2013/05/29

الأمومة أهم أدوارها في الحياة بينلوبي كروز: لا أخضع لقوانين "هوليوود"
الأمومة أهم أدوارها في الحياة بينلوبي كروز: لا أخضع لقوانين "هوليوود"


محمد هاني عطوى – دار الخليج


توصف النجمة العالمية بينلوبي كروز بالمرأة التي ترتسم على محياها عناصر الجمال الأندلسي بكل رقته وجاذبيته .

ورغم ذلك، فإنها تعشق أن تلعب أدوار المرأة المقهورة التي لم تترك لها الحياة شيئاً من النعمة والراحة، وهاهي تجسد نصرتها لقضايا المرأة المقهورة في فيلم من إخراج سيرجيو كاستيليتو بعنوان “وافد إلى الحياة” عرض قبل شهور . والفيلم يتحدث عن تجربة الأمومة في حياة امرأة قاست من أعباء الحياة أيما قسوة ولذا تُعد كروز أنها تجربة تمثل واحدة من أقوى التجارب في حياتها .


وعن هذه التجربة تحدثت كروز لمجلة “باري ماتش” معها هذا اللقاء .

كيف توفقين بين كونك نجمة شباك على الشاشة الفضية ووجهاً إعلانياً لعطر، أليس ثمة تناقض كبير بين العالمين، بحيث إن أحدهما يطغى على الآخر ويضعف من حيويتك أم أنه يمنحك قدرة أكبر على تحديد أهدافك في الحياة؟

- أود أن أقول بكل صراحة إنني تخطيت (نظام هوليوود) وبت لا أتبع أي قانون يمت له بصلة فأنا حرة ولا أخضع لضغوط هذا العالم الذي يجبر الممثلات على التقيد بعالم السينما حصرياً ولا يترك لهن المجال لممارسة أمور أخرى في الحياة الشخصية إلاّ بقيود . ولذا فما أن تطأ قدماي أرض هوليوود حتى أهم بالرجوع إلى جذوري الإسبانية . أما عن عملي كفنانة وكوجه إعلاني لماركة عالمية فأعتقد أن العملين متكاملان ويحققان أهدافي في الحياة ويمنحاني المزيد من الحيوية والنشاط خاصة أنني لم أزل في سن تمكنني من العمل بنشاط وحرية ولابد من الاستفادة من هذه الفرص لأنها لا تتكرر .

ولكن ماذا عن رأي الآخرين فيما تقومين به في كلا المجالين؟

- هذا آخر ما أفكر فيه، فالشيء الوحيد الذي يعنيني هو رأي عائلتي وأقربائي لأنهم هم الذين يعرفونني جيداً .

ألا تخشين من الشيخوخة؟

- هذا تفكير سطحي عند كثير من النساء لأنهن لا يقبلن بالحياة على طبيعتها، والحقيقة أنني لا أجد نفسي جميلة كما تصورني الصحافة وربما أكون محظوظة لأنها تصورني كحورية للجمال، على كل حال هذا رأيهما، أما عن التقدم في العمر فلا يكاد يهمني لأنني أعيش الحياة بكل لحظاتها واستمتع بها وأحاول ترويضها على طريقتي فأنا أعشق التجارب الجديدة وعندما تأتي سن الخمسين فأهلاً وسهلاً بها .

ألا تعتقدين أن ثمة سراً في شخصيتك يجعلك غير مبالية بهذه الأمور التي تخشاها كل امرأة في الحياة؟

- أنا بحاجة كي أمثل إلى أن أشعر بوجودي وأكون مرتاحة البال على الصعيدين العقلي والجسدي، من ناحية ثانية لا ألجأ لأي حيل اصطناعية كي أخفي التجاعيد التي تظهر على الوجه بسبب التقدم في العمر لأنها أمر طبيعي بالنسبة لنا نحن النساء وعلينا قبوله، فالتجاعيد أو علامات الزمن هي أفضل تعبير عن عواطفنا وانفعالاتنا ولذا لا أحب الغش ولا أتقن الحساب ولا أقدر إلاّ الصراحة في كل شيء .

هل أنت صريحة في علاقاتك مع الناس إلى هذا الحد؟

- بالطبع، فالصراحة في العلاقات الإنسانية أهم ركيزة في نجاح الإنسان ولذا لا ألعب دوراً في السينما إلاّ إذا كان مبنياً على هذا الأساس وأنا مستعدة لترك كل شيء خلال ثوانٍ إذا أحسست أن المحيطين بي غير صادقين ويكنون لي الكره أو الحقد .

ماذا علمتك “هوليوود”؟

- تعلمت منها الكثير رغم حذري منها فلقد طورت لدي الحاسة السادسة التي أصبحت تمكنني من تحديد الأشخاص السيئين، وبالتالي بت قادرة على الهروب منهم بأسرع ما يمكن وكأنهم الطاعون .

ما الذي تسعين إلى تحقيقه في هذه الحياة التي تستفيدين كما قلت من كل لحظة فيها؟

- أحب أن أتعلم الجديد دائماً والتطور ونقل تجاربي الجيدة إلى الآخرين وهذا الأمر أقدمه على كل شيء في حياتي . وأستمد قوتي والأمن النفسي من الخدمات التي أحاول تقديمها للآخرين ومن خلال العطاء الذي أعده متواضعاً مقارنة مع قدراتي، وأعتقد أن الحياة لا معنى لها بلا عطاء ومن هنا أحاول كل يوم أن أعطي معنى لحياتي الخاصة بشيء من الترف البسيط وربما الرعونة الخفيفة المحببة البعيدة عن العبث وآمل ألا يكون ذلك مجرد هباء لا قيمة له .

لماذا تناصرين كفاح المرأة إلى هذا الحد وهذا ما دفعك إلى تجسيد ذلك في فيلم سينمائي؟

- أنا بطبعي حادة وحزينة ومشاكسة، ورغم ذلك أحب الحياة بكل ما فيها وجربت مراراً الألم وساعات الصعود والهبوط، ولذا فالنساء اللواتي أقدرهن كل تقدير هن المحاربات والمكافحات واللواتي يتألمن من أجل الآخرين .

هل هذا الاهتمام نتيجة تجارب في طفولتك أو مراهقتك؟

- كانت مراهقتي سعيدة وحلوة، وكذلك طفولتي، لأنني كبرت في ظل أسرة محبة ومتحدة وكانت والدتي تعمل مصففة للشعر، وما أن أنهيت 5 سنوات حتى فكرت في دخول عالم السينما والفن خاصة أنني كسبت خبرة من خلال عملي مع والدتي، حيث اطلعت على عالم النساء وكنت ألاحظ وأستمع لكل  الأحاديث من وراء صندوق المحاسبة كأنني في المسرح أشاهد الممثلات وهن في خضم أدوارهن المفعمة بالحماس والحيوية، وكنت من وراء مكمني السري أتوق إلى لعب هذه الأدوار يوماً ما لأجسد دور كل امرأة مكافحة أو متألمة لسبب أو لآخر شاهدتها أو سمعت صوتها وهي تسرد شيئاً من حياتها .

ما هو أهم حدث في حياتك الشخصية كان له تأثير على حياتك المهنية؟

- كل شيء تغير في حياتي مع ولادة ابني ألكسندر بدءاً من لون الأزهار وحتى حركة الحياة من حولي إنه الدور الأروع والأغلى في حياتي الشخصية والمهنية.