2014/11/22

بعد "غينيس"... قناة "تلاقي" تحقق جرعة قياسية من الشهرة، وطاقمها يأمل بدعم أكبر
بعد "غينيس"... قناة "تلاقي" تحقق جرعة قياسية من الشهرة، وطاقمها يأمل بدعم أكبر

خاص بوسطة- محمد الأزن

سبعون ساعة، مرهقة، لكنّها كانت كافية لتحقيق حلمٍ شباب سوري، أراد لفت النظر لقدراته، وتقديم رسالة محبّة من سوريا لكل العالم، عبر قناة "تلاقي" السوريّة، التي كانت متابعة بالكاد قبل يوم الثلاثاء الفائت، لتحقق أعلى نسب مشاهدة في البلاد على الأقل، خلال سبعين ساعةً بثّتها، من أطول برنامجٍ حواري تلفزيوني مباشر، ودخلت به المذيعتان أريج الزيّات، ورين الميلع، والمخرج الهمام بهلول، موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، بحلول الساعة السابعة من مساء الجمعة 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، وحققت صفحة القناة على موقع "فيسبوك" قفزاتٍ بملايين المتابعين، بينما كانت تردها ستمئة صورة في الدقيقة الواحدة، لمشاهدين التقطوا لأنفسهم صور "السيلفي"، على خلفية شاشة تعرض البرنامج الذي حمل اسم From Syria with Love.

ساعاتٌ وصفتها أريج الزيّات، ورين الميلع بـ "الحلم الذي مرّ سريعاً."، وحرص المخرج الهمام بهلول على إكمالها، رغم أنه حقق الرقم القياسي، بإخراج برنامج تلفزيوني مباشر على مدى 24 ساعة متواصلة، عند تمام الساعة التاسعة ليلاً من يوم الأربعاء 19/ تشرين الثاني/ نوفمبر 2014.

حجم الدعم، والتعاطف الذي تلقاه المخرج، ومقدمتي البرنامج كان كبيراً.... طاولة الاستوديو ازدحمت بباقات الزهر، وقطع الشوكولا، والحلوى، وكل الحاضرين أبدوا حرصهم على تقديم المساعدة خلال أوقات الاستراحة الخاطفة، بكمّامات الأوكسجين تارةً، والمسّاج لتخفيف صداع الرأس، طوراً آخر، إلا أن هذا لا يحجب حقيقةً كبيرة بأنّ ذلك المنجز تم تحقيقه بإمكانياتٍ متواضعة جداً، قياساً بما تقدّمة محطّات إعلامية كبرى، ترصد ميزانياتٍ ضخمة، لمناسباتٍ ربما تكون أقل حضوراً، أو تأثيراً، وقد يكفي القول بأن المذيعتان كانتا تأخذان قيلولتهما القصيرة، على فراشٍ متواضع، بإحدى غرف المحطّة.

الساعات الثلاث الأخيرة، من عمر البرنامج الحواري التلفزيوني الأطول على مستوى العالم؛ شهدت حضوراً غفيراً، تكدست بهم أروقة الطابق الثاني بمبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وصولاً إلى غرفة التحكم، ومدخل الاستوديو 4، حيث يتم تقديم البرنامج، لتأتي اللحظة المنتظرة، ويتوجه الجميع للاستوديو، وسط ازدحام

كاميرات التغطية الصحفية، والمهنئين، وبقيةٌ من ضيوف كانوا يأملون ولو بظهورٍ بسيط، على شاشة هذه المحطّة خلال ساعتاها الماراثونية.

موقع "بوسطة" كان بين الحاضرين للحدث، ورصد انطباعات بعض ضيوف البرنامج البارزين، ومنهم الممثلة السورية سلاف فواخرجي، التي كانت ضيفة الساعة التاسعة والستين.

فواخرجي؛ أعربت عن فخرها بالمنجز الذي حققه الشباب السوري، وكادر قناة "تلاقي"، ووصفته بالـ "مذهل"، وقالت: "الفكرة ذكيّة، والتحدي الذي خاضه القائمون على البرنامج، كان حديث الناس، وأنا تابعتهم بإعجاب، ولم يخب أملي بهم، فالسوريون يتحدون الصعاب دائماً، ومن الضروري أن ندعمهم، ونفرح لنجاح أولاد البلد".

الممثل مصطفى الخاني صرّح لـ "بوسطة"، قائلاً: "بدون شك هذه محاولة مهمة، لشبابٍ سوريين لإثبات أنفسهم، ولفت النظر لقدراتهم كإعلاميين، وللقناة الإعلامية الجديدة (تلاقي)، فنحن نخوض حرب ومنافسة إعلامية شرسة، وغير شريفة، ومن الذكاء تقديم هكذا فكرة، لإرسال رسالة هامّة للعالم، وسط الضخ الإعلامي الكبير الذي يروّج بأن بلادنا بلاد القتل، والحرب، هذه الرسالة فحواها بأن سوريا، وفي أصعب الظروف؛ ما زالت، بلد الإعلام، الفن، الجمال، الحب، والتحدي، وأمام ذلك ليس لنا إلا أن نبارك لهؤلاء الشباب السوري إنجازهم بدخول موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية، ونقول لهم: مبروك برنامجكم الحواري الأطول، لكننا ننتظر منكم أهم برنامج، فبعدما نجحتم بلفت أنظار المشاهدين واستقطابهم، تترتب عليكم مسؤولية الحفاظ على متابعتهم لكم."

المخرج نجدة أنزور، لم يطل كضيف على برنامج From Syria with Love، لكنّه جاء للتهنئة، وقال لـ "بوسطة": "في الزمن الذي نواجه فيه تحدياً كبيراً جداً، من الغزو الإرهابي العالمي؛ يثبت الإعلام السوري أنّه يستطيع مواجهة هذا التحدي بتحدي أكبر، وتعجز عنه محطات محترفة مدعومة بملايين الدولارات، أنا موجود هنا، لأقول للقائمين على البرنامج بأنني معكم بكل خطوة تقومون بها، ونحن بحاجة في مناسبات أخرى لإعطاء فرص لفنّانين، وفنيين آخرين ممن هم على قدر التحدي، وأستطيع أن أؤكد، أن السوري دائماً بداخله طاقات هائلة، تنتظر الظرف والمحيط المناسبين لظهورها، والمطلوب من الشركات الاقتصادية الموجودة في سوريا، دعم هكذا مشاريع، فهكذا إعلام يطرد كل الأفكار السيئة المأخوذة عن الإعلام السوري."

مقدّم البرامج السوري أمجد طعمة، وجّه التهنئة لـ: "أصحاب الفكرة، ومن أنجزها، وتبنّاها، وللبلد ككل، وسط كل هذا السواد، والتعاطي الإعلامي السيء مع ما يجري على الأراضي السوريّة" ، واعتبر في تصريحٍ لـ "بوسطة": "تقديم هكذا برنامج إنجازاً كبيراً للإعلام السوري، فما يصّدر عبر وسائل الإعلام العالمية على أنّه قبح، وبشاعة وعنف، لا يمثلنا أبدا، وسبعين ساعة من برنامج From Syria with Love، وهذا التنوع بالضيوف، وبهذا الشكل من الحوار الراقي، أثبتت أن ما على الأرض مغاير تماماً لما يتم تسويقه عنّا، وأعاد لي القناعة بأنّ الحل الوحيد لما نواجهه... هو الحوار."

ميساء هرمز، كانت إحدى المعدّين التسعة الذين ساهموا بإعداد البرنامج، الذي استضاف ما يزيد على المئة ضيف، خلال سبعين ساعة، وقالت لـ "بوسطة" إنّهم لم يواجهوا أيّة صعوبات في التنسيق مع الضيوف، الذين حرص كادر قناة "تلاقي" على أن يكونوا من مختلف أطياف الشعب السوري، بعضهم أتى من خارج البلاد للمشاركة بالبرنامج، وآخرون: "حرصوا على الظهور ولو عشر دقائق، للمساهمة بهذا الإنجاز."

لكن الصعوبة الوحيدة التي واجهها فريق برنامج From Syria with Love، "العدد الكبير من المشجعين في الكونترول، فالحماس كان كبيراً جداً، هنا."، وختمت ميساء حديثها لـ "بوسطة" قائلةً: "بعد هذا الإنجاز تترتب علينا مسؤولية كبيرة على أكثر من صعيد، ومن المفروض أن نحظى بدعمٍ أكبر، فالظروف التي انطلقت فيها القناة كانت صعبة جداً."

الدعم الأكبر، هو أكثر ما يطالب به فريق قناة "تلاقي" اليوم، وهو ما أكدّ عليه، أحد مقدمي البرامج الشباب في المحطّة رامي عز الدين، الذي أجاب على سؤال "بوسطة" : ماذا بعد؟، بالقول: "هذا السؤال الكبير نحيله لوزارة الإعلام للإجابة عليه، نحن ككادر شبابي أثبت بأنّ لديه القدرات على تقديم شيء جميل، وأقول للمسؤولين عنّا نحتاج دعمكم، ليكون أمامنا المجال لنريكم ما لدينا، وبالتأكيد قناة (تلاقي) بعد (غينيس) لن تكون كما قبلها، فبعد انطلاقة البث بفترة، كناّ نمشي بالشارع، دون أن يعرفنا أحد، وحتى من شاهدنا وجّه لنا الكثير من الانتقادات، وهذه فرصة لنخبر الجميع، وبصراحة أننا انطلقنا بقناة من لا شيء، وأغلب عملنا كان مجاناً، وقدمناه بكل حب، ولا أتخيّل أي تلفزيون يمكن أن يعمل بالظروف اللي انطلقنا فيها."