2012/07/04

منى واصف.. نجمة أكبر من الألقاب
منى واصف.. نجمة أكبر من الألقاب

بوسطة - يارا صالح


أعربت الفنانة القديرة منى واصف عن إعجابها بالألقاب التي مُنحت لها عبر مسيرتها الفنية، مشيرة إلى أن أحب الألقاب إلى قلبها هو "عقد الماس العتيق"، وهو اللقب التي توج خمسين عاماً من مسيرة عملها الفني، واستحقت عنها وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وحظيت بتكريمٍ رسمي وشعبي لم تحظ به فنانة سورية من قبل.

وفي مقابلة مع CNN بالعربية تنشر على جزأين، قالت واصف: «عقد الماس العتيق.. أحببت هذا اللقب، لا أدري لماذا؟ ربما لأنه يعيدني بالذاكرة إلى خمسةٍ وثلاثين عاماً مضت، إلى آخر مشاهد مسلسل "أسعد الوراق" بنسخة الأبيض والأسود، والصرخة الشهيرة التي سكنت وجدان المشاهدين السوريين لسنواتٍ طويلة، لتصدح بعدها أغنية "بيلبقلك شك الألماس.."، فالتصقت هذه الأغنية بمنى واصف منذ ذلك التاريخ، وحينما أرادت المخرجة رشا شربتجي التعريف بي في شارة المسلسل بنسخته الجديدة، أطلقت علي لقب "عقد الماس العتيق".. الأمر الذي فاجأني وأسعدني كثيراً».

كما عادت واصف بالذاكرة إلى مرحلة الستينيات، حيث كانت البداية: «ساد البلاد في تلك المرحلة نوع من الانفتاح خلال فترة الوحدة مع مصر، وكانوا يزورون المدارس ويشجعون الفتيات على اقتحام هذا المجال كعارضات أزياء، وراقصات شعبيات. أنا بالأصل كنت أعمل كبائعة ملابس في العطلة الصيفية، وأول مرة عرضت فيها الأزياء بمهرجان القطن في حلب».

ووصفت الفنانة الكبيرة نجمات الفن من جيلها بأنهن «من المتمردات بشكلٍ أو بآخر على العادات الاجتماعية السائدة، ولو أننا فكرنا في نظرة المجتمع لما أكملنا هذا الطريق، لكننا لم نلتفت لذلك»، وأكدت أن عائلتها لم تتقبل دخولها المجال الفني في البداية، لكنها تقبلت الأمر في النهاية، وأضافتأن الشيء الوحيد الذي خالفت فيه أمها خلال حياتها هو أنها تركت الدراسة، «وهذا ما أندم عليه إلى الآن».

إلا أن واصف أكدت أن نظرة المجتمع التقليدي لم تَعنِها في يوم من الأيام، وبالتالي فهي لا تعرف إن كانت هذه النظرة قد تطورت حالياً أم لا، مشيرة إلى أن أنها ملتزمة بخط معين في مهنة التمثيل لم تحد عنه مطلقاً كممثلة، ثم الحب لما تقوم به، وهو ما حصدته في تكريمها بمسرح "الحمراء" أواخر العام 2009 بعد حصولي على وسام الاستحقاق السوري في25 تشرين الثاني/ نوفمبر، هذا التكريم الذي لم تحظ به فنانة سورية من قبل، وفقاً لواصف.

أهم محطات حياتها أجملتها واصف بالتالي: «قدمت ثلاثين عملاً للمسرح القومي، بينها ثلاث مسرحيات للمسرح العسكري، والكثير من المسرحيات للتلفزيون، واحدٌ وثلاثون فيلماً سينمائياً، والعديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية التي لا يمكنني إحصاؤها.. وحينما تم ترشيحي لفيلم الرسالة من إخراج الراحل مصطفى العقاد، كان في رصيدي أربعة عشر عاماً من العمل المتواصل في المسرح، قدمنا خلالها أبرز المسرحيات العالمية التي ترجمت للعربية، وأديناها باللغة الفصحى، وهذا ما أهلني ليختارني العقاد»، وأضافت: «يمكنني القول إن فيلم الرسالة في العام 75، وضعني على عتبة الشهرة عربياً، حيث كتبت عني الصحافة العربية والأجنبية الكثير أثناء تصويري للفيلم (...) وما كتبته عني الصحافة العربية والعالمية خلال تصوير فيلم "الرسالة" أهلني للخطوة التالية حينما حظيت بفرصة تصوير أول مسلسل عربي ملون "دليلة والزيبق" عام 1976 في الأردن، من إخراج الراحل شكيب غنّام، وهذا العمل كان جواز سفري الحقيقي للعالم العربي، لدرجة أنني حينما سافرت إلى دبي في العام 77 لتصوير المسلسل البدوي "ساري العبد الله" اعترضوا في المطار على تغيير اسمي ظنّاً منهم أنني "دليلة" ولست منى واصف».

لكن منى أكدت أن «كل الأدوار التي أديتها في حياتي، كانت مهمة، ودخلت التاريخ، وشكلت محطات مفصلية في مسيرتي الفنية، رغم تفاوت نجاحها»، مؤكدة أنها أحست بطعم النجومية منذ بدايات عملها الفني، «حينما كنت أسير في الشارع بدمشق، وكانوا يشيرون لي بأنني "منى واصف"، في الوقت الذي لم تكن فيه الكثير من بنات جيلي معروفاً، وأعتقد بأن هذا الأمر نجومية بحد ذاتها».

تدين منى واصف بشهرتها وانتشارها للمخرج الراحل مصطفى العقاد، والتلفزيون السوري، والأردني، وتلفزيون دبي، وشركة الشرق اللبنانية، كل تلك الأسماء ساهمت في انتشار منى واصف.