2012/07/04

رفيق سبيعي: التآلف الديني هو ما يميز "طالع الفضة" عن "أيام شامية"
رفيق سبيعي: التآلف الديني هو ما يميز "طالع الفضة" عن "أيام شامية"

بوسطة


أكد الفنان رفيق سبيعي أن ما يميز مسلسل "طالع الفضة" عن سواه من أعمال البيئة الشامية هو العناية الكبيرة بدقة العرض لإنصاف دمشق واعتماد المراجع الدقيقة خشية الوقوع في الأخطاء، معتبراً أن باقي الأعمال تفتقد للدقة في السرد وعدم الموضوعية في التحدث عن مدينة عريقة مثل دمشق.

وفي حوار أجرته معه صحيفة "دار الخليج" الإماراتية، قال سبيعي: «الفارق الأهم والذي يجعل من "طالع الفضة" العمل الدمشقي الأبرز والأقوى برأيي هو إظهار التآلف الديني الذي كانت تعيش بمقتضاه جميع الأديان التي سكنت حارة طالع الفضة، وهو المحور الأهم الذي يرتكز عليه المسلسل، باختصار الموضوعية هي ما يميز هذا العمل».

وأضاف سبيعي: «قلت لك إن مسلسل "طالع الفضة" من أفضل الأعمال الشامية على الإطلاق في مجال المصداقية والتوثيق، ولكن في الماضي أنتجنا عدة أعمال توثق حياة المجتمع الدمشقي الحقيقة مثل "أيام شامية" و"ليالي الصالحية"، ففي مسلسل "ليالي الصالحية" أخذ المؤلف المعلومات وكتب الأحداث بعد قراءة الكتب التي كتبها من عاصر حياة دمشق القديمة، بالإضافة إلى قراءة المطالعات والأبحاث التي قام بها الكتاب والباحثون والسياح الأجانب الذين زاروا دمشق في تلك الفترة، لذلك رسّخ مسلسل "أيام شامية" الطابع الدمشقي القديم في عقول الناس مما أدى إلى فورة في مجال المسلسلات الدمشقية، و"طالع الفضة" يسير على نفس النهج من ناحية التوثيق، ولكن اعتماده على إظهار التآلف بين الطوائف يجعله برأيي يتفوق على مسلسل "أيام شامية"».

وعن دوره في العمل قال سبيعي: «ألعب في المسلسل دور رجل يهودي من سكان حارة طالع الفضة، تدور حوله الكثير من الأحداث الطريفة نظراً للطابع الطريف الذي تتصف به الشخصية، كما أنه رجل مؤمن بالتعايش الطائفي الذي كان يعيش اليهود بمقتضاه مع بقية الطوائف، وهو يعمل في مهنة تصليح الأحذية ويربط كل الأمور التي تعترضه بمهنته انطلاقاً من محبته لها، وأنا في المسلسل أسعى كباقي الزملاء إلى إضافة طابع ممتع للشخصية حتى يعجب الناس بها وأتمنى أن تلقى إعجاب الجمهور».

سبيعي أشار إلى أنه لا يوجد خصوصية بالنسبة له في العمل مع ابنه المخرج سيف الدين سبيعي، موضحاً أنه «في العمل ليس هنالك أب وولد، وأنا أتعامل مع المخرج سيف الدين كما أتعامل مع أي مخرج غيره، وبالنسبة إليه أيضاً يتعامل معي كما يتعامل مع أي فنان آخر».

من ناحية أخرى، تحدث سبيعي عن شخصية "أبو صياح" التي ما تزال عالقة في أذهان الكثيرين، وقال: «كانت أعمال "أبو صياح" بسيطة جداً، لكنها كانت تتمتع بأهمية كبير في الفترة التي أنتجت فيها، فحياة الناس حينها كانت بسيطة وكانت أعمالنا المسرحية والتلفزيونية تنال نسبة متابعة كبيرة وإعجاباً منقطع النظير، والآن عندما تعرض تلك الأعمال على شاشة التلفاز يتابعها الجميع بلهفة وإعجاب، لأن الكبير الذي عاصرها في تلك الفترة يرى فيها الآن شبابه وتعيده بالذاكرة إلى ذاك الزمن الجميل، والصغير يتابعها ويحبها لأنه يجد فيها الكوميديا العفوية البعيدة كل البعد عن الافتعال، والكوميديا برأي إذا اعتمدت على الافتعال فستفقد جماليتها وسيبتعد عنها المشاهد».

كما امتدح سبيعي الدراما السورية، معتبراً أنها «ناجحة بكافة المعايير، وخير دليل على ذلك مسألة انتشارها على جميع المحطات الفضائية العربية، وكذلك الأمر قيام حقل الإنتاج الدرامي السوري بإنتاج عدد هائل من الأعمال في كل عام، لكن وجود الممثلين البارعين والمخرجين والمؤلفين القديرين أمر لا يكفي لمواصلة النجاح، فلا بد للدراما السورية أن تحذر من القادم وأن تحافظ على خطها التصاعدي وألا يجعلها النجاح تصاب بالغرور».

يذكر أن سبيعي انتهى من تصوير مشاركته كضيف على مسلسل "الفاروق" إخراج حاتم علي.