2012/07/04

ما الذي اختارته الفضائيات لليلة رأس السنة؟!
ما الذي اختارته الفضائيات لليلة رأس السنة؟!

خاص بوسطة- رامي باره


إن كان هناك قسم من الجمهور يُفضل قضاء ليلة رأس السنة في اجتماع أفراد العائلة في أحد البيوت أو في أحد المطاعم، فمازال هناك قسم كبير منه يرغب بتمضية هذه الليلة المميزة بالتسمر أمام الشاشة الصغيرة ليحظى بمشاهدة متفردة خصته بها بعض الفضائيات خلال توديع الساعات المتبقية من عام 2010 واستقبال اللحظات الأولى من العام الجديد.

اقتصاد واضح في الانتاج البرامجي


بعض الفضائيات العربية تفننت ببراعة لتقتنص هذه الفرصة في سبيل جذب أكبر عددٍ من المشاهدين و(المعلنين) في هذه الليلة الاستثنائية، بينما فضلت فضائيات أخرى أن تكون أكثر توفيراً واقتصاداً تحت وطأة التقنين، أو اعتقاداً منها بابتعاد الجمهور عن متعتهم المفضلة في مشاهدة التلفزيون خلال هذه الساعات، ونذكر منها على سبيل المثال بعض المحطات الإخبارية التي اقتصرت على التذكير بأهم الوقائع خلال العام الفائت لتقدم في ساعات متأخرة أو في اليوم التالي لقطات تسيجيلية من احتفالات مختلف الدول باللحظات الأولى من العام الجديد، وهذا الأسلوب انتهجته عدد من المحطات الأخرى ومنها محطة روتانا التي استعرضت أهم الأخبار الفنية التي حدثت خلال العام الفائت لتكمل سهرتها بإعادتها للقاء الإعلامية جمانا بو عيد بسلطان الطرب جورج وسوف.

بعض المحطات اللبنانية قدمت عروضها البرامجية الاعتيادية بإدخال بعض التفصيلات الخاصة برأس السنة، كزيادة عدد الضيوف أو إدخال بعض عناصر الديكور والإكسسوار الجديدة المرتبطة بفترة الميلاد ورأس السنة، ومنها البرنامجين (المتشابهين): lol على شاشة الـ otv، و"أهضم شي" عبر الـ mtv، بالإضافة إلى تلفزيون المستقبل الذي قدم فقرات من البرنامجين الكوميديين "نهفات" و"لا يمل" بفقرات خاصة برأس سنة، مع تعليقات خفيفة الظل تناولت موضوع التوقعات والتنجيم عبر الفضائيات الأخرى، وسخرت من أسلوب المونتاج المستخدم سنوياً وتحديداً في محطة الـ lbc لتأكيد وتأييد توقعات (المتنبئ) "ميشيل حايك".

منافسة حول التوقعات والفلك

حصة الأسد في ليلة رأس السنة كانت من نصيب التوقعات والتنبؤات، بحيث اجتهدت كل محطة في استضافت أحد نجوم التوقع أوالتنبؤ أوالتنجيم (ولا نقصد هنا الإساءة أو المدح في توصيف هذه المهنة)، وإن اختلفت أساليب التوقع من اعتماد الأبراج أو الأسماء أو الأرقام، فقد تميزت شخصيات قلة في خلق كاريزما خاصة دفعت المشاهدين للحرص على متابعتها، وعلى رأسها "ميشيل حايك" الذي قدم تقريراً مطولاً بتوقعاته للعام الجديد، بحيث تسمّر أمامه الإعلامي طوني بارود منتظراً بإنصات شديد أي توقع ملغوم أو مثير يتفوه به الحايك ليثير به بارود مجموعة من الأسئلة والاستفسارات.

أما الإعلامي طوني خليفة بعد انتقاله من شاشة الـ lbc إلى تلفزيون الجديد، حاول التعويض عن نوعية ضيفه السنوي "ميشيل حايك" بكمية المتوقعين الذين استضافهم في الـnew tv، وكان من بينهم متوقع سوري (يتنبأ بالأرقام والأسماء) توقع عام سيئاً للسيدة فيروز مفترضاً، دون توضيح، أنها من مواليد عام 1918؟!

أما الإعلامية والفلكية "ماغي فرح" فقد أحسنت التسويق لكتابها من خلال جلسة التوقعات التي أُعيد عرضها ليلة رأس السنة على فضائية الـ otv، فقد ظهرت كمتحدثة مسيطرة ذات شخصية سيادية وسط ثلاثة إعلاميين جلسوا منصتين لتوقعاتها منتظرين منها بين فترات تحدثها الطويلة أن تسمح لهم بطرح سؤالٍ خجول ومتواضع.

وما ميز ماغي فعلاً هو قدرتها على قراءة الدلالات النفسية ببراعة للضيوف الذين أعلنوا عن أمنياتهم للعام الجديد، موظفةً هذه البراعة في إرجاع تفسيراتها العميقة والمختزلة إلى الأبراج الفلكية للمشاهير المتحدثين.

ولكن الغريب في الأمر أن جميع التوقعات، وإن اختلفنا في وجهات نظرنا حول صحتها، تناولت الأحداث والتفاصيل التي يمكن أن تحدث في أشهر متأخرة من عام 2011 أو الوقائع التي يمكن أن تطال دول تقع خلف المحيطات الشاسعة، دون أن تستطيع أياً منها، ولو بإيحاء بعيد، التحذير من الانفجار الإرهابي الذي وقع في مصر بعد دقائق قليلة من بداية السنة الجديدة!.

النجوم محور لكسب الجمهور

استضافة نجوم الطرب والدراما كان الأسلوب المتبع في أكثر من محطة خلال سهرة رأس السنة لجذب جمهور، فقد قدم تلفزيون دنيا سهرة خاصة مسجلة استضاف بها كلاً من مصطفى الخاني وتولاي هارون والمغني سامر غابرو والفلكية نجلاء قباني والمغني اللبناني غدي.

وما ميز الحديث في هذه السهرة التي تخللتها بعض الفقرات الغنائية أنه كان ودياً حمل جانباً من الخفة والظرافة بأسلوب يتناسب مع مناسبة السهرة.

"سورية دراما" أيضاً قدمت سهرة خاصة مباشرة ضمت مجموعة من نجوم الدراما السورية وتخللتها بعض المسابقات الربحية، وفقرات متقطعة للتوقعات الفلكية بدت غريبة عن جو الحفل الصاخب.

أما محطة الـlbc  فقد تابعت سهرتها المباشرة التي أحياها عاصي الحلاني ورويدة عطية وجوزيف عطية حتى الصباح الباكر، ليظهر، في النهاية، الإرهاق الشديد على الإعلامي طوني بارود وهو يحاور الجمهور المتصل حول المسابقة التي قدمت مجموعة من الجوائز.

ورغم ذلك فقد كان البريق والتألق للحفلات والعروض المباشرة على حساب العروض المسجلة، وإن بثتها المحطات للمرة الأولى.

استثناء في اتحاد البث

الفضائية السورية، وأثناء سهرتها المباشرة التي أحياها كل من لورا أبو أسعد وسلمى المصري وعلي الديك وزهير رمضان ونانسي زعبلاوي، قدمت حدثاً استثنائياً باتحادها في البث مع التلفزيون القطري، بحيث ظهر ضيوف استديو دمشق كأسرة واحدة عبر شاشة واحدة مع ضيوف استديو قطر، وقد طغى هذا الاتحاد المميز في البث على الارتباك الذي بدى واضحاً فيما بعد عند توزيع مراسل التلفزيون السوري للجوائز على الجمهور في محافظة الحسكة بحالة من الفوضى وسوء التنظيم الشديد، وذلك رغم أن جوائز المسابقة لم تحمل المعجزات للجمهور فقد كان أفضلها تذكرة سفر (دون مصاريف إقامة) أو تذكرة إقامة لليلة واحدة في أحد فنادق سورية.

استعداد على صعيد الشكل وجفاف في المضمون

أما ما استغربناه فعلاً فهو تحضير بعض المحطات الفضائية لليلة رأس السنة على صعيد الفواصل والغرافيك الخاصة بالمحطة بأسلوب ملفت وكأنه تجعل الجمهور على أهبة الاستعداد للعروض التي ستُقدم في الساعات الأخيرة من العام المنصرم، ولكنها فجأتنا بأنها جعلت هذه الليلة بأقل من عادية بعد هذه التحضير، ومن هذه المحطات تلفزيون المشرق الذي لفتنا بغرافيك المحطة الخاص بفترة الأعياد خلال الأيام التي سبقت بداية العام، والذي جاء منسجماً مع الألوان والطابع الذي اختارته المحطة من بداية إطلاقها، ثم جاءت ليلة رأس السنة لتقديم مسلسلات وأفلام المحطة الاعتيادية وكأن تلفزيون المشرق لم تكن له علاقة ببداية العام.