2012/07/04

كتّاب   السيناريو    السوريون ...هل ستحميهم نقابة؟
كتّاب السيناريو السوريون ...هل ستحميهم نقابة؟

خاص بوسطة- تحقيق:فاديا أبو زيد

احتجاجات كثيرة أطلقها كتاب السيناريو السوريون في الموسم الفني الفائت، هي جزء من أزمة صناعة الدراما في سورية، هذه الصناعة التي مازالت تراوح مكانها دون قواعد أو نظم تضمن حقوق العاملين فيها، لاسيما الكاتب الذي "يتعرض لاعتداءات كثيرة" مادية ومعنوية، تجعله الحلقة الأضعف، بينما هو أساس العمل الدرامي، ينتهي دوره، ويسقط حقه في النص، منذ اللحظة التي يوقع فيها عقد البيع، مثلما يسقط اسمه سهواً أو عمداً من إعلانات المسلسل، والريبورتاجات الإعلامية.

خطوة، تحمس لها البعض، والبعض الآخر لم يفعل، حملت مبادرة، دعت إليها مجموعة من كتاب الدراما السورية، لتأسيس نقابة لهم، يستظلون بها، وتحميهم في عالم مهنة باتت تغص بالدخلاء والسماسرة، وتضج بمخاطر انتهاك الحقوق الأدبية والأخلاقية للكاتب.

هل أسهم الإعلام في تنحية الكاتب جانباً؟ هل ستحمي هذه الخطوة الكاتب؟ وهل هناك اقتراحات أخرى، أكثر جدوى؟

آراء متنوعة يمكن رصدها.. لكن، ومع إلحاح هذا الموضوع وأهميته، اعتذر بعض ممن تم التواصل معهم عن إبداء الرأي، وآخرون تحدثوا مطالبين بعدم النشر، إلا أن رسالة، سأذكرها بالعامية كما وردت، وستظل برسم عدم التعليق: «اتركيني لشغلة محرزة غير التحقيقات!».

هاني السعدي: أريد أن أحمي نصي من المخرج!

أحد المبادرين والمشتغلين بجدية في البحث عن أية مؤسسة أو هيكلية تحمي الكتاب، وتضمن لهم حقوقهم عند المنتج والمخرج، هو الكاتب هاني السعدي الذي واجه هذا العام مشكلة لا تحدث إلا نادراً مع يوسف رزق الذي اشترى منه عمل "سفر الحجارة"، ولم يعطه أجره حتى الآن، بل يطلب من أجل المصالحة أن يصرح السعدي في الإعلام أن يوسف رزق "لم يلعب بالنص".

ورداً على هذه الحادثة التي واجهها الكاتب السعدي مع رزق للمرة الأولى بعد أعمال عديدة قاما بها معاً، قرر تسجيل نصه الجديد في حماية حقوق الملكية: «ليس خوفاً على النص من السرقة، ولكن كي أمنع المخرج من التصرف بالنص، خاصة في نص موثق كسفر الحجارة»، ويضيف ساخراً: «فوجئت عندما رأيت في العمل أربعة "سوبرمانات" أو خمسة، لو كانوا موجودين حقاً لحررنا فلسطين منذ زمن».

ويرى السعدي أن من حق الكاتب أن يحمي نصه، وألا يصبح هذا النص عرضة للتطويل، أو التقصير، أو الحذف، دون استشارة الكاتب: «سبق لي أن كنت أعدل في بعض الأحيان بناءً على طلبه، كتطويل دور ابنه أو زوجته، لكن ذلك كان يحدث بعد التشاور والاتفاق، وفي مثل هذه الحالة، ليس أمام الكاتب إلا الدعوى القضائية، وهي تأخذ وقتاً طويلاً، لكنها الحل الوحيد. نحن في صدد مصالحة قريبة يمكن أن ننهي بها المشكلة، لكن وجود "اتحاد كتاب سيناريو"، أو "نقابة" أو أي هيكلية، يمكن أن يحمي الكاتب».

وعن الخطوات الإجرائية، فإن خطوة عملية تحققت على الأرض بعد أن: «أبدى سيادة الرئيس بشار الأسد دعمه، واهتمامه بمشروع "نقابة كتاب السيناريو السوريين"، وطلب مني تقديم دراسة، وبناء عليه اجتمعنا، نحن مجموعة من الكتاب، لوضع المبادئ الأساسية للنقابة، وكُلِّفَ الكاتب خالد خليفة بكتابتها، وقمت أنا بتسليمها إلى مكتب السيد الرئيس في القصر الجمهوري، وكلنا أمل أن يصدر المرسوم الجمهوري الخاص بـ "نقابة كتاب السيناريو السوريين" قريباً».

نجيب نصير: الأجدى هو الالتحاق بنقابة الفنانين!

ربما لن يصادف كاتب بحجم نجيب نصير ما يصادفه الكتاب العاديون، بحكم تجربته وخبرته الطويلة في الدراما السورية، وفي كتابة النص التلفزيوني الاجتماعي الواقعي: «لست متحمساً لهذا الاتجاه، ولكن في الوقت نفسه، عليّ أخذ رأي زملائي بعين الاعتبار، فحقوق الكتاب ليست واضحة تماماً، والعقود التي يبرمونها حسب العرض والطلب، هي عقود إذعان، ومطالبتهم بأن يكون لهم نقابة، من حقهم، ولكن لن يكون للنقابة أي دور في ظل حالة حقوقية غامضة كهذه، فليس لشركات الإنتاج كيان قانوني تفصيلي، إضافة إلى أن عقودها ليست اختصاصية».

ويضيف: «ربما من الأجدى الالتحاق بنقابة الفنانين، ولكن النقابة على ما يبدو تجهل أن هناك كتاباً هم حجر الأساس في صناعة الدراما التلفزيونية، أما اتحاد الكتاب، فإنه يرفض وجودنا بين ظهرانيه، لأننا نكتب بالعامية، أو ربما لأنه ما ثم اختصاص يدعى كتابة السيناريو في جمعياته، لأنه يفترض أننا نبصم كالأميين ولا نكتب. كما أن هناك كماً هائلاً من النتائج المتوقعة من تأسيس كيان كهذا، ابتداء بتعريف كاتب السيناريو، وهي معضلة كبرى، إذا ما فكرنا فيها.. أليس كذلك؟».

عدنان العودة: أرى نفسي كاتباً مدللاً!

صاحب "فنجان الدم"، وأعمال كثيرة، سينمائية وتلفزيونية ومسرحية قادمة، وأحد المشاركين في تأسيس نقابة للكتاب، يرى أن الكاتب، وعلى الرغم من أنه العنصر الأهم في الدراما، لم يستطع تحصين نفسه قانونياً في ظل غياب القواعد التي تعطي الكاتب حقه. ويضيف: «لا أريد أن أتكلم من موقع الكتاب، لأنني شخصياً أرى نفسي كاتباً مدللاً في الدراما السورية، وفي رأي، إن هذه الدراما ليس فيها مشكلات كتاب لا يأخذون حقوقهم فقط، ولكن ثمت مشكلة أساسية تواجه كل المشتغلين فيها، وهي أن هذه الصناعة صناعة غير مبوبة، ولا مقوننة، وليست مقسمة إلى نقابات أو اتحادات، وهذا سيفرز، بطبيعة الحال، مجموعة من المشكلات التي تطول الجميع، والكتاب منهم، فلا توجد نقابة للكتاب، مثلما لا توجد نقابة للمخرجين، أو مصممي الديكور، أو المنتجين..».

ويرى العودة أن الكتاب يواجهون مشكلة أخرى، هي عدم وجود كاتب ثابت: «فمعظمهم يعملون عملاً أو عملين ثم يختفون. ما يقارب عشرة الكتاب هم المستمرون فقط، وهم من يسعون حقيقة لإحداث نقابة أو اتحاد له علاقة بالكتاب». أما عن الخطوات الفعلية على أرض الواقع في اتجاه تأسيس نقابة، فإنه يقول: «منذ سنتين، ونحن نحاول في هذا المشروع، ومنذ مدة قريبة، بدأنا نأخذ خطوات جدية، وكان اجتماعنا الأول بحضور ما يقارب عشرة الكتاب. وضعنا النظام الداخلي للنقابة، وبعضنا يتابع الموضوعات الإجرائية، لأن هذه الخطوة تحتاج إلى مرسوم جمهوري».

إيم!ان السعيد: على الكاتب ألا يقدم تنازلات

تقول صاحبة "سحابة صيف": «كنا نطالب، ونحن في المعهد العالي للفنون المسرحية، بأن يرفق بندٌ للكتاب في نقابة الفنانين. صحيح أن الكتابة عمل إبداعي، لكن، في النهاية، يجب أن تكون هناك مظلة يستظل بها الكاتب، فهناك اعتداءات كثيرة تقع على الكتاب من بعض شركات الإنتاج، لاسيما المنتج التاجر الذي يتاجر بالدراما كما يتاجر بأي مادة استهلاكية أخرى».

ومن ناحية أخرى، تقول: «على الكاتب ألا يقدم تنازلات، وأن يحذر من الشركات ذات السوابق في سوء معاملة الكاتب. ولكن، في النهاية، على الكاتب أن يتحمل تبعات خياراته، ويتحصن بأقل قدر من الحقوق المتاحة، لاسيما في العقد، لأنه شريعة المتعاقدين، ويمكن تغيير بنوده حسب الرغبة، كتحديد الدفعات المالية، وكيف ستسدد، وغير ذلك».

وتضيف: «أنا أتأنى في الاختيار كي لا أقع ضحية مثل هذه الحوادث التي ليس هناك مجال لضمان عدم وقوعها في ظل صناعة درامية غير حقيقية، على عكس مصر التي تملك أصولاً مهنية وحقوقية في هذا المجال. هناك حقوق معنوية للكاتب يجب أن يحصل عليها، كحقه في الدعاية والإعلان، وأن يظهر اسمه بشكل قوي على الشاشة مثلاً، وإن الإعلام الذي يتجاهل الكاتب، ويأتي اهتمامه به في آخر السلم، يسهم في ضياع هذه الحقوق، كما حدث حين سمعت الإعلان عن فيلمي مع نجدت أنزور في الراديو دون أن يذكروني. والفنانون أيضاً يتجاهلوننا تماماً عندما يتحدثون عن العمل، فمنذ مدة استلمت إحدى الفنانات جائزة عن "سحابة صيف"، فذكرت المخرج، وتكلمت عن دورها في تأدية الشخصية، وكأن هذه الشخصية هبطت عليها من السماء، وهي التي ألفتها، ولم يكتبها كاتب، وأنهت اللقاء دون أي إشارة إلي!».

وترى السعيد أن هناك نوعاً من الكتاب: «مطلوب، ومحمي باسمه، فلا يواجه مثل هذه المشكلات، كالكتاب: فؤاد حميرة، وريم حنا، ونجيب نصير.. وهناك كتاب آخرون يستظلون بضمان مخرج قوي، أو بضمان شركة إنتاج ذات أخلاق مهنية ولو في الحد الأدنى، ومع ذلك فهناك دائماً مساحة خطر، بسبب انتفاء وجود حماية حقيقية للكاتب».

رامي طويل: مطلوب صيغة عقد موحدة!!

صاحب "صراع المال" الذي أُنتِجَ في الموسم الماضي، و"الهروب" الذي ينتجه التلفزيون السوري في هذا الموسم، يرى أن: «هناك أزمة في القطاع الخاص الذي لا يزال دون تقاليد، أو لا يريد أن يؤسس تقاليد»، على عكس التلفزيون السوري كقطاع عام، حيث يعده "طويل" «مؤسسة عريقة ذات "تقاليد مهنية واضحة، بغض النظر عن السلبيات التي شابت عملها في السنوات السابقة، لكنها تضمن حقوق الكاتب المعنوية والمادية، ويلقى فيها كل الاحترام الذي يريده دون أن يضطر هذا الكاتب للتنازل أمام رأس المال التجاري»، ويضيف: «أؤمن بوجود مرجعية، عندما يكون لدينا تقاليد عمل واضحة، لكن في ظل غياب هذه التقاليد، فليس ثمة طائل يرجى من تأسيس تجمع خاص بالكتاب، لأنه، وعلى حد علمي، أنشئت النقابات من أجل الحفاظ على حقوق أعضائها، وحتى الآن لم تستطع هذه النقابات أن تُعِينَ أعضاءها بأكثر من الراتب التقاعدي!».

ويتساءل: «مِمَّن أريد أن أحمي نفسي؟ من شركات الإنتاج؟ هل لشركات الإنتاج تقاليد عمل واضحة، يمكن أن تخضع للضبط في حال وقع لغط؟ ليس لها مثل هذه التقاليد، هناك فقط عقد "بيع /شراء"، وهو عقد تنازل، يوقع الكاتب عليه بإرادته، وهو يعرف مسبقاً بوجود شروط مجحفة، وعليه أن يتحمل مسؤولية خياراته. لكن هل ثم خيار غير هذا الخيار الذي تطرحه شركة الإنتاج؟ لا! أعتقد بأنه يجب المطالبة بصيغة عقد موحدة، يوقع عليها كل الكتاب في أي شركة إنتاج».

ويعتقد "طويل" بأن: «كاتب الدراما السورية، لم يستطع حتى الآن أن يحصل معنوياً على ما يوازي جهده المبذول في العمل, وهذا يعود إلى غياب أخلاقيات المهنة التي ستمنع أي جدوى من وجود أي هيئة لحماية الكتاب. فالإعلاميون يساندون الممثل النجم أو المخرج النجم، ولدى كل من يكتبون عن الدراما في سورية ما يشبه عقدة النقص تجاه كتاب الدراما, ولدى معظمهم حلم بدخول هذا العالم. وفي المجمل، نحن نعاني من عقد نقص تجاه الآخرين، فلكتاب القصة القصيرة عقدة نقص تجاه كتاب الرواية، وللروائيين تجاه الشعراء، وللشعراء تجاه السينمائيين.. إلخ. أما الممثل فلديه عقدة نقص تجاه الكاتب الذي يمثل له صورة المثقف، وبالتالي لا يملك الممثل السوري حالة الإبداع التي تتيح له الاعتراف بأنه أداة في عمل جماعي، ولذلك يصر على تغييب اسم الكاتب، وفي بعض الأحيان اسم المخرج، وبالتالي ينسب أي نجاح لأي شخصية يلعبها إلى نفسه وجهده فقط بغض النظر عن القيمة الفكرية للشخصية التي أبدعها الكاتب، وبغض النظر عن الرؤيا الإخراجية التي ساعدته على الوصول بهذه الشخصية إلى النجاح، أما الإعلامي بوصفه المروج الأول والأخير للعمل التلفزيوني، فإنه يحاول أن يصعد على نجومية نجوم الدراما بالتطبيل والتزمير لممثل دون آخر، مع العلم أنه ليس المطلوب من كاتب الدراما أن يكون نجماً، فالنجومية حالة ضد الإبداع، من هنا، وحفاظاً على القيمة الفكرية للكاتب، عليه أن يتجنب النجومية، ويظل بحثه قائماً فقط للوصول إلى أخلاقيات مهنة، تحقق له الحفاظ على حقوقه المادية والمعنوية، وتسهم في استمراره في هذا العمل الجماعي الذي يشكل الكاتب أحد أركانه الأساسية».

فايز بشير: كتاب يبيعون نصوصهم من دون اسم!

كاتب "رجال الحسم": «لم أدع إلى اجتماع الكتاب، وغيري كثيرون، لكنها ليست مشكلة، المهم أن يتم إنشاء النقابة التي كنا نفكر فيها منذ زمن، قبل أن يأخذ العمل شكله الرسمي. نحن في حاجة إلى ضمان لكتاب السيناريو، لأننا لا نُقبَلُ في اتّحاد الكتاب أو في نقابة الفنانين، ومن ثم فنحن في حاجة إلى مرجعية خاصة بنا. إنها فكرة جيدة وعظيمة، فيها فائدة للكتاب وللدولة في الوقت نفسه».

وعن تصوراته حول الدور المأمول لعمل النقابة، يقول: «تستطيع النقابة أن تدافع عني فيما لو تعرضت لأي اعتداء على حقوقي. كما يمكن أن تختصر الطريق المتعب الذي يتكبده الكاتب، من وزارة الثقافة إلى وزارة الإعلام، كي يثبت نصه في النقابة، خصوصاً أن هناك مجالاً مفتوحاً لسرقة النص، لأننا نقدم خمس حلقات مع ملخص، ومن ثم يسهل على أي جهة أن تكمل العمل بناء على نصي وتنسبه إلى نفسها في المستقبل، عندما يصبح تسجيل النص لديها».

ويضيف: «يجب أن يكون داخل النقابة جهاز رقابة من الكتاب أنفسهم، وأن يكون هناك تغيير دوري لهذا الجهاز حتى لا نقع فيما قد تقع به المؤسسة الرسمية. يستطيع هذا الجهاز أن يقرر، هل هذا النص صالح أو غير صالح، حتى إن كان مقدماً من كتاب مبتدئين. وأتمنى، عندما تصبح النقابة قائمة، أن تقوم بجرد مرة أو مرتين للكتاب الذين يكتبون أول مرة.. فالكتاب هم الأجدر بتقييم النص، لأن رقابة التلفزيون تقيم من زاوية سياسية أو غير سياسية، فيتم حذف من هنا، وحذف من هناك، كما أن هناك ممنوعات و"تابوات"، مازلنا نجهل كيف تطبق عندما نشاهد عملاً تلفزيونياً فيه الكثير من الأشياء التي كنا نظن أنها "تابوات"، فما نريده أن يتم تقييم النص كإبداع، وبالتأكيد، لا نستغني عن رقابة التلفزيون، لكننا نريد رقابة أدبية على النص، ورقابة فكرية، بمعنى: هل هذا النص صالح، ويرتقي بالدراما؟ أو أنه مجرد كلام وثرثرة..».

سمسرة!

أشكال مؤذية، تُلاحَظُ في عالم الكتاب، نسمع عنها منذ زمن، كسرقة نصوص الكتاب الذين يقومون بتقديم شكاوى، ويصرخون دون أن يسمعهم أحد. وقد تشكلت في المدة المنصرمة مجموعة من "السماسرة"، معظمهم من الصحفيين، يتقاضون مبالغ مادية أو نسبة من ثمن النص لقاء خدمات يقومون بها لتسهيل عملية البيع، وهناك لجان قراءة تقرأ النصوص المقدمة، وتنتخب محاور درامية معينة، وتكلف أحدهم بكتابة نص عن هذه المحاور، وبدوره يوزع الكاتبُ المُكلَّف هذه المحاورَ على عدة كتاب يعرفهم، ويقوم هو في النهاية بتعشيقها، فيصبح لدينا عمل منجز مسروق من عدة أعمال، كتبها أناس تقاضوا النزر اليسير عن جهدهم، وأسماؤهم تبقى مجهولة.

فوجئت كما سيفاجأ الكثيرون، أن نصوصاً كثيرة شاهدتها، ليست للكتاب الذين نقرأ أسماءهم على الشاشة، وإنما هي نصوص كاملة باعها كتاب آخرون لأسباب معينة، وقبضوا ثمنها مبالغ تراوح بين ثمانين ألف ليرة سورية، ومئتي ألف، في الوقت الذي يصل فيه سعر السيناريو إلى مليوني ليرة. هذا ما فجره الكاتب فايز بشير، وأنا في صدد الحديث معه عن رأيه في "نقابة كتاب السيناريو"، والذي يتمنى منها لاحقاً أن تدافع عن هؤلاء الكتاب، لأنهم مبدعون حقيقيون ومظلومون:

«نقطة أخرى أريد أن ألفت النظر إليها، وهي أنه لدينا كتاب كثر مغمورون، يبيعون نصوصهم بأسعار بخسة جداً، ويشتريها كاتب ما، ويعدل قليلاً، أو لا يعدل، ويبيعها باسمه. وفي حوزتي الآن نص من هذا النوع، بعثه إلي أحدهم كي أشتريه، وفي المناسبة، هو نص جميل. كما أننا نلاحظ في عمل ما بعد عرضه، أنه كُتِبَ في نهايته: "إلى اللقاء في الجزء الثاني"، ولكننا بعد ذلك لا نرى الجزء الثاني. لماذا؟ لأن الكاتب الحقيقي اختلف مع الكاتب الوهمي، فلم يكتب الجزء الثاني. إن هذا الكاتب الوهمي عندما كان يقدم نصه إلى التلفزيون، كانت رقابة التلفزيون ترفضه، من هنا أرى أن وجود رقابة في "نقابة الكتاب" القادمة يعد فرصة لأولئك الكتاب كي يقوموا بنشر نصوصهم باسمهم، ومن ثم يساعدهم لأنهم مبدعون، ومن حقهم أن يتأهلوا ليصبحوا كتاب دراما موجودين في أرض الواقع».