2012/07/04

   	فيروسات المشاهير تحت أضواء الجمهور والأطباء
فيروسات المشاهير تحت أضواء الجمهور والأطباء

البيان

انشغلت مصر مثل سائر دول العالم بظهور فيروسات غريبة وأمراض عجيبة هزت العالم مثل أنفلونزا الخنازير والطيور وبعض الفيروسات التي تضرب بقوة في أماكن مختلفة من جسد الإنسان، وأخيرا تبلغ الرأس الذي من المفترض أن يتمتع بحماية إلهية نادرة..

وأكثر ما يثير الفزع في مصر أن أغلب الذين يتعرضون لمثل هذه الفيروسات هم من المشاهير في الأدب والفن مثل الدكتور نصر حامد أبوزيد الذي فقد حياته بسبب تعرضه لفيروس نادر، والفنان طلعت زكريا الذي أنقذته العناية الإلهية بعد جولات مكوكية من أجل العلاج بين القاهرة وباريس، وأخيرا الفنان سعد الصغير الذي عانى كثيرا خلال الفترة الأخيرة من الإصابة بفيروس غامض قبل أن يتماثل للشفاء.

الحالات السابقة تجعل السؤال يطرح نفسه تلقائياً: هل التفكير الكثير والمجهود المستمر للمفكرين والمبدعين هما سبب الإصابة بهذه الفيروسات المجهولة التي لم يتوصل الأطباء لأي نتائج يمكن أن تساهم في علاجها أو معرفة أصلها؟ وماذا عن هذا الشبح خاصة في ظل الفشل الذي صاحب المرحلة الأولى من البحث والتشخيص بعدم معرفة طبيعة هذه الفيروسات أو نوعها أو كيف تخترق جسم الإنسان دون أن يشعر ودون أن يستطيع كبار الأطباء والمشخصين في العالم الوصول إلى ما يمكن أن يشكل أرضية للمرحلة التالية وهي تحديد العلاج أو وسائل الإنقاذ لحياة البشر الذين يبتلون بمثل هذه الأمراض؟!

يقول الأطباء إن بعض هذه الفيروسات يقوم بتدمير كامل لكل خلايا المخ بعد ارتفاع كبير في درجات الحرارة ثم انهيار وتدهور كل وظائف جسم الإنسان ومن ثم الوفاة، وهناك فيروس آخر يبدأ بارتفاع درجات الحرارة وقيء مستمر ويضرب المخ ومن ثم يفقد الإنسان الذاكرة واحتمالات النجاة منه ضعيفة.

لكن الدكتور علاء العزازى، أستاذ المخ والأعصاب بمستشفى عين الشمس التخصصي، أكد أن هناك تطورا كبيرا تشهده الوسائل التشخيصية حالياً، وأيضاً هناك علاجات عامة مضادة للفيروسات تساعد كثيراً مثل لقاح MNIR وهو مضاد للفيروسات التي من الممكن أن تحدث التهاب الدماغ، وأشار إلى أن هناك شكلين لإصابة المخ أو التهاب الدماغ، وحتى مثل هذه الإصابات إما أن تكون إصابة مباشرة في المخ ويكون الفيروس في هذه الحالة قد هاجم الدماغ والنخاع الشوكي مباشرة، أو أن تكون الإصابة بشكل فردي أو عبارة عن وباء، وقد تنتقل الإصابة لاحقاً إلى المخ، وفي حالات نادرة تكون الإصابة جرثومية وليست نتيجة فيروس.

وكشف العزازى أن هناك بالفعل فيروسات غامضة تصيب الجهاز العصبي، وهذه ليس لها علاج محدد إلا إذا تم اكتشافها بسرعة، وتم العمل مباشرة على تقوية جهاز المناعة، وقال: لكن هذا المرض يصيب النساء أكثر من الرجال، وأضاف: أكثر ما حير الأطباء التشابه الكبير بينه وبين أمراض كثيرة مما جعل عملية التشخيص صعبة؛ لأن مثل هذا الفيروس يصيب أكثر من مكان ليطلق على هذا النوع التصلب العصبي المتناثر.

وأشار إلى أن إصابة المخ والتهاب الدماغ عادة ما تكون بسبب إصابة فيروسية وتظهر بأعراض تشابه الأنفلونزا الشديدة، ويظهر ذلك من خلال ارتفاع درجات الحرارة والصداع، وتتطور الإصابة لتحدث اضطرابات في الحالة العقلية مثل نقص الوعي وعدم التعرف على المحيطين والغيبوبة، منوها بأن شراسة الفيروس يمكن أن توصل الحالة إلى الوفاة.

ورأى أنه في مثل هذه الحالات يجب إسعاف المريض بأسرع ما يمكن وتقديم كل الخدمات الطبية العاجلة حتى لا تسبب الحالة التهابا للدماغ، وتتفاقم لتصل إلى فقدان الذاكرة والصداع، وبعض التغييرات الشخصية والسلوكية، وقال إن التهاب الدماغ يصيب كل الأعمار.

فيما حذر الدكتور عبداللطيف عثمان، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بطب القاهرة، من الإصابة بمرض التصلب المتناثر، موضحا أن هذا المرض يجعل جهاز المناعة يتخلى عن مهمته في الدفاع عن الجسم ويتحول إلى مهاجمة نفسه، مشيرا إلى أن أعراض المرض تأتي في نوبات متكررة وغير محسوسة ولن يحس المريض بأعراض المرض إلا بعد 10 إلى 15 يوما تأتي في أشكال مختلفة مثل عدم القدرة على المشي أو زغللة في العيون أو نوبات صداع أو تنميل في الأطراف وبعدها يصل إلى عدم اتزان الحركة أو عدم انتظام البول.

لكن الدكتور وليد مرسي، الأستاذ المساعد بقسم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث في مصر، أكد أن هناك فيروسات معروفة وتتم مراجعتها لمعرفة تطورها ونموها وكذلك معرفة ما إذا كانت هناك سلالات جديدة، وحول ما إذا كانت هذه الأمراض تصيب المشاهير بشكل أكبر قال مرسي: هناك أمراض للفيروسات النادرة دور فيها مثل مرض الشلل الرعاشي أو باركنسون الذي أطلق عليه هذا الاسم؛ نسبة إلى مكتشفه جيمس باركنسون، وهذا المرض يوجد في الرجال أكثر من النساء 2 إلى 3، ومعدل عمر المريض عند ظهور الإصابة لديه يكون في الخمسين، ولكن أيضاً يمكن أن يصيب صغار السن أي قبل الأربعين بنسبة 10%، لأن نسبة هذا المرض تزيد مع تقدم متوسط العمر.

وقال: هناك فيروسات عديدة ولكن أهمها في مصر هو فيروس مرض الأطفال وتم علاجه تماماً، وهذا الفيروس يدخل إلى جسم الإنسان عن طريق الفم، وهناك توعية بالتطعيم ضد المرض.