2020/03/21

بوسطة

أكدت الفنانة سمر سامي أن مهنة التمثيل في الوقت الحالي، اختلفت عما كانت عليه في فترة الثمانينات التي شهدت أولى أعمالها التلفزيونية "عندما بدأت في الثمانينات كان هناك جيل من الشباب العائد من الخارج، من الاتحاد السوفييتي وأوروبا لديهم دراسة جيدة واطلاع واسع وكانوا قراء، هؤلاء صنعوا سينما كان يمكن أن تتطور".

وبينت سامي في مقابلة لها مع موقع "أبواب"، أن الأمر في الوقت الراهن مختلف، إذ أصبحت تلتقي بمخرج كان يعمل فني إضاءة، معلقة: "أنا لا أنتقد هذا العمل بالتأكيد ولكنني أشير إلى أنه اختصاص آخر مختلف عن الإخراج" وتابعت "أو أرى كتّاباً لا يعرفون شخصياتهم فتخرج عرجاء، وإن لم يكن الممثل جاداً ومهتما فالشخصية ستكون كارثية"، مؤكدة وجود مخرجين واعدين لكنهم لا يقرؤون "أعني هنا قراءة كل شيء، الكتاب وفيلم السينما والأغنية والشارع، وهذه مشكلة".

وعن سؤال حول سر حب الناس لها بطريقة مختلفة، أجابت سامي: "منذ كنت صغيرة، وقبل أن أدخل عالم التمثيل بوقت طويل، أضع نفسي مكان الآخر. في التمثيل لا أتقمص الشخصية، بل أصبح هي، تتلبّسني أفكارها ومشاعرها ونقائصها كذلك"، وأضافت "هذا فتح أمامي عوالم وقلوب الناس العاديين، بطريقتهم الجميلة غير العادية. الجمهور ليس غبياً والناس تشعر وتلتقط وترى".

وبما يتعلق بفكرة الجمال، لفتت إلى أنها لا تقع في الرعب الذهني أمام جسدها، ولا ترتبك أمام أخطائها الجسدية ونواقصها كامرأة أو كإنسان "هناك أشياء لا نستطيع تغييرها أو إخفاءها، وهناك أشياء لا لزوم لتغييرها أو لإخفائها، أنا لا أمارس قمعاً عليّ".

صاحبة دور الجليلة في مسلسل "عندما تشيخ الذئاب" (عن رواية لجمال ناجي، حوار حازم سليمان) إذا طلب أحد من جيل الشباب منها النصيحة، تفعل ما تفعله لنفسها "أبدأ بطرح الأسئلة الحقيقية، وجواب تلو آخر، فجأةً، يحدث الإدراك أو لا يحدث، فأقول ربما نحن بحاجة أحياناً لأن نقع، نحتاج أحياناً فشلاً ما لنتعلم"، وتابعت "لكل منا تجربته الخاصة ويأخذ منها ويتعلم منها ويتطور حسب قدراته ورغبته".

وعن ردة فعلها إزاء الأشخاص الذين يخذلونها، تحدثت سامي أنها تحاول الرد بالطريقة التي تجعلها تعتقد أنها استعادت حقها "ما إن أنجح بهذا يعتريني ندم وإحراج من نفسي. وأحياناً، لا أفعل هذا، بل أقتله ذهنياً، ليموت في ذاكرتي وداخلي فيرحل عن عالمي مرةً واحدة وإلى الأبد".

وفيما يخص علاقتها بالرجل، قالت: "مسكين الرجل، هو يعتبر أن وجوده مرتبط بقدرته الجنسية وعندما تضعف هذه القدرة الجنسية -التي ارتبطت بوجوده- تصبح الأزمة أزمة وجودية بالنسبة له"، وأضافت: "أعتقد أن الرجال في امتحان أكثر قسوة منا نحن النساء أمام المجتمع، مثلاً امتحان الفراش. لنتخيل هذا الامتحان عليه أن يكون على الملأ وأن يحاكم عليه وجوده. هذا قاسٍ للغاية".

وتحدثت عن حلمها الذي كان لديها منذ زمن طويل، قائلة: "أجل كنت أحلم أن أتمكن من العودة كليّاً إلى الطبيعة. في حمص، اشتريت مزرعة بثلاثمائة شجرة زيتون وأشجار دراق وإجاص وعشرين شجرة رمان، حلمت بجعل هذه المزرعة مكاناً للمتعبين والمرضى"، واستمرت: "سعيدة جداً، نذرتُ ألا أتذوق زيتها الأول، وأنا أحب زيت الزيتون. بعد عصر الزيتون ووفق لائحة وضعتها، بين حمص والشام وزعته على أناس يعنيهم أن يصلهم زيت الزيتون. جاءت الحرب وابتعدت الأرض، ولم أتذوق زيتها بعد".

وختمت حوارها بالكلام عن سبب قلة المرايا في منزلها، إذ لا يوجد سوى واحدة فقط، لافتة إلى أن المرايا تجمع الغباش فتصنع فلتراً يجعل كل شيء يبدو جميلاً، مضيفة "ثم إن الضيوف يشعرون بحرية أكبر من دون مراقبة من دون مرآة تطل عليهم".