2012/07/04

باسل الخطيب يحضر لعمل اجتماعي جديد يتحدث عن الواقع في سورية
باسل الخطيب يحضر لعمل اجتماعي جديد يتحدث عن الواقع في سورية


بوسطة - وكالات

كشف المخرج باسل الخطيب أنه يحضر حالياً لعمل اجتماعي جديد يتحدث عن الواقع في سورية، مشيراً إلى أن الأحداث التي جرت وتجري في العالم العربي حالياً ستكون محفزاً للكتاب الدراميين على الخروج من النمطية إلى مواضيع أكثر جدّة.

وفي حوار أجراه معه مجلة "لها"، قال الخطيب: «أحضّر الآن عملاً اجتماعياً يتحدث عن الواقع في سورية. أعتقد أن هذه الحوادث التي وقعت ستجعل الكثير من الكتاب يكتبون عن تلك الأحداث، وذلك سيخرج الدراما من ورطة كبيرة وهي التكرار والمواضيع غير الجدية. سيكون هناك مواضيع جديدة وحساسة، لكن لا نتفاءل كثيراً لان هناك الكثير من المحطات العربية ولها المكانة الأولى عند الناس تبقى متحفظة عن عرض هذه الأعمال».

من ناحية أخرى، تحدث الخطيب عن مسلسله الجديد "الغالبون"، وقال: «العمل يتناول تاريخ المنطقة المعاصر. وتبدأ الأحداث من عام 1982 بالاجتياح الإسرائيلي للبنان ومجازر صبرا وشاتيلا ويستمر حتى عام 1985 تاريخ الانسحاب الإسرائيلي وبداية تشكل جذور المقاومة التي أخذت الصفة التي نعرفها الآن "الغالبون". العمل يتحدث عن هؤلاء الأشخاص الذين ينتمون إلى البسطاء الذين يملكون حسا عاليا بالوطنية والكرامة ورفضهم للاحتلال والتنازلات والذل اليومي، فاختاروا المجابهة والمقاومة، وكانوا يقاومون في ذلك الوقت بوسائل بسيطة وأحياناً بدائية ولكن السلاح الأكبر هو الإحساس العالي بالوطنية وحب الوطن».

وعن ما يميز هذا العمل عن سواه، قال الخطيب: «بهذه الصيغة التي نقدمها ومن الناحية الإنتاجية الضخمة. والعمل جديد بكل معنى للكلمة وإطار الحدث والزمن مختلف ولم يسبق لأحد أن قدمه»، موضحاً أن العمل «هو مشروع كتبه الكاتب عبد الله عمر وهو كاتب  سوري معروف والعمل من إنتاج تلفزيون "المنار". عرضوا علي المشروع، وأنا في هذه الفترة عندي حماس شديد للعمل في هذه القضايا الوطنية وخاصة أننا في حاجة إلى هذه الأعمال والأحداث التي تمر بها المنطقة في حاجة إلى هذه الأعمال. قرأت النص وكان لي بعض الملاحظات التي تم استدراكها وبدأنا الموضوع».

كما أشار الخطيب، الذي سبق وقدم مسلسل "رسائل الحب والحرب" عن نفس المرحلة الزمنية، إلى أنه «بالتأكيد هناك اختلاف (بين العملين) لأن المرحلة اللبنانية التي قدمناها في "رسائل الحب والحرب" كانت خطاً من خطوط العمل الكثيرة لان العمل كان يتناول الكثير من الخطوط. بالتأكيد هذا العمل مختلف كلياً».

وأضاف الخطيب: «إذا ألقيت نظرة سريعة على كل ما قدمته في الفترة الأخيرة تجدين اختلافاً جذرياً بين أعمالي. مثلاً، قدمت "أسد الجزيرة" عن الشيخ مبارك الصباح مؤسس دولة الكويت، وقدمت "جمال عبد الناصر" بدون أن أُحسب على جهة من الجهات. أنا إنسان عربي مع المقاومة بمفهومها الشعبي والوطني، ونحن كشعب فلسطيني نعرف أن الحل الوحيد هو المقاومة وكل ما يحدث خارج هذا الإطار لا يجدي نفعاً.  وبالتالي وبعد انتصار المقاومة في حرب 2006 كل الناس وجزء كبير من المسؤولين وقفوا مع المقاومة وأيدوها ومدوا المقاومة بدعم معنوي ومادي كبير دون أن يحسَب أحد على أحد. أنا في النهاية مخرج عندي حس وطني وقومي وأعتقد أن هذه الأعمال تشرف كل مخرج عربي لأن هذا الموضوع يخصنا جميعاً».

وبالانتقال إلى مسلسله الذي قدمه في العام الماضي "أنا القدس" والجماهيرية التي حققها، قال الخطيب: «المشكلة أن هذا العمل كان يستحق عرضاً أفضل لكن وبعد الحديث مع مسؤولي معظم المحطات العربية ومجرد سماع كلمة القدس للأسف تصيبهم رجفة فيبتعدون عن العمل، مع العلم أن القدس هي قضيتنا جميعاً.  ومع أن القضية الفلسطينية فيها أحداث سياسية فإن العمل كان متجها نحو الإنسانية فهو يتكلم عن الناس في القدس وكيف انعكست الظروف على حياتهم، والعمل يحمل الصبغة الإنسانية الخالصة وقلنا هذا للمعنيين، و لكن للأسف لا احد يسمع. في أي حال هذا العمل يحتفظ بقيمته لسنوات مقبلة».

وعن مسلسل "أدهم الشرقاوي" الذي يقول بعض النقاد أنه «لم يلق نجاحاً كما كان متوقعاً»، قال الخطيب: «أيضاً هذا العمل كان يستحق فرصة عرض أفضل رغم أننا بذلنا جهداً كبيراً. وهو حكاية مشوقة عن بطل شعبي ولكن نصيب العمل لم يكن جيداً ربما بخيارات بعض الممثلين والعرض. أنا كمخرج لا أعيش بوهم انه كل عمل أقدمه يجب أن يكون تحفة فنية ويحقق نجاحاً جماهيرياً، فهناك أعمال تصل إلى الجمهور وأعمال لا تصل».

الخطيب أكد أن أسباب اعتذاره عن إخراج مسلسل "معاوية بن أبي سفيان"، هي سببان: «أول مشكلة هي فكرية وهي أننا نتحدث عن مؤسس دولة بني أمية وهذا رجل كان له إسهامات حضارية كبيرة لكن العمل لم ينصفه ولم يقدمه بمركزه التاريخي، بل بالعكس أساء إلى هذه الشخصية والى الشخصيات التي تدور في فلكها. والمشكلة الثانية إنتاجية لان الجهة التي كانت ستقف وراء هذا العمل لم تكون مؤهلة للخوض في عمل بهذا الحجم».