2013/05/29

2012: مشاريع الدراما المتعثّرة ... وبروز لبنان كخيار بديل لأماكن التصوير
2012: مشاريع الدراما المتعثّرة ... وبروز لبنان كخيار بديل لأماكن التصوير

بوسطة- محمد الأزن

هجرة عددٍ من الفنّانين السوريين خارج البلاد، صعوبة الحركة والتنقل، وتردي الأوضاع الأمنية في العديد من المناطق في سوريا، ومن بينها العاصمة دمشق، وريفها... كل تلك الأسباب كانت وراء تعثّر عددٍ من مشاريع الدراما السورية لموسم 2013، وتأخر شركات الإنتاج في وضع خططها للموسم المقبل موضع التنفيذ، وبروز لبنان مؤخراً كخيار بديل لتصوير المسلسلات السورية، كما كانت دمشق سابقاً بديلاً لبغداد في دراما عراقية مهاجرة.

"رابعة العدوية... العشق الإلهي"

أول المشاريع المتعثّرة وللموسم الثاني على التوالي كان مسلسل "رابعة العدوية- العشق الإلهي" من بطولة نسرين طافش، وإنتاجها، وإخراج زهير قنوع، عن نص للكاتب عثمان جحى، وبدأت القصّة في موسم 2011 حينما بدأ التصوير، ثم تعثر إكماله لأن مدينة الإنتاج التي تحتضن ديكورات العمل الأساسية تقع في منطقة ساخنة بريف دمشق مما شكل خطورة كبيرة وقت ذاك على فريق المسلسل ، ثم عاد المشروع مجدداً إلى الواجهة أواخر الموسم الماضي 2012، بنجوم جدد، وتعديلاتٍ جديدة على النص، وتم تصوير عدّة أيام من العمل بإدارة المخرج قنوع بدمشق، قبل أن يتوقف مجدداً بسبب تردي الأوضاع الأمنية في دمشق ككل مطلع شهر رمضان الفائت، وسفر عددٍ من النجوم إلى خارج البلاد، وترافق الأمر مع صعوباتٍ إنتاجية تزامنت مع إنتشار شائعة طلاق نسرين من زوجها رجل الأعمال الإماراتي، تلك الشائعة التي تم نفيها من أكثر مصدر لاحقاً،  وبدأ الحديث يدور عن انتقال فريق التصوير إلى القاهرة لاستكمال العمل هناك، الأمر الذي نفاه مخرج المسلسل زهير قنوع لموقع «بوسطة» في وقت سابق، ثم تلاه  من مصر نفي المنتج إسماعيل كتت لأي إمكانية من جانبه لإنتاج المزيد من أعمال السيرة الذاتية، ومنها هذا العمل، مما قطع الطريق على الاستمرار في مشروع "رابعة" خلال هذه المرحلة على مايبدو، ثم خرجت النجمة السورية عن صمتها لتعلن أن المشروع "مؤجل".

"ثنائيات الكرز"

على نحوٍ مشابه لما حدث مع مشروع "رابعة العدوية"، تردد اسم مسلسل "ثنائيات الكرز" على قائمة إنتاجات 2012 بإدارة المخرج نجدة أنزور، عن نص للكاتب محمد ماشطة، ثم قيل إن أنزور سيبدأ تصوير العمل ولكن العرض سيكون في الموسم الذي يليله، وتحدث عدد من الفنّانين عن توقيع عقود معهم لأداء أدوار في هذا المسلسل، ثم أعلن فيما بعد عن تخلي المخرج الفكرة بسبب عدم تمكنه من اختيار الأبطال الرئيسيين، لكون أبرز نجوم الدراما السورية مرتبطين بعقود عمل في تلك المرحلة... غاب اسم "ثنائيات الكرز" لفترة، ثم عاد مجدداً إلى الواجهة، ولكنّه أصبح في عهدة المخرج عمّار رضوان، وقيل وقتها أن رضوان يستكمل التحضيرات للبدء بالتصوير في النصف الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر 2012، وسيضم المسلسل على قائمةٍ أبطاله: "سلوّم حداد، نادين خوري، مرح جبر، أحمد الأحمد، محمد حداقي"، فيما لم تحسم بعد أسماء معظم الممثلين المشاركين في العمل، وسيكون التصوير بين اللاذقية ودمشق، لكنّ انطلاقة العمل تأجّلت مرّة بعد أخرى، ومن أسباب التأجيل التي تحدث عنها المخرج: توتر الوضع الأمني بدمشق مؤخراً، فضلاً عن صعوبة البحث عن بيئة جغرافية تناسب أحداث العمل الذي يدور جزء من أحداثه في حيي "باب الدريب"، و"باب هود" بحمص خلال العام 2010، لكنّ عمّار رضوان أعلن لاحقاً عن توقف المشروع تماماً، وانسحاب الشركة المنتجة منه لـ"عدم توفر أماكن آمنة للتصوير في سوريا، وتواجد معظم نجوم الدراما السورية خارج البلاد"...

"رق الحبيب"

كان خبراً سارّاً بالنسبة للعديدين من متتبعي مسار تحضيرات الدراما السورية للموسم المقبل 2013، حينما أعلنت المخرجة رشا شربتجي بما تملكه من رصيدٍ إبداعي عن بدء تحضيراتها لمسلسل اجتماعي بعنوان "رق الحبيب" من إنتاج شركة "كلاكيت"، لكن  سرعان ما خفّ وهج هذا الخبر أمام تأخر الشركة المنتجة عن إصدار إعلان رسمي حول هذا المشروع، وغياب  التفاصيل الآتية من الكواليس، لتعلن رشا فيما بعد عن تحضيرها لمشروع جديد بعنوان "حبّة حلب" من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وكل ما ذكر عن أسباب توقف "رق الحبيب": تعثّر إمكانية اختيار أبطال المسلسل، بسبب سفر العديد من الفنّانين السوريين إلى خارج البلاد.

"حبّة حلب"

بدأت المخرجة رشا شربتجي فعلياً التحضيرات  لمسلسلها الجديد "حبّة حلب" من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، سيناريو عدنان العودة، عن رواية بعنوان "وداد.. من حلب" لـ قحطان مهنا، وبدأت الأخبار بالتوارد من كواليس المؤسسة عن اختيارت رشا لأبطال المسلسل، ورأى فيها بعض قرآء الرواية خيارات موفقة جداً كعادة صاحبة "ساعات الجمر" في "الكاستينغ"، لكن عقدة العقد كانت اختيار البطل الرئيسي للرواية- المسلسل، "رأفت" الذي يعيش على مدى مئة عام، ونرى من خلاله، وخلال عائلته، ومحيطها ملامح  من حلب، وتركيبة المجتمع الحلبي في فترة الاستقلال 1946، ومابعدها إلى النكبة سنة 1948، ثم يعود بنا الزمن إليها في العام 2001.

معظم النجوم خارج سوريا... واختيار البطل تعثرّ رغم ضرورة البدء في التصوير منتصف شهر كانون الأوّل/ ديسمبر 2012، وذلك بسبب ارتباط المخرجة رشا شربتجي بعملٍ آخر للموسم المقبل: وهو"الجزء الثالث لمسلسل الولادة من الخاصرة: منبر الموتى"... الأمر الذي دفعها في نهاية المطاف إلى الانسحاب من العمل وفق تصريحٍ خاص أدلت به لـ«بوسطة» مؤخراً... فيما لم تصدر بعد أي إشارة من الجهة من المنتجة حول مصير هذا المشروع.