو عليها بهيك نوع من "الأنيميشن"، لهيك "الهابي اندينك"، رغم إنها ما بتفاجئ توقعاتنا، لكنا كانت "ان بيربوس" حتى ما ينشغل المشاهد بالتحليل!). لنفسر أولاً هذا الكلام باللغة العربية الفصحى: (كاميرات كثيرة كانت معلقة في السقف كي تلتقط انفعالات الممثلين التي تظهر على وجوههم، وهم على منصة التمثيل. طبعاً جيمس كاميرون لم يكن يرغب في إلهاء المشاهدين بتفاصيل كثيرة، بل كان يريد منا التركيز على التقنيات الجديدة المستخدمة في فيلم "أفاتار"، والخطوط الجديدة التي اشتغلوا عليها في هذا النوع من الرسوم المتحركة، لذلك كانت النهاية السعيدة مقصودة، رغم أنها غير مفاجئة، كي لا ينشغل المشاهد بالتحليل!) هذا مقطع تقريبي من الحوار الذي شاهدناه في برنامج "سينما زووم" الذي يعرض على الفضائية السورية، والذي يفترض بإحدى مهامه أن تنحصر في إزالة الغموض، وفي تفسير بعض مصطلحات السينما العالمية للمشاهدين من أجل تقريبها، والإجابة عن أسئلة حديثة وصل إليها هذا الفن، لكنَّ كلام الضيف، ومع الثقافة الكبيرة التي يمتلكها، كونه مخرج أفلام رسوم متحركة، زاد من الإبهام والغموض، لاسيما باستخدامه الكبير لكلمات من مثل: "أعتقد، وأظن، ولست متأكداً"  عند بعض المفاصل التي تبدو غريبة عليه. ليست المشكلة في استخدام المصطلحات الفنية الأجنبية، أو بعض الكلمات الغربية في الحوار، وإنما في عدم الإيضاح من المتكلم أو من المذيعة، عندما يظهر لنا أنهما يستعرضان عضلاتهما أمام المشاهد في استخدام الكلمات من الضيف، أو الفهم من المذيعة، في تجاهل تام  لهدف البرنامج الأول والأخير، ألا وهو المواطن، فلو رأينا أن مثل هذا الأسلوب سيضيف إليه، وسيزيد من ثقافته اللغوية أو الفنية، لبدا لنا أن غياب الترجمة سينفي كل ذلك. لقد أصبحت اللغة العربية الفصحى غير مفضلة عند المشاهد العربي، وكي نراعي ما يحبه المشاهد، تطورت الأدوات في اتجاه النزول عند رغبة مشاهدنا، فتكلمت تلفزيوناتنا المحلية بـ "اللهجة الشامية البيضاء"، كتطور نابع من ثقافتنا، ربما يكون طبيعياً ويلبي حاجتنا، مع أننا لسنا مبتكريها، بل كانت تقليداً ناجحاً -إلى حد ما- للمحطات الفضائية التي نجحت تجربتها في هذا المجال، وحققت نسب مشاهدة عالية. لكن هذا لن ينجح في استخدام المفردات الأجنبية على فضائياتنا، وفي حواراتنا، مثلما ينجح في لبنان على سبيل المثال، لأن ذلك المزيج من اللغات هو جزء غير منفصل عن حياتهم العادية، وهم أنفسهم يتعاطون معه في الكثير من الأحيان على سبيل التندر، كأن تحتوي جملة واحدة على ثلاث لغات: "هاي.. كيفك.. سافا؟"، لكن ذلك من النسيج الطبيعي للبنية المعرفية لأي مواطن بغض النظر عن ثقافته ودراسته، ومن ثم يأتي استخدام تلك الكلمات طبيعياً وغير مصطنع، ومع ذلك فالترجمة تكون فورية لكل كلمة تمر، لاعتبارات كثيرة، منها أن هذا البرنامج قد يشاهده غير اللبنانيين. من هنا سيعطي استخدامنا للغات الأجنبية في الحوارات والأحاديث التلفزيونية نتائج عكسية، لأن كل من يشاهد طريقة استخدامنا لهذه الكلمات سيعرف أن هذه الكلمات هي كلمات مناسبات إعلامية تلفزيونية، وليست جزءاً حياً من حياتنا أو حياة المتكلم، مما يزيد من إحساس التكلف والتعالي على المشاهد، ومن ثم رفض المتابعة، وهذا لا يتطلب منا تجنب الكلمات الأجنبية بقدر ما يتطلب زيادة الاهتمام باللغات الأجنبية، كميزة معيارية لثقافة عامة، مازالت لا تصرف جهداً في إتقان وسائل الاتصال والتواصل وأدواتهما.