2013/05/29

الأفلام الحديثة لم تعد تراهن على النجم الأوحد "البطولة الجماعية" الفرس الرابح في السينما
الأفلام الحديثة لم تعد تراهن على النجم الأوحد "البطولة الجماعية" الفرس الرابح في السينما


دار الخليج


تشهد السينما ظاهرة تتزايد هذه الأيام، وتتجسد في الأفلام التي تنتمي إلى نوعية أعمال “البطولة الجماعية”، الأمر الذي دفع البعض للتأكيد على أن البطولة الجماعية أصبحت تميمة نجاح أي فيلم، والسر وراء تحقيقه إيرادات ضخمة . فهل يختفي قريباً زمن النجم الأوحد؟ ولماذا يقبل كبار النجوم على المشاركة في هذه النوعية من الأعمال، رغم أن مساحة أدوارهم بها صغيرة للغاية؟ وهل وجدوا فيها أنفسهم بالفعل؟ أم أن تراجع الطلب عليهم في البطولات المطلقة هو السبب؟ أسئلة كثيرة نحاول الإجابة عنها في التحقيق التالي . .

يأتي في مقدمة الأفلام التي تنتمي إلى البطولة الجماعية، التي عرضت مؤخراً، فيلم “ساعة ونص”، الذي عرض على شاشات السينما قبل حلول عيد الأضحى بأسبوعين تقريباً، وتمكن خلال تلك الفترة القصيرة من تحقيق إيرادات ضخمة للغاية، أما الفيلم الثاني فهو “برتيتة”، الذي يجمع بين عدد كبير من النجوم الشباب على رأسهم كندة علوش ودينا فؤاد وأحمد السعدني، وينضم إليهما فيلم ثالث ينتمي إلى هذه النوعية من الأعمال السينمائية، وهو “سبوبة”، الذي تتعاون من خلاله راندا البحيري مع عدد كبير من الوجوه الجديدة، كما تنتظر السينما خلال الفترة المقبلة عرض فيلمي “حفل منتصف الليل” و”وسط هز البلد”، اللذين يشارك في بطولتهما عدد كبير من النجوم .

في البداية تقول الفنانة سمية الخشاب، التي قدمت مشاهد قليلة في فيلم “ساعة ونص”: إنها وافقت على المشاركة في هذا الفيلم من دون تردد، موضحة أن انتماء الفيلم لنوعية أعمال البطولة الجماعية من الأسباب الرئيسة التي دفعتها للموافقة على العمل وتقول: “البطولة المطلقة لم تعد المقياس الحقيقي للنجومية، فهناك فنانون نجحوا في إثبات أنفسهم من خلال مشهد واحد فقط، وكان بمثابة نقلة قوية في مشوارهم الفني، كما أنني لا أميل إلى نوعية الأفلام التي تعتمد على النجم الأوحد، لأنها في الغالب تصيب المشاهد بالملل على عكس البطولة الجماعية، التي نشاهد من خلالها أكثر من قصة، كما أنها تكون أكثر واقعية وهذا ما حدث في فيلم “ساعة ونص”، الذي نقل حقائق شرائح اجتماعية مختلفة من المجتمع المصري” .

وتضيف: “أريد أن أوضح شيئاً مهما هو أن الدور الجيد المتميز يجبر الفنان على تقديمه بغض النظر عما إذا كان هذا الدور ضمن بطولة جماعية أو مطلقة، وهو ما حدث عندما عرض المؤلف أحمد عبد الله عليّ شخصية “صفية” فجذبتني منذ قراءة أول مشهد لها في العمل، وشعرت بأنها تمثل فئة معينة من نساء مصر، لذلك وافقت على تقديمها من دون تردد ولم أهتم بمساحة الدور على الإطلاق” .

يؤكد الفنان محمد رمضان أن الدور الجيد هو الذي يفرض نفسه، ويقول: “رغم أنني قدمت فيلم “عبده موته”، الذي يعد ثاني عمل لي ينتمي إلى نوعية أعمال البطولة المطلقة بعد تقديمي فيلم “الألماني”، إلا أنني وافقت على الفور على تقديم أربعة مشاهد فقط في فيلم “ساعة ونص”، ولم أشعر على الإطلاق بأن هذا الدور به تراجع لمشواري الفني، بالعكس فهو أضاف لي الكثير، وبصراحة ردود الأفعال التي تلقيتها حول دوري بهذا الفيلم تفوقت بشكل كبير على الردود التي وصلتني عن فيلم “الألماني”، الذي لعبت من خلاله دور البطولة المطلقة، ولذلك يمكن القول: إن النجاح والنجومية لا تقاس بعدد المشاهد أو بمساحة الدور” .

رغم مشاركة الممثل الشاب أحمد السعدني في بطولة فيلم “ساعة ونص”، إلا أنه قرر خوض تجربة البطولة الجماعية من خلال المشاركة في فيلم “برتيتة”، الذي يشارك في بطولته عدد كبير من الفنانين . أحمد السعدني يؤكد أن “البطولة الجماعية أصبحت الفرس الرابح سواء في السينما أو التلفزيون”، موضحاً أن هذه النوعية من الأفلام تمكنت من تحقيق المعادلة الصعبة ويقول: “معظم الأعمال التي تنتمي إلى البطولة الجماعية تمكنت من الحصول على إشادة النقاد وأيضاً جمعت إيرادات ضخمة، وهذا الأمر كان من النادر حدوثه عندما قدمت السينما أفلاماً بطلها نجم واحد .

ويضيف السعدني: البطولة الجماعية ليست ظاهرة جديدة على السينما المصرية، بل هي موجودة منذ القدم، حيث هناك العشرات من الأفلام التي قدمت في السبعينات والثمانينات تنتمي إلى أعمال البطولة الجماعية مثل فيلم “العار” و”الإخوة الأعداء”، وإذا عدنا إلى الخلف أكثر سنجد فيلم “ثرثرة فوق النيل”، وأعتقد أنها كانت أعمالاً ناجحة للغاية وحتى الآن نشاهدها ونستمتع بأداء كل فنان مشارك في بطولتها، ولذلك يمكن القول: إن البطولة المطلقة ماض وانتهى ولا يمكن أن يعود مرة أخرى بعد أن أثبتت البطولة الجماعية تفوقها .

راندا البحيري أكدت أن معظم الأعمال التي شاركت في بطولتها وكانت تنتمي إلى نوعية أعمال البطولة الجماعية حققت نجاحاً فاق كل توقعاتها، موضحة أن هذا الأمر دفعها للمشاركة في بطولة فيلم “سبوبة”، الذي تتعاون من خلاله مع عدد كبير من الوجوه الجديدة وتقول: أعتقد أن مصطلح البطولة المطلقة لم يعد له مكان الآن في السينما، لأنها فشلت في التعبير عن واقع المجتمع المصري، فهي لا تعكس مشاكله وهمومه وذلك لأن الأحداث تدور طوال الوقت حول شخص واحد .

“حفل منتصف الليل” هو العمل الرابع الذي ينتمي إلى هذه النوعية من الأعمال، حيث يشارك في بطولته عدد كبير من الفنانين منهم رانيا يوسف وعبير صبري ودرة .

عبير تكشف عن السبب الذي دفعها للموافقة على هذا الفيلم، وتقول: “رغم مساحة دوري الصغيرة في هذا العمل، إلا أنني وافقت من دون تردد لأنني وجدت أنني أقدم شخصية مؤثرة في الأحداث تقلب الفيلم رأساً على عقب، فأنا لا أنظر للأمور بمساحة الدور أو إذا كان الفيلم ينتمي إلى أعمال البطولة الجماعية أو المطلقة، فالدور الجيد هو الذي يفرض نفسه في النهاية” .

وتضيف: كلامي لا يعني أنني أرفض فكرة البطولة المطلقة، فهناك العديد من الأعمال التي قدمت، وكان بطلها نجماً واحداً، وتمكنت من تحقيق نجاح ضخم، ولكن في نفس الوقت أصبحت البطولة الجماعية لها مذاق خاص لدى الجمهور، لأنها تجمع بين أكثر من نجم، كما أن أحداثها تكون أكثر تشويقاً فهي بمثابة الوجبة المتكاملة العناصر، لذلك أعتقد أن هذه النوعية من الأعمال ستكون السمة الغالبة في السينما والتلفزيون خلال الفترة المقبلة، خاصة مع حرص المؤلفين على كتابة سيناريوهات تتضمن العديد من الخيوط والأحداث وتجمع أكثر من نجم .

اتفقت الفنانة نيللي كريم مع عبير صبري، لتؤكد أن البطولة الجماعية ستكون تميمة نجاح الأفلام والمسلسلات خلال الفترة المقبلة، موضحة أن هذا الأمر يدفعها باستمرار للمشاركة في أفلام تنتمي إلى هذه النوعية من الأعمال، وتقول: نجاحي في فيلمي “واحد صفر” و”678”، اللذين شاركت في بطولتهما عدداً كبيراً من النجوم، دفعني للموافقة على بطولة فيلم “وسط هز البلد” لأنني بصراحة أتفق بشدة مع المقولة التي تؤكد أن البطولة الجماعية هي الفرس الرابح في السينما، لأن الربح لا يوجد على المستوى المادي أو إشادة النقاد، بل إن هذه الأفلام غالباً . تكون مؤهلة للمشاركة في مهرجانات عالمية .