2012/07/04

رغم وفاته... لم يتوقف التصوير
رغم وفاته... لم يتوقف التصوير

بوسطة – يارا صالح رحل هاني الروماني، لكنه لم يرحل، معادلة صعبة الفهم لا يحققها إلا الكبار، الذين يبقى عبقهم في الذاكرة. وخسارة هاني الروماني كبيرة بكل مقاييس الدراما، فالحزن سيبقى عالقاً في الجدران التي اتكأ عليها وهو يبذل جهده للوصول إلى موقع تصوير "أسعد الوراق"، النسخة الحديثة من ذلك العمل الذي أطلق يوماً هاني الروماني نجماً من نجوم قلَّة في سماء الفن العربي. الأمكنة أيضاً لها ذاكرة، ومواقع التصوير الذي كان يبدع فيه الروماني قبل أيام من رحيله حزنت، رفاقه أيضاً لهم الحق في أن يقفوا لحظات، ويعيدوا ترتيب أوراقهم بعد رحيل نجمهم وأستاذهم، لكن المفارقة أنهم لم يحظوا بهذه الفرصة، وبدل إلغاء التصوير يوم الوفاة، تابعت الكاميرا عملها لتفرض على النجوم جهداً مضاعفاً، أوله بالأداء وثانيه بإخفاء ألمهم وحيرتهم لفراق رفيق درب وأستاذ. ربما كانت الخسارة المادية سبباً، ربما كان الوقت الضيق لإنهاء العمل، ربما.. وربما، لكن القرار الذي اتخذته الشركة المنتجة بعدم إيقاف التصوير فاجأ الجميع في الوسط الفني وخارجه، كما أنه طرح تساؤلات أكبر. أما آن لهذه المهنة أن يكون لها طقوسها وتقاليدها في سوريا؟ ومتى سنتعلم كيف نحترم نهايات قاماتنا الفنية الكبيرة التي قدمت لنا الكثير؟ وكيف نطلب من الآخرين أن يحترموا هؤلاء النجوم ونحن لا نعرف كيف نقوم بأقل واجباتنا تجاههم وهو أن نترك لأنفسنا الوقت لنحزن عليهم ونستذكر إنجازاتهم؟.. الأسئلة التي يفرزها الألم كثيرة، لكنها تأتي من أعماق جرح لم يندمل بعد، ومن أعماق الحدث الذي ولده رحيل هاني الروماني، الحدث الذي تتقزم معه كل المفردات لتصبح هامشاً، والأمل كل الأمل أن يكون هذا الجرح بمثابة صفعة تدفع المقصرين إلى تلافي تقصيرهم. هاني الروماني.. ربما يحرمنا البعض من مهلة دقائق لنحزن عليك، لكنهم بالتأكيد لن يستطيعوا أن يمنعوا الذاكرة من استعادتك دائماً، ولا أن يمنعوا الجمهور الذي أحبك من الحزن عليك، وانتظار رؤيتك في "أسعد الوراق" بنفس اللهفة التي انتظرك بها قبل 35 عاماً.