2012/07/04

يوسف رزق: أنا لست بكافر ولا أتهم الأنبياء بالزنا
يوسف رزق: أنا لست بكافر ولا أتهم الأنبياء بالزنا

  خاص بوسطة - يارا صالح استغرب المخرج يوسف رزق البلبلة الكبيرة التي أثارتها الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت بعد تطرقه لفكرة ساخنة حول أحد الأنبياء، متسائلاً ماذا كان ليحدث لو تمت مناقشة فكرة أكبر وأخطر في وسائل الإعلام؟ وقال رزق، في تصريحات خاصة لبوسطة، «أتساءل ماذا كانت هذه الجهات ستقول لو ناقشنا مثلاً قضية وعد الله سبحانه وتعالى لسيدنا إبراهيم بأن كل أرض يمشي عليها في رحلته إلى بلاد كنعان ستكون له، منطلقاً من حضارة هور إلى بلاد الجزيرة العربية إلى مصر ثم إلى بلاد الكنعانيين والفينيقيين؟ إذا ناقشناها في عمل ما، ماذا ستكون النتيجة؟ أم أننا يجب أن نعترف بأن "أرض إسرائيل من الفرات إلى النيل"؟، أنا أرفض هذه المقولة، وهذه الأفكار، ومستعد لمناقشتها حتى لو "على قطع رقبتي"، إذا لم نناقش، فنحن نعترف بالكثير من القضايا المتعلقة بالصراع العربي الصهيوني التي لن أعترف بها شخصياً». المخرج السوري، الذي أثار جدلاً عندما قال في برنامج على قناة الجزيرة رداً على أحد الأسئلة، إن سيدنا إبراهيم عاشر سيدتنا هاجر من غير زواج، اعتبر أن هذه القضايا يجب أن تناقش على الملأ، رافضاً فكرة التكفير لمجرد طرح ومناقشة قضية دينية، ومتوجهاً إلى الذين يتهجمون عليه بالقول «إذا لم تملكوا دليلاً فاصمتوا، ولا تقولوا بأنني فاجر، الفجور من الفاجر الذي أثار الفجور، فهذا رأيي وأنا إنسان من هذا المجتمع، مسلم ومسيحي وابن هذه المنطقة ومن أصول كنعانية فينيقية، ومن حقي أن أناقش كل الأنبياء الذين نزلوا على هذه الأرض، لأجلي ولأجل الآخر، وأنا لا أخشى مناقشة أي قضية مهما تكن ساخنة، طالما هي متعلقة بتاريخي وبماضيَّ، كي أفهمها وأنقلها إلى العالم بطريقة صحيحة». كما تابع رزق حديثه متوجهاً إلى علماء الأزهر الذين شنوا حملة عليه بالقول «فليقولوا ما يريدون، لكنني على ثقة بأنني مؤمن أكثر منهم، أكثر من علماء الأزهر، وجبهة الأزهر، وأكثر من الأزهريين جميعهم، الإيمان ليس باتهام الآخر بالكفر والفجور، بل هو أولاً بالأرض، بالرسالة، بالوطن، بالقضية التي نناقشها، ثم بالتملق (البوجقة)  لله سبحانه وتعالى»، كما تمنى رزق لو أن عقول هؤلاء أكثر تحرراً بحيث نستطيع أن نقدم أعمالاً عن قضايا شائكة جداً في تاريخ المنطقة، ومنها عمل نرد فيه على من قدموا فيلم "موسى" الذي صور فيه الغرب نبينا موسى على أنه صاحب فكرة الأهرامات، طالباً أن يمتلك أهل مصر وحضارتها، أحفاد الفراعنة القدرة على الرد على هذه الادعاءات، دون المساس بكرامة سيدنا ونبينا موسى، كليم الله. وشرح رزق الموقف الذي دفعه إلى الاستشهاد بقصة سيدنا إبراهيم «كنا نتحدث أن الإنسان من حقه أن يحب ويعشق حتى لو كان متزوجاً، وضربت مثلاً سيدنا إبراهيم الذي عاشر سيدتنا هاجر عندما لم تنجب له زوجته، وهذا حقيقي، وقد قيل حوله الكثير، البعض مؤمنون أنه تزوجها، والبعض لا، وأنا من البعض الثاني، فالكتب السماوية بالإجمال لم تذكر أنه تزوجها، وأقول للذين يكفرونني ويصفونني بالفاجر "أحضروا لي دليلاً واحداً من الكتب السماوية أو التاريخ يثبت أنه كان متزوجاً بها"، فيما عدا ذلك فأنا مصر على موقفي ورأيي، وكلٌّ له رأيه». كما تابع رزق في شرح رأيه «أنا لست بكافر، ولا أتهم الأنبياء بالزنا أبداً، بالعكس، لكن الآية الكريمة التي تقول }وما ملكت أيمانكم{، جاءت بعد سيدنا إبراهيم بـ 2600 سنة، أيامها كان سيدنا يسير على شرعة حمورابي التي تمنع الزواج الآخر. ما أريد أن أوصله للجميع أنني عندما أناقش قضية ساخنة، لا أتقصد إهانة الأنبياء، ولا يعني هذا أنني ضدهم، لا سمح الله، فأنا مؤمن جداً بالله وبأنبيائه، ومؤمن أيضاً بمقولة أن الأعمال بالنيات». وأكد رزق أنه لو قُدر للزمن أن يعود إلى الوراء ليشارك في نفس الحلقة من برنامج "الاتجاه المعاكس" على قناة الجزيرة، لكان سيقول الذي قاله بكل جرأة لأنه مقتنع به تمام الاقتناع.