2012/07/04

حاتم علي... وأزمة الثقافة؟!
حاتم علي... وأزمة الثقافة؟!

خاص بوسطة- فاديا أبو زيد مفاجأةٌ جميلة تركها لنا الملحقُ الدرامي لصحيفة تشرين في العدد المخصص لحاتم علي، وهي بضعة أسطر كتبها بخط يده، تشبع الكثير من الفضول حول الخصوصية والتفرد في شخصيته التي تغري بالغوص في تفاصيلها الغنية بمتناقضات تثير التساؤل عن حالم أصبح واحداً من صناع الدراما السورية، إلا أن فضولاً أكبر، وتساؤلات مفصلية أثارتها كلماته: «.. غير أن هذا الجمهور (العريض) وغير المنسجم، فرض ذوقه على صناع هذا الفن، ومسايرةُ هذا الذوق، أدت إلى تبسيطٍ في السرد، ومحدوديةٍ في الأفكار، وتحفّظٍ في الرؤى، وتخلّفٍ في الأشكال الفنية. ليست هذه دعوةً إلى الانتقاص من "المنجز الدرامي السوري"، لكنها طريقة في النظر بموضوعية إلى واقع الأمر، كي لا يلهينا "تصفيق المشجعين" عن الإجابة على أسئلة، تبدو صعبة، في سياق البحث عن حلول لأزمة الثقافة». تُقارب بدايةُ هذا الكلام ما حدث في السينما المصرية الاستهلاكية، حين كان المنتجون يتذرعون لرداءة إنتاجاتهم بحجَّةٍ ذهبتْ مثلاً: "الجمهور عايز كده"، فمن الغريب حقاً أن يكون الجمهور العربي (العريض) فعالاً إلى هذه الدرجة، وقادراً على فرض رأيه وذوقه /فقط/ على الدراما، في الوقت الذي يوصم فيه هذا الجمهور (العريض) بالتخلف والاستكانة والعجز أمام حياته الواقعية. هل الجمهور هو من فرض "باب الحارة"، على سبيل المثال، وقرّر أن يشاهده على مدى خمسة مواسم؟ أم أن الشركة الإعلانية المنتجة هي التي فرضت ذلك؟  وما الذي كان سيؤثر في "باب الحارة"، لو أن بسام الملا رفض التوقيع على خمسة أجزاء، وانسحب في الجزء الثاني؟ الجواب الموضوعي: لا شيء! لأن الشركة المنتجة كانت ستأتي بمخرج آخر لتسلّمه "باب الحارة"، مثلما فعلت بكُتَّاب العمل وأبطاله، وسنخرج بنتيجة سوداء، مفادها أن رأس المال تسوَّد على صناعة الدراما، وألغى أيَّ دور لبقية عناصرها، لاسيما وأن بعض الشركات بدأت تستكتب أشخاصاً بعينهم حول موضوعات بعينها، حسب مخططات تعرف هذه الشركاتُ تماماً ما الذي تريده من ورائها، إضافةً إلى المال. وتحت تساؤل (عريض) حول صحة نسب المشاهدة والمعرفة الدقيقة لرغبة الجمهور (العريض)، وإذا ما توقفنا عند جوائز التلفزيون السوري في المسابقة التي أقامها احتفاء بالأعمال التي تعرضها شاشاته، صوّت هذا الجمهور الذي بدا متخلفاً، على عمل يقف إلى جانب الأعمال الرديئة، هو: "على موج البحر"، ليكون الحل الذي يوحي به كلام حاتم علي: «وجود أموال وطنية أو خارجية تحمل رؤيةً فكرية ناضجة، تؤمن بدور الدراما وقوتها كسلاح، كما آمن بها هيثم حقي حين كانت الدراما تعيش عصرها الذهبي، وحين كانت تساهم في البحث عن "حلول لأزمة الثقافة"، ولا تتأثر بـ "تصفيق المشجعين"». وهنا سنتساءل: أليس غريباً أن يقرر حاتم علي، وبعد أن امتلك رأس المال، إنتاجَ مسلسل يحاكي المسلسلات التركية، ومأخوذ عن مسلسل مكسيكي؟! وأكثر من ذلك، فإنه يبرر إنتاجه لهذا العمل، بأنه أراد إنتاج عمل يلبي ذوق الناس، أي "تصفيق المشجعين"، ما جعلنا نحار في من هو "المخاطب المقصود" في كلام حاتم علي الذي يطلب منه النظر "بموضوعية"، ومصيبتنا ستكون كبيرة لو أن حاتم علي استثنى نفسه من خطابه!.