2012/07/04

ذاكرة الجسد ترى النور
ذاكرة الجسد ترى النور

من بيروت:         مستغانمي: قضيت أربعة سنوات في كتابة هذه الرواية, وما بقي من عمر في الدفاع عنها... ما الرواية سوى رفع الكذب إلى مستوى الأدب. جمال سليمان: رواية ذاكرة الجسد من أذكى الروايات التي تحكي. ريم حنا: العمل سيكون باللغة العربية الفصحى، الأمر الذي سيكون مغامرة. أمل بوشوشة: تم اختياري لوجود نقاط تقارب بين شخصيتي وبين حياة بطلة الرواية. أنزور: نقل الرواية  إلى شاشة التلفزيون يشكل تحدياً صعباً.                     تقريرخاص بوسطة– بيروت :أحمد الشيتي  استضافت العاصمة اللبنانية بيروت في فندق الحبتور مؤتمراً صحفياً  لمسلسل "ذاكرة الجسد" المأخوذ عن الرواية للكاتبة أحلام مستغانمي, حضرته الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي, وبطلا العمل جمال سليمان وأمل بوشوشة, وكاتبة السيناريو ريم حنا, والمخرج نجدت أنزور, والسيد كريم سركيس المدير التنفيذي للإذاعة والتلفزيون في شركة أبو ظبي المنتجة للعمل, بالإضافة إلى حشد إعلامي رفيع المستوى.  تواجدت بوسطة في موقع المؤتمر وكانت لنا الأصداء التالية:      كانت الدفة الأولى للحديث بيد الأديبة الكبيرة أحلام مستغانمي التي قالت: "أقنعت نفسي أن الاحتفاء ليس بي, وأنما بذاكرة الجسد التي أصبحت أنسب إليها وليست ممن تنسب لي. بيني وبين ذاكرة الجسد سبعة عشر سنة, ولكن, كلما أردت أن أترك هذا العمل خلفي وجدته أمامي, قضيت أربعة سنوات في كتابة هذه الرواية, وما بقي من عمر في الدفاع عنها, برغم اعتقادي أننا نكتب الكتب أساساً لتدافع عنا, ما الرواية سوى رفع الكذب إلى مستوى الأدب, يبقى على الشاشة أن تقنعنا أن كل نص أدبي هو حقيقة بصرية بشخصيات ونسيج درامي يستحوذ على عقولنا". وأضافت الكاتبة الجزائرية: "ما انتظره من المخرج نجدت أنزور هو عطر ذاكرة الجسد, ثمة حتماً أن هناك مجازفة في تحويل أي نص أدبي إلى عمل (مشاهدي) مصور, كلما كبرت شهرة الرواية زادت مسؤولية المخرج أمام ملايين القراء الذين أحبوها." وقد عبرت مستغانمي عن سعادتها لأن العمل سيرى النور من أجل الجزائر أولاً, ووجدت أنه فرصة لدخول الجزائر إلى جميع البيوت العربية. أما الفنان جمال سليمان فقد اعتبر رواية ذاكرة الجسد من أذكى الروايات التي تحكي، من خلال قصة عاطفية عن وطن وتحويل مسار الثورة بأكمله، وعبر سليمان عن سعادته لأن تلفزيون أبو ظبي أتخذ قرار الإنتاج بإمكانيات مهمة وضخمة تناسب ضخامة العمل, على حد قول سليمان. ومن ناحية آخرى, أشاد الفنان جمال برؤية المخرج نجدت أنزور, وبعمل المبدعة ريم حنا المسؤولة عن سيناريو وحوار العمل, وفي نهاية كلمته وجه رسالة إعجاب بأسلوب الروائية مستغانمي التي أثرت بجمال سليمان على جميع الأصعدة، على حد تعبيره. ريم حنا التي تكلمت وفي جوفها توتر ظاهر للعيان, "لم أتردد للحظة في قبول العمل لأنه عمل ذائع الصيت في جميع أنحاء العالم فشعرت بطمع تجاهه, وأيضاً بوجود الأستاذ أنزور والكاتبة الرائعة والمبدعة أحلام مستغانمي, لكنني في نفس الوقت لم أتوقع أن يكون تحويل عمل أدبي يحتاج إلى هذه المغامرة التي واجهتني"، واعتبرت حنا أن لغة الرواية كنز بحد ذاتها, وأن الرؤية التلفزيونية لها ستتناول صراعات عديدة. وأشارت حنا أن العمل سيكون باللغة العربية الفصحى، الأمر الذي سيكون مغامرة على جميع الأصعدة, بالإضافة إلى أنه خيار ذكي, على حد قولها. ورأت حنا أن هذه التجربة حساسة, وتمنت أن تنال رضا الأديبة أحلام في المقام الأول والجمهور ثانياً بالاعتماد على إبداع الأستاذ نجدت أنزور. الفنانة الشابة أمل بوشوشة التي علقت على العمل بكل عفوية وتلقائية, بقولها: "إلى الآن لم استوعب وقوفي إلى جانب أستاذ كبير في الإخراج وكاتبة روائية هامة, وكانت سعادتي لا توصف، ولا أزال لا أستطيع أن أصفها عندما تم اختياري من قبل المخرج والكاتبة, واعتبر أن لدوري قيمة خاصة بما أنني جزائرية". وتابعت بشوشة حديثها: "تم اختياري لوجود نقاط تقارب بين شخصيتي وبين حياة بطلة الرواية, وأتمنى أن أحقق النجاح للعمل وأن أكون عند حسن ظن جميع من دعمني وشجعني, وفي مقدمتهم الأديبة الكبيرة أحلام مستغانمي". أما مسك الختام كان مع مخرج العمل نجدت أنزور الذي قال: "يشرفني أن أكون المخرج الذي وقع عليه الاختيار لقيادة دفة عمل على هذا المستوى ورواية على هذا القدر من الأهمية, أهمية تنطلق من أننا أمام شهرة سبقتها إلينا، ما يجعل نقلها إلى شاشة التلفزيون يشكل تحدياً صعباً". مضيفاً:"سعادتي لا توصف بوجود الكم الكبير من الصحافة العربية التي تعتبر من النوادر الإعلامية التي تحصل في إي عمل درامي, وأريد ان اشكرك جميع الجنود المجهولين في العمل مثل مصمم الملابس طوني قهوجي". وأشاد انزور بتعاونه مع تلفزيون أبو ظبي ووصفه بأنه عمل مميز من شأنه أن يثمر نحاجاً باهراً. وكانت أولى الأسئلة المطروحة في المؤتمر, من موقع بوسطة التي توجهت بسؤال للمخرج أنزور (إلى درجة ستتمكن من تقديم عمل فني يكون قريب من الصورة التي رسمها القارئ في عقله؟), أجاب أنزور: "بما أني من قراء هذه الرواية سأقدم رؤيتي الخاصة بالتأكيد, مع الحفاظ على الثوابت الموجودة في الرواية, و قيمة الرواية ستبقى محفورة في أذهاننا وعقولنا شئنا أم أبينا, وإذا صادف ولم ينجح المسلسل فإن ذلك لن يؤثر على روعة الرواية ونجاحها على مستوى العالم أجمع, فأنا أطمح إلى عمل شيء جديد ومختلف يشد انتباه الجمهور إليه, وأتمنى أن يحقق هذا العمل التقارب الفكري لكل عقول القراء". ومن الأسئلة الهامة التي طرحت, هي حول شروط الكاتبة أحلام,  للموافقة على تقديم روايتها في عمل تلفزيوني, فكانت إجابة أنزور ما يلي: "لم تكن هناك شروط, لكن الأمر لم يخلُ من آراء أخذت بعين الاعتبار بالتأكيد, السيدة مستغانمي متعاونة معنا إلى حد كبير". وقد أثار سؤال أحد الصحفيين مناقشة حادة، بينه وبين جمع من الصحافة, حول إذا كان أنزور قادراً على تقديم العمل برؤية جدية أكثر من مخرج جزائري, فانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض, لكن الأديبة مستغانمي حلت الخلاف بقولها: "أثق تماماً بقدرات المخرج وكفاءاته, وأجد نفسي في أيد أمينة".  وخلال ساعتي مدة المؤتمر شعرنا بأن الأديبة الكبيرة مستغانمي حزينة مما أضطر صحفية إلى  سؤالها حول حالة الحزن التي تعيشها, فردت مستغانمي بكل عفوية, "عند توقيعي العقد, شعرت بأن دموعي تنهمر, أشعر بأن القصة تأخذ مني ومن أفكاري, وبصراحة هذه التجربة لها رهبتها, وفي نفس الوقت لست خائفة لأنني أعلم أن روايتي بيد أمينة". ومن المتوقع أن يبدأ تصوير المسلسل في الأسابيع القليلة القادمة, في عدد من الأماكن الحقيقية لأحداث الرواية ومنها مدينتي قسنطينة والجزائر العاصمة, ومدينة غرناطة الإسبانية, وفرنسا, وبيروت, وتونس, وسورية. ويستعين فريق العمل بأدوات فنية عالمية متخصصة لإخراج العمل بالصورة المنتظرة في رمضان المقبل, كما سيضم العمل بعض المقاطع الغنائية بصوت الفنانة جاهدة وهبي وتلحين شربل روحانا الذي قام بوضع ألحان شارة البداية والنهاية للمسلسل أيضاً.