2012/07/04

حيرة سوق الإعلام تنعكس على حيتانه..
حيرة سوق الإعلام تنعكس على حيتانه..

بوسطة- وكالات أنباء عالمية (تقرير إخباري) أيهما أهم، احتكار المحتوى، أي المادة الإعلامية، سواء كانت فيلماً أم أغنية أم خبراً، أم سواه من المواد التي تشكل محتوى عمل الشركات العاملة في قطاع الإعلام، أم السيطرة على وسائل التوزيع؟!.. ربما كان سؤالاً فائضاً عن الحد، أو معروف الإجابة سلفاً، لو كانت الأمور كسابق عهدها: وسائل توزيع معروفة ومضمونة وباقية في كل الأحوال تحت سيطرة (سادة المحتوى) الذين يزودونها بتلك الدماء التي تسري في عروقها. ولكن مع ظهور القادم الجديد (هل ما زال جديدا بعد؟!) ونقصد الشبكة الدولية (إي نت) فإن كل الأمور انقلبت رأساً على عقب، وبات من الضروري إعادة طرح كل الأسئلة، حتى تلك التي كانت إجاباتها تحصيل حاصل. "الشركات الإعلامية تريد أن تسيطر على طريقة دخول المستخدمين إلى المحتوى التابع لتلك الشركات. يريدون أن يكونوا (المحصِّل) لعائدات استخدام الشبكة في القرن الواحد والعشرين" يقول أحد الخبراء محدداً الهدف الذي تسعى للوصول إليه معظم شركات الإعلام مؤخراً، وخصوصاً الشركات الكبيرة. (نيوز كورب)، فيلق مردوخ سيدخل في مرحلة التحصيل المالي المباشر للمحتوى الإخباري للصحف التابعة له، هذا إن تم الاتفاق مع مايكروسوفت (تقرير الأمس الذي نشرته بوسطة، ومازال في طور الشائعات بعد)،هذا من ناحية وسائل التوزيع والسيطرة على عائداتها، من قبل أصحاب المحتوى. أما من ناحية المحتوى، فشركة (كومكاست) العملاقة المزود الأول لخدمة تلفزيون (الكايبل) في الولايات المتحدة بدأت مفاوضات لشراء الحصة الأكبر من أسهم (إن بي سي يونيفيرسال)، الشركة المالكة لمجموعة من شبكات التلفزة وأستوديوهات الإنتاج السينمائي. والمهم في هذا الخبر أن الموزع (كومكاست) سيسيطر على صاحب المحتوى (إن بي سي يونيفيرسال)، من خلال صفقة تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار أمريكي، لتقوم بتوزيع المحتوى على طريقتها، مختارة الشبكة كوسيلة توزيع رئيسية للمحتوى الجديد الذي ستشتريه. من جهة ثالثة، العائدات الإعلانية (وسيلة التحصيل المالية التي تكاد تكون وحيدة على الشبكة)، حققت تراجعات بلغت 12.9 % في العام 2009، ومن المتوقع أن تحقق هبوطاً آخر يصل إلى 4.4 % في العام 2010. أمام هكذا حالة يبدو وضع (كومكاست) كمن يغامر بالدخول إلى عالم غير محدد المعالم بعد. ولكنها مغامرة إن نجحت ستحدد مسار الاستثمارات الإعلامية للعامين القادمين على الأقل، وعلينا هنا أن لا ننسى أن (كومكاست) بالأصل شركة (كايبل)، بمعنى أن الزبون يدفع أولاً، لتصله الخدمة ثانياً.. عبر (الكايبل)، أو حتى عبر الشبكة. إذا ما زال السؤال قائماً، المحتوى أم طريقة التوزيع؟ والإجابة ما تزال حتى الآن، المحتوى أولاً، هذا على الأقل ما أكدته خطوة (كومكاست) الأخيرة، ولكن تبقى المشكلة أن المحتوى مهما تطور ومهما بلغ من حجم، يبقى بحاجة إلى وسيلة توزيع مضمونة المداخيل، وهنا تعود المعضلة للظهور مرة أخرى. الشبكة هي الوسيلة الأسرع والأوسع دون أدنى شك، ولكن زبون الشبكة بالذات لا يريد أن يدفع حيث مجانية الشبكة هي الجزء الأهم من جاذبيتها الكبيرة، والتي أدت إلى انتشارها بهذه الطريقة. السؤال هذا مع مجموعة من الأسئلة "الكبيرة" والجديدة في آن، ستطرح في مؤتمر ستنظمه وكالة (رويترز) الأسبوع القادم بين نيويورك ولندن، وستدعو إليه كبريات شركات الإعلام في العالم، والواضح أن المناقشة الرئيسية ستتمحور حول حرية الدخول إلى المحتوى وبشكل مجاني، مقابل السيطرة على طرائق الدخول، وانعكاس الأمر على مستقبل الإعلام في العالم. قد لا يصل المؤتمر إلى إجابة شافية.. ولن يصل. ولكن هذا لا يمنع أن تتابع بوسطة وقائعه وتنقلها لكم.. وهذا ما نعدكم به.