2012/07/04

باب الشمس.. ننتظر الضوء فيأتينا باهتا!!..
باب الشمس.. ننتظر الضوء فيأتينا باهتا!!..

خاص-بوسطة يبدو أن البروموشنات التي تقدمها المحطات لبرامجها ستبقى مصرة على المحافظة على سمتها الأولى وهي أنها "توريطة".. والتوريطة تعني أنك لن تلبث أن تكتشف بأن ما ورائها لا يتعدى مقلبا أكلته واللي كان كان (كما يقولون بالمصري).. وفي حالة البرامج التلفزيونية وفي رمضان بالذات يصبح للتوريطة والمقلب معنى كبير.. لماذا؟!!.. لأننا بصراحة نكتشف وأمام الاكتساح الإعلامي من كل الجوانب والجهات، أن وقتنا بات ثمينا فعلا ولا يجب أن نضيع منه دقائق، لا لنكسب هذه الدقائق في عمل مفيد طبعا، بل لنكسبها في مشاهدة برنامج أو مسلسل أكثر إمتاعا من غيره.. وفي حالة الإعلام العربي تصبح الأكثر إمتاعا هذه زائدة عن الحد، ويصح استخدام عبارة أخرى وهي "مشاهدة برنامج أو مسلسل أقل مللا من غيره".. وفي برنامج الإعلامية الإيطالية العربية رولا جبريل وبرنامجها الجديد "باب الشمس".. تابعنا بروموشن البرنامج كما قدمت له القناة المنتجة (القاهرة والناس)، وكان جذابا فعلا ولفت انتباه الجميع.. وقلنا عله دم جديد وتجربة أرقى تأتي لترتقي بنا قليلا ولو في نفس (الجنر) أو النوع الذي لا نجيد.. عفوا.. لا نعرف سواه، وأقصد البرامج الحوارية. ولكن ما حصل لاحقا ومع متابعتنا لحلقات البرنامج هو أننا وجدنا أنفسنا أمام حالة غريبة فعلا لا هي حوارية ولا هي منوعة ولا هي أي نوع من أنواع البرامج التي نعرفها أو سمعنا عنها.. وبقي الأمر في حدود الترويج أو (البروموتنغ) لا أكثر ولا أقل.. مع فارق أن شريط الترويج الأصلي يستمر بضعة دقائق.. وفي حالة برنامج باب الشمس يستمر الترويج على مدار حلقة بكاملها ولـ.. نجمة البرنامج الوحيدة والقناة التي أحضرتها.. أن تدير برنامجا حواريا يعني ببساطة ومباشرة أن نجم البرنامج هو ضيفه.. أما المضيف فيكستب نجوميته من خلال قدرته على تحويل الضيف إلى نجم حقيقي حتى ولو لم يكن كذلك.. وهذه القاعدة يبدو أنها كانت خارج حسابات كل من حضروا لبرنامج باب الشمس.. فالضيوف حتى ولو كانوا نجوما فعلا، تحولوا إلى شيء ثانوي أمام الإشعاع المفترض أن ينبثق عن مصدر واحد وحيد وهو رولا جبريل مقدمة البرنامج ونجمته في آن.. وكأنهم في القناة المنتجة اكتفوا بإحضارها إلى طاقمهم الرمضاني واعتبروا أن الأمر بحد ذاته انجاز وكفى الله المؤمنين شر القتال.. على الجانب الآخر تقدم القناة برنامجين حواريين آخرين لطوني خليفة وللميس الحديدي، وكلاهما حققا نسب متابعة تفوق ما حققه برنامج رولا وبمراحل، يكفي فقط متابعة الإعلام العربي في اليوم التالي لأية حلقة من حلقات البرنامجين.. وخصوصا تلك "الساخنة" منها.. فأين هي المشكلة؟!!.. إنها في المحطة التلفزيونية نفسها.. وفي الإطار الذي وضعت فيه رولا جبريل محاولة كسب أكبر قدر ممكن من الاستفادة بعد أن، ربما، دفعت لها شيء وشويات (وكما يقولون بالمصري مرة أخرى) وكانت النتيجة عكس المتوقع تماما.. فإما ضيف ثلاثة أرباع نائم (مصمم الأزياء العربي العالمي الذي لا يجيد العربية).. أو ضيف ثلاثة أرباع خائف من أن تزحلقه تلك المحترفة وتودي به إلى مهاوي لا يعرف كيف يخرج منها (محمد هنيدي).. وبقيت النتيجة على حالها.. رولا هي نجمة البرنامج وتكفي حيويتها وهجوميتها وفضولها ليسير البرنامج كما حصل في برامج أخرى لها، ولكن في إيطاليا.. وفي مثل هذه الحالة يصبح من الضروري أن يبحثوا بدورهم عن ضيوف آخرين (برلوسكوني مثلا)، وجمهور آخر (الإيطالي مثلا أيضا).. لتعود رولا إلى إطارها الطبيعي وتحقق ما كان متوقعا منها من نتائج..