2012/07/04

غسان زكريا يرد من خلال «بوسطة» على رد محمد الأحمد على البيان الصادر مؤخراً حول مؤسسة السينما
غسان زكريا يرد من خلال «بوسطة» على رد محمد الأحمد على البيان الصادر مؤخراً حول مؤسسة السينما

خاص بوسطة - علي وجيه

قام الكاتب غسان زكريا بالرد على رد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الأربعاء الفائت وفي حديثه الخاص لـ «بوسطة»، حيث نشر الكاتب الشاب رداً على صفحته على الـ Facebook بصفته أحد الموقعين على البيان الذي وقّع عليه حتى الآن حوالي 500 سينمائي ومثقف وصحفي ومهتم، وانتقد المؤسسة العامة للسينما وأداء مديرها محمد الأحمد. وأرسل لنا زكريا نسخة من رده نقوم بنشرها دون تعديل إيماناً منا بحرية التعبير وضرورة نقل كل وجهات النظر كما هي:

رداً على رد السيد محمد الأحمد على البيان الصادر مؤخراً حول مؤسسة السينما:


... قال السيد الأحمد إنه في مقابلته التلفزيونية "التي أثارت ضجة كبيرة" تحدث بصفته ناقداً لا بصفته مديراً للمؤسسة العامة للسينما، أي بصفته الشخصية. ونحن نقول إن ذلك صحيح! ولكن، متى فُصِلت الإدارة عن الصفة الشخصية في كثير من مؤسسات الدولة، وخاصة في المؤسسة العامة للسينما؟ هذا من ناحية، من ناحية أخرى، إذا قرأتَ البيان جيداً يا سيد محمد، ستجد أننا نحتج على تقييمك "النقدي" لتجربة الراحل عمر أميرالاي. فلغة النقد يا سيدي ليس فيها "حبيت" و"كرهت"، فالنقد علم، له قواعده التي درستُها لسنوات متعددة أنا وعشرات ممن وقعوا على البيان. التقييم النقدي الحقيقي يقوم على ألا تتجاهل الأفلام التي لا تناسبك من أفلام الراحل، وأن تقول عن أفلام ذات لغة سينمائية متطورة أنها بورتريهات شخصية! وانطلاقاً من احتجاجنا على تقييمكَ الذي قدمته بصفتك الشخصية، قدمنا احتجاجنا على أن تكون وأنتَ بهذه المقدرات النقدية مديراً عاماً لمؤسسة بهذا الحجم، ولها هذا الدور الحساس والمؤثر.

يقول السيد الأحمد أيضاً إن ما قاله في المقابلة لم يزِد على ما قاله لعمر أميرالاي رحمه الله. يتحدث الأحمد هنا وكأننا نتحدث على لسان الراحل أو باسمه، وهذا غير صحيح. فكونه قال لعمر أميرالاي ذلك فهذا لا يغير من الأمر شيئاً، ولا يُحَسِّن من رداءة التقييم الذي قدمه.

قال، أيضاً، إنّ البيان اقتطف من كلامه جملة ليست صحيحة وهي أنه قال إن السينمائيين السوريين لم يعرفوا نقل بيئاتهم المحلية، وحاول تصحيح المعنى بإضافة مثال. أولاً، بياننا لم يذكر ذلك، وثانياً، أقول للسيد الأحمد إن موقع اليوتيوب لم يعد محجوباً وبإمكانك أن تعود لتسجيل مقابلتك الموجود عليه، لتدرك أنك قلت ذلك بالحرف! أما بالنسبة للسينمائيين الذين ذكرتَهم، فكيف تأتى علمك النقدي بنظرية أن بونويل نقل البيئة المحلية الإسبانية؟! معظم أفلام بونويل كانت ناطقة بالفرنسية، كما أنه من مؤسسي السينما السوريالية. فقل لي بالله عليك، كيف اجتمعت عندك السوريالية بالبيئة المحلية؟!

يقول الأحمد إن "مساحات قبول الآخر غائبة تماماً" عندنا، وإنه لا داعي للبيانات والاعتصامات. أية اعتصامات؟! هل هناك معتصمون في أي مكان؟ أرجو أن يخبرَنا لنرى أننضم إليهم أم نقنعهم بالرحيل. من ناحية أخرى، صياغة البيان توضِح تماماً أن حديث السيد الأحمد عن الراحل عمر أميرالاي إنما هو مناسبة لإصدار هذا البيان وليس السبب.

ثم يرد على ما ورد في البيان من أن الإنتاج في المؤسسة قليل بأنها -أي المؤسسة- ستنتج هذا العام خمسة أفلام. طيب يا سيدي، سننتظر ونرى إن كانت المؤسسة "سـ" تنتج فعلاً خمسة أفلام. ولكن، بصراحة، كلنا شك في ذلك، حيث إنك في كل عام تقول الكلام نفسه، ثم تخرج علينا بفيلم أو اثنين، لا يُعرضان إلا في المناسبات الخاصة، التي تحبها كثيراً على ما يبدو.

ثم يرد أيضاً على نقطة تراجع مستوى الأفلام، مورداً أمثلة على بيع تلك الأفلام والمقالات التي كتبت عنها. كل الأفلام تباع يا سيدي، سيئة كانت أم جيدة، وكل الأفلام يُكتَب عنها. ونحن لا نقول إنه ليس هناك استثناءات قليلة من الأفلام التي أنتجت أثناء توليك المنصب.

رد السيد الأحمد أيضاً على ما ورد في البيان عن الفساد الإداري والمالي، ونحن لم نورد أمثلة، بل قلنا إن الأخبار متواترة، وهذا مُثبتٌ في عدد كبير من المقالات والتحليلات المكتوبة في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت.

ينتقد السيد الأحمد أيضاً موقف المخرج نبيل المالح من مؤسسة السينما، وهذا لا نرد عليه، بل يرد عليه السيد نبيل المالح بنفسه إذا شاء.

أعود إلى قولٍ ورد في منتصف المقال: " كل يوم يطلب مني مائة طلب ربما أستطيع تنفيذ عشرة منها أصحاب الطلبات الأخرى يغضبوا من محمد ويشتمونه"، وفي هذا غمزٌ غير مقبول بأننا أصدرنا هذا البيان لأنه لم يُلبِّ لنا طلبات. مع العلم أنني من المشاركين في صياغة البيان، وأنني لم ألتقِ بالسيد الأحمد قط، ولم أطلب منه طلباً قط. وحتى لو كان الأمر كذلك، فهل الـ 500 شخص، من سينمائيين وممثلين وصحفيين ومحامين ومهندسين وطلاب ومهتمين بالشأن الثقافي ومواطنين عاديين، الذين وقعوا على البيان حتى لحظة كتابة هذا الرد، هل

هؤلاء كلهم لديهم طلبات من السيد محمد الأحمد ولم تُلبَّ تلك الطلبات؟

أما بالنسبة لقول السيد الأحمد: "الله يلعن الإدارة التي تعمل مشاكل بين الناس"، فلا أقول له إلا: صدقت!

غسان زكريا

كاتب سيناريو ومخرج مستقل، من الموقعين على البيان