المشهد الدرامي السوري 2012... اللقطة الخامسة: دراما تاريخية فوق العادة

خاص بوسطة- تقرير: محمد الأزن

تبدو الدراما التاريخية للموسم المقبل محدودة جداً على مستوى الإنتاج مقارنةً بالمواسم السابقة، لكنّها قد تشكّل علامة فارقة في تاريخ الدراما العربية عموماً، وذلك حينما نتحدث عن وجود مسلسل "الفاروق عمر" على خارطة العروض الرمضانية لهذا الموسم، رغم أنه يُحسب على إنتاجات العام الفائت، وإلى جانب "الفاروق" هناك الدراما التاريخية الدينية التي تحمل عنوان "إمام الفقهاء- الصادق"، ليشكل هذان المسلسلان مجمل المشهد التاريخي في موسم دراما 2012.

الفاروق عمر

ويرصد المسلسل سيرة  أحد أبرز صحابة رسول الله (ص): عمر بن الخطّاب، الملقب بالفاروق، وثاني الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر الصديق رضي الله عنهما، ويركّز على دور عمر (ر) في تاريخ الدعوة، وتأسيس الدولة الإسلامية.

وتم تصوير المسلسل الذي كتب نصّه د. وليد سيف، وأخرجه حاتم علي خلال العام الفائت، وسط تكتمٍ شديد، وبعيداً عن وسائل الإعلام، ولم تتسرب منه أي صورة قبل عرض الإعلان الترويجي للعمل على شبكة mbc مؤخراً، الأمر الذي قوبل بالكثير من الجدل كما كان متوقعاً، فلا تزال مسألة تجسيد صحابة رسول الله (ص)، أو العشرة المبشرين بالجنّة من التابوهات التي يصعب اختراقها في صناعة الدراما الدينية، مع العلم أنه سبق تحقيق هذا الاختراق جزئياً في مسلسل "خالد بن الوليد" عبر تقديم شخصية "أبو عبيدة بن الجرّاح".

وفي الوقت الذي بدأت فيه التسريبات تنهال من كلٍ حدبٍ وصوب حول العمل، حرصت الجهات المنتجة له ممثلةً بشبكة mbc وتلفزيون قطر على التأكيد بأن إظهار وجه الخليفة عمر بن الخطاب، ووجوه الصحابة في مسلسل الفاروق المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل؛ "منوطٌ بقرار لجنة دينية، فهناك لجنة دينية شكّلت لإبداء رأيها فيه، وستشرف عليه بعد المونتاج،  وقد تمّ تجهيز نسختين من مشاهد الصحابة واحدة تظهر فيها، وجوه الممثلين وأخرى تسمع فيها أصواتهم فقط."

ورفض المخرج حاتم علي التعليق على كل ما يُثار ضد مسلسله، مؤكّدا انه لن يتحدث عن أي تفاصيل إلا مع بدايه عرض الحلقه الأولى من المسلسل، رافضاً الإفصاح عن إمكانيه ظهور شخصيه الفاروق فيه، وأوضح المخرج أن عقده مع الجهه المنتجه يمنعه الحديث عن تفاصيل العمل إلا بعد عرض الحلقه الأولى منه.

هذا وقد استبق عرض المسلسل التاريخي "الفاروق عمر" عدّة حملات على موقع التواصل الاجتماعي  تطالب بإيقاف عرضه على الفضائيات، حيث افترض مجموعة من الناشطين أن المسلسل سيشوه صورة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،  وبقيّة الصحابة الذين يتوقع ظهورهم في المسلسل، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الأربعة.

ووجه مفتي المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل الشيخ رسالة إلى الفضائيات التي ستقوم بعرض المسلسل، اعتبر فيها أن كل من تبنى فكرة هذا المسلسل، ومن شارك فيه "مخطئ"، وقال إن هذه الأعمال التي تتناول سيرة حياة الصحابة والأنبياء "لا يرجى منها خير"، في حين عارض الأزهر الشريف فكرة العمل، كما أكّد دعاة مغاربة أنه لا يجوز تصوير وتمثيل الصحابة في أي مسلسل أو فيلم، بداعي أنهم "شخصيات لها قدسيتها التي لا يجب المساس بها"، فيما  لايرى آخرون أيّة مشكلة في تجسيد الصحابة فنياً، ووجدوا أن ذلك: "قد يترك أثراً إيجابياً على المشاهدين في شتى بلدان العالم"، وبرهنوا على صحّة كلامهم بالأثر الذي تركه فيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقّاد على المستوى العالمي.

وفي حين قام محام كويتي برفع دعوى قضائية ضد شبكة  mbcأمام المحكمة المستعجلة مطالباً، بمنع عرض مسلسل عن حياة الفاروق عمر بن الخطاب، واستند في دعواه إلى فتاوى كبار العلماء، والمجامع الفقهية التي لا تجيز تمثيل، أو تجسيد الصحابة في المسلسلات أو الأفلام، أو غيرها، وبالتزامن مع الجدل الذي أثاره عرض الإعلان الترويجي للعمل؛ نفى المتحدث الرسمي باسم شبكة   mbcنيّة الشبكة  إيقاف عرض المسلسل خلال شهر رمضان المقبل، وجاء ذلك بالتوازي مع الإعلان عن منح حقوق عرض المسلسل لشبكات تلفزة متعدّدة حول العالم منها شبكة "إيه تي في" التلفزيونية التركية التي ستعرضه مدبلجاً باللغة التركية ومحطة إندونيسية، وأخرى ماليزية.

وتبقى أسئلة مسلسل "الفاروق عمر" معلقّةً حتى انقضاء الساعة التلفزيونية الأولى منه في أول أيام شهر رمضان المقبل، وربما سيكون علينا مواكبة هذا الجدل الذي يثيره أولاً بأول عبر موقع «بوسطة»، ووسائل الإعلام العربية الأخرى.

وإلى أن يحين موعد العرض نشير إلى أن هذا العمل من بطولة الفنّان الشاب سامر إسماعيل بدور عمر بن الخطّاب، فيما يؤدي النجم غسان مسعود دور أبو بكر الصديق، وسيكون من بين أبطال المسلسل:  سامر عمران، حسن عويتي، منى واصف، رفيق سبيعي، خالد تاجا، مي اسكاف، وآخرين.

إمام الفقهاء

يتناول العمل سيرة حياة الإمام "جعفر الصادق" (ر)، خلال مرحلة الحرب بين الأمويين والعباسين، ويسلط الضوء على الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والدينية آنذاك، وربما سيحظى أيضاً بنصيبٍ وافرٍ من الجدل في أوساط المؤسسات الدينية،  وهو من تأليف: حامد العلي، وإخراج سامي الجنادي، وبطولة: أيمن زيدان، منى واصف، عبد الرحمن أبو القاسم، جيهان عبد العظيم، ليليا الأطرش، وآخرين...