2012/07/04

صرخة سينما الواقع.. من حقنا أن نعود
صرخة سينما الواقع.. من حقنا أن نعود

خاص بوسطة - يارا صالح افتتح مهرجان أيام سينما الواقع Dox Box في دورته الثالثة في سينما الكندي في دمشق، بعرض أول لفيلم "صرخة" للمخرجة الهولندية الشابة سابين لوبيه، والذي يقوم ببطولته شابان من أهلنا في الجولان السوري المحتل. وقالت المخرجة لوبيه، في تصريح خاص لبوسطة، إنها أحبت الفيلم كثيراً، مؤكدةً أنه أصرت على تقديمه على الرغم من أن البعض في أوروبا قد لا يفهمه نظراً لأن البطلان شابان يتحدثان في السياسة ويقرران مصيرهما بشكل واع وعقلاني، والمجتمع الأوروبي يعتقد أن هذا العمر هو عمر الاستمتاع بالحياة وليس عمر بنائها. كما أشارت لوبيه أنها أرادت من خلال الفيلم نقل صورة أخرى عن الشرق الأوسط غير تلك التي يعرفها الغرب والمتعلقة بالإرهاب والتعصب الديني، فهنا توجد حياة وحب وعاطفة، وشباب يعانون من جراء المشاكل التي تخلفها الاضطرابات. من جانبه قال الشاب عزت أحد بطلي الفيلم: "هذه أول تجربة لي، وأنا سعيد بها جداً، وسعيد أيضاً لأن الفيلم عُرض في بلادي قبل البلدان الأخرى، وقد تمكن من إيصال الرسالة التي كنا نريدها، مؤكداً أنه في الحياة قرر البقاء في وطنه الأم سورية بعد الانتهاء في دراسته، تماماً كما فعل في الفيلم. ولم يستطع عزت أن يتمالك دموعه عندما سألناه هل الشارع السوري مهتم بالكامل بالجولان المحتل، مجيباً: "للأسف لا، شئنا أم أبينا نحن سوريون، ومن حقنا أن نعود". الفنان والمخرج حاتم علي رأى أن الفيلم جميل، وهو يحاول أن يزاوج أحياناً بين الروائي والتوثيقي، لكنه على كل الأحوال جيد وعميق وحيوي، مشيراً أن فكرة المهرجان جميلة، وأن هذا النوع من أنواع السينما قادر من خلال تقنية طرحه للمواضيع أن يلامس اهتمامات النص وتجاربهم، والدليل هو الحضور الهائل خلال الافتتاح، أما المخرج جود سعيد فقد رأى أن الفيلم لطيف جداً وفيه تناول حسَّاس لقضية من أهم القضايا التي تلامس الشارع السوري. الحضور أيضاً، الذين كانوا من شرائح متنوعة من المجتمع، أكدوا أن التظاهرة مهمة وأن الفيلم كان بمستوى رائع، وقال أحدهم إن الفيلم عناه كثيراً كونه طالب جولاني، وإنه نقل رسالة تحمل جزءاً مهماً من هموم طلاب الجولان السوري المحتل، فيما أضاف آخر أن التظاهرة شيء جديد ومهم يلامس الشباب السوري، متفقاً مع بعض الأصوات التي أشارت أنها أهم من مهرجان دمشق السينمائي. السيدة يانا إحدى منظمات المهرجان أشارت من جانبها إلى أن أفلام هذا العام بمعظمها جديدة، ويشكل عرضها في المهرجان العرضَ الأول لها على مستوى العالم أو المنطقة، مؤكدةً أن الأعوام القادمة لن تحمل إلا الجديد في هذا المهرجان.
وأضافت يانا أن انتقاء فيلم "صرخة" ليكون فيلم الافتتاح في المهرجان كان لعدة أسباب منها أنه يُعرض للمرة الأولى، ومنها أنه يحكي قصة شابين من الجولان السوري يدرسان في دمشق ويتعلقان بالوطن فيقرران البقاء هنا رغم كل الصعوبات، والفيلم حساس جداً، ويتفق سياسياً مع وجهة نظر المؤسسة والشارع السوري، ويحمل رسالة مهمة مفادها أن الجولان باقٍ في القلب والوجدان السوري.