2013/05/29

الإقبال على الدراما الدينيّة تزلف للإسلاميين بهدف تحقيق الربح
الإقبال على الدراما الدينيّة تزلف للإسلاميين بهدف تحقيق الربح



غادة طلعت – إيلاف

عدد كبير من الأعمال الدرامية التي تتناول شخصيات دينية في المجتمع المصري والعربي يتم تحضيره للعرض في الفترة المقبلة، حيث يتصارع صناع الأعمال الدرامية لتقديم هذه الشخصيات، خاصة أن المزاج العام والتطورات السياسية تعلي صوت التيارات الإسلامية.

ومن بين هذه المسلسلات "الشيخ كشك" والذي وافق الفنان خالد صالح على تجسيد شخصيته درامياً، وهو من إنتاج شركة كويتية، ويتناول المسلسل مراحل حياة الشيخ الجليل عبد الحميد كشك حيث كان من أبرز الشيوخ المثيرين للجدل في عصره. كما يتناول الفتاوى والخطب التي اشتهر بها، بالإضافة الى الإعتقالات التي تعرض لها، ومطاردات الأمن له.

هذا بجانب ذكر المواقف التي اشتهر بها الشيخ كشك ومنها رفضه الضغوط التي تعرض لها لإصدار فتوى بإهدار دم سيد قطب أحد اقطاب جماعة الإخوان المسلمين. وينتظر أن يواجه المسلسل صداماً كبيراً مع ورثة الشيخ كشك لرفضهم تقديم مسلسل عن سيرته الذاتية بعيداً عن إشرافهم.

وفي السياق نفسه أعلن المنتج محمد العدل أنه مستمر في التجهيز الضخم لمسلسل الشيخ "سيد قطب" الذي يعتبر من أهم قيادات الجماعة وأكد أن المسلسل في مرحلة التحضير والإستقرار على باقي فريق العمل.  وعلى الرغم من أن إختيار كوادر المسلسل لم يكتمل بعد، ولم يتم تصوير مشهد واحد منه، إلا أن الكثيرين ممن ينتمون للإخوان هاجموا العمل وتوعدوا صنّاعه بوقفه ومنع خروجه للنور إذا تأكد أنه سيهاجم "سيد قطب" وعلى الجانب الآخر أوضح المنتج محمد العدل أن المسلسل لن يجمل صورة سيد قطب بل سيعرض الحقيقة والتي تؤكد أنه كان محرضاً وداعياً للعنف وإراقة الدماء، وهذه من الأشياء التي أكسبها لجماعة الإخوان المسلمين.

ومن نفس العائلة يعكف حاليًا السيناريست دكتور مدحت العدل على كتابة "مسلسل "الداعية "الذي يتناول قصة داعية تورط في حب فتاة تعمل بفرقة موسيقية مما أثار جدلاً حيث جعله يظهر متناقضاً ومن المتوقع أيضاً أن يثير جدلاً بسبب موضوعه الحساس وفي نفس الوقت اندهش السيناريست مدحت العدل من تردد بعض الأخبار عن أن المسلسل يشير لحياة الداعية الشهير عمرو خالد موضحاً بأن هذا الكلام عار عن الصحة، ولا يمت للحقيقة بصلة من قريب أو بعيد، وقام بترشيح الفنان هاني سلامة للقيام بدور الداعية.

وكذلك سيقوم الفنان أحمد عز بتقديم نموذج الداعية المزيف في عمل من تأليف الكاتب الصحافي إبراهيم عيسى في مسلسل بعنوان "مولانا" وسيكون من إنتاج وإخراج عمرو عرفة وتصور الأحداث شيخاً لامعاً دائم الظهور على القنوات الفضائية يطلق الفتاوى المتشددة على الناس ولكن في حياته الخاصة لا يطبق أبسط قواعد الإسلام.

والدكتور" مصطفى محمود" في طريقه ليعود لجمهوره من خلال مسلسل يحمل إسمه ويقدم سيرته الذاتية، حيث إنتهى السيناريست وليد يوسف من كتابة كل أحداثه وتردد إسم الفنان أحمد آدم ليجسد شخصيته وتتناول الأحداث مشوار العالم مصطفى محمود منذ مرحلة شبابه وصولاً الى تحوله إلى باحث وعالم كبير وينتظر أن يواجه المسلسل صداماً آخر بسبب تناوله مرحلة الإلحاد التي مر بها.

هذا بجانب مسلسل "أم الصابرين "الذي توقف أكثر من مرة بسبب تناوله حياة الداعية الإخوانية زينب الغزالي وتجسد شخصيتها الفنانة رانيا محمود ياسين وواجه المسلسل صدامات كثيرة بسبب إنقسام فريق عمله ورغبة البعض في خروجه بصورة عمل يدعم الإخوان ويتحامل على الرئيس جمال عبد الناصر، وفريق آخر يسعى للعكس، بالإضافة للخلافات مع ورثة زينب الغزالي،  مما أدى الى توقف العمل وتنتظر الفنانة رانيا ياسين الفرصة لتستكمل تصويره حيث يمثل فرصة لها لأنه أولى تجاربها في البطولة المطلقة، والدراما التلفزيونية.

كل ما سبق يتم الإعداد له وتنتظره الشاشات بجانب عدد كبير من المسلسلات التي تتناول التيارات الإسلامية بجوانب مختلفة من سلفية، وإخوان، وصوفية.

وفي ظل هذا الإقبال على الدراما الدينية أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن هذه الأعمال لن تحل محل الدراما الدينية والتاريخية التي أغفلتها الدراما المصرية وتفوق فيها السوريون والإيرانيون بأعمال كبيرة مثل "عمر "الذي حقق نجاحاً ومشاهدة عالية جداً وكذلك المسلسل الإيراني "يوسف الصديق "والذي سيطر على عقل الجمهور العربي، وهذا يدل على أن هذه الأعمال ليست موضة قديمة أو بلا قيمة كما يدعي البعض، ومازال لها جمهور كبير ولكن للأسف صنّاع الدراما في مصر يعملون بمبدأ "إخطف وإجري" لا يريدون الإتقان والتكلفة العالية، لذا يستسهلون الأعمال الإجتماعية.

وفسرت خير الله تكالب المنتجين على تقديم مسلسلات عن شخصيات دينية ودعاة وأكدت أنها نتيجة طبيعية لتغيّرات المجتمع فالبعض يسعى الى تحقيق فكرة الرصد، والبعض الآخر يقدم هذه الأعمال لكشف زيف ونفاق هذه الجماعات والتيارات. خاصة أن هناك حالة من الإحتقان والغليان في الشارع المصري مؤخراً, وهذا الإتجاه بدأ بالفعل منذ فترة بمسلسل "الجماعة " للكاتب الكبير وحيد حامد, وبما أن ظهور هذه التيارات أصبح أكثر قوة فمن المتاح أن تذهب رأس المبدع إلى هذه النوعية من الأعمال وهذه الأعمال تشبه فكرة ظهور "البلطجي" في الدراما بعد أن أصبح نموذج هذه الشخصية مشهوراً، وفي واجهة الأحداث بالفترة الأخيرة، فأفسحت له الدراما مساحات كبيرة أيضًا, بما أنه نموذج فرض نفسه على المجتمع.

وأضافت : بالفعل من المتوقع أن تحدث صدامات بين صنّاع هذه الأعمال والتيارات المتشددة، لأن كل واحد سيتناول الأمر من وجهة نظره وأتوقع أن يتعدى عدد هذه النوعية من المسلسلات الـ5، بظل الزحام الدرامي في رمضان المقبل، خاصة أن هذه النوعية التي تقوم على وجود بطل له إسم معروف ستحقق الربح وتثير ضجة.