2012/07/04

مايكروسوفت ماضية في حربها ضد غوغل..
مايكروسوفت ماضية في حربها ضد غوغل..

  بوسطة-وكالات أنباء عالمية (تقرير إخباري) يبدو أن مايكروسوفت سترمي بكل الأوراق المتاحة لها لجعل محرك البحث العملاق (غوغل) محدوداً قدر الإمكان، فهاهي تدخل في مفاوضات مع روبرت مردوخ لسحب المحتوى الإخباري لشركته (نيوز كورب) من على محرك البحث العملاق، بمعنى أن المستخدم لو أراد الدخول إلى محتوى تابع لـ (وول ستريت جورنال) مثلاً وهي من الصحف التابعة لإمبراطورية مردوخ، لن يتمكن من هذا، طبعاً في حال وصل اتفاق مايكروسوفت مع مردوخ إلى بر أمان. لأن الأخير سيجعل مواده الإخبارية بالكامل حكراً على محرك البحث التابع لمايكروسوفت (بنغ)، وعلى المستخدم أن يدفع مقابل الحصول على هذه الخدمة.   يقول روبرت مردوخ إنه يريد فعلاً أن يدفع مستخدمي الشبكة إلى الدفع مقابل الحصول على أخباره، والأمر لا يقف عنده، (النيويورك تايمز) مثلاً عادت مرة أخرى للبحث عن وسائل للحصول على المال مقابل نشر الأخبار على الشبكة الدولية. وتفكر جدياً بسحب محتواها الإخباري من (غوغل) و(ياهو)، وهذا طبعاً بعد تجربة مرت فيها نفس الصحيفة سابقاً وطالبت بدفع مبالغ محددة مقابل محتوى معين (الأعمدة والتعليقات)، وكانت النتيجة أن الصحيفة العملاقة لم تصمد لأكثر من ستة أشهر في هذه التجربة وعادت لفتح موقعها مرة أخرى للاستخدام المجاني.   ما يعنينا هو أن مايكروسوفت عادت للتلويح بالدفع مقابل الحصول على حق احتكار نشر الأخبار وسواه من المواد الممتلكة من قبل ناشرين محددين. وهي فعلاً، أي مايكروسوفت، لم تقف على عتبة روبرت مردوخ فقط، بل تجاوزته متصلة بأكثر من ناشر للوصول إلى نفس الهدف.   العارفون ببواطن الأمور، ومنهم ناشر تم الاتصال به من قبل مايكروسوفت لنفس الغاية، يقولون إن محاولة الحد من انتشار (غوغل) هو الغاية من كل هذه الحركة.. طبعاً الناشر لم يصرح باسمه كون الأمر ما زال في طور التفاوض الآن، معه ومع مردوخ، وغيرهما أيضاً.   السؤال، هل تحاول مايكروسوفت، ومن خلال اندفاعها لـ "تحطيم" غوغل، أن تتجاوز قانوناً طالما أشار إليه مؤسسها (بل غايتس)، وذلك في كتاب نشره في النصف الأول من التسعينيات وتحدث فيه عن تجربته.. الكتاب بأكمله كان يدور حول محور واحد، وهو أنك إن أردت أن تحقق النجاح الذي حققته أنا، أي (غايتس)، فما عليك إلا أن تقرأ الغد بطريقة صحيحة، والغد حسبما فهمه (صبي هارفرد) في ذلك الوقت كان للكومبيوتر الشخصي، ومن أجله ترك جامعته وتفرغ لإدارة حلمه.. وفعلاً كان رهانه في محله، وصعد به إلى المرتبة الأولى في قائمة (فوربس) الشهيرة، وأبقاه هناك سنين طوال..   غايتس وفريقه في مايكروسوفت يفعلون العكس الآن، ويعجزون عن قراءة الغد بدون ركام (غوغل)، وهذا مستحيل.. ليس لأن (غوغل) ستصمد، بل لأن من سيدفع في النهاية لجذب مردوخ وسواه من كبار الناشرين الدوليين إلى محرك بحث مايكروسوفت الذي سيحتكر نشر موادهم عبر الشبكة الدولية، هو مستخدم الشبكة.. وهذا الأخير أثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أنه غير مستعد للدفع.. بل إن وصول الأمر إلى درجة أن يصبح مطالباً بالدفع مثلاً، مقابل الافتتاحية التي تعوّد على قرائتها يومياً، سيجعله يبحث عن افتتاحية أخرى في مكان آخر، ودائماً بدون أن يدفع.. ليس لأنه بخيل، بل لأن الشبكة ما انتشرت بهذه السرعة المرعبة وبات البحث فيها عادة يومية عند مئات ملايين البشر، إلا لأنها مجانية، والأهم أنها تفاجئك بجديد ومدهش يومياً، لدرجة أن الباحث عن افتتاحية بديلة في مكان آخر، قد يجد ما هو أفضل مما اعتاد عليه في صحيفته اليومية التي يحررها "كبار" لن يلبثوا بدورهم أن يحتجوا على قرارات إداراتهم التي أفسحت المجال "للمواهب المغمورة" بالصعود بسبب "تغييبهم" عن الشبكة من أجل حفنة من الدولارات ستدفع لاحقاً ولكن عن طرق أخرى غير طريق المستخدم.