2012/07/04

الإمارات والأردن والمغرب «لوكيشن» مفتوح يضاهي استوديوهات هوليوود
الإمارات والأردن والمغرب «لوكيشن» مفتوح يضاهي استوديوهات هوليوود

أسامة عسل – خمس الحواس

دخلت بعض الدول العربية مثل الإمارات والأردن والمغرب في قائمة أماكن التصوير العالمية التي يهتم بها صناع السينما، وأصبحت دبي ضمن

أجندة استوديوهات هوليوود وبوليوود ونجحت في جذب شركات إنتاج الأفلام الأجنبية، ليس فقط الأميركية والهندية بل الإيرانية والعربية أيضا

واستطاعت بما تحويه من تعدد الثقافات وتنوع الجاليات التي تقيم فيها أن تلفت الأنظار لطبيعة أماكن التصوير المختلفة بها، والتي اعتبرها الخبراء

(لوكيشن) سينمائيا مفتوحا فريدا ومتميزا، يضاهي استوديوهات السينما العالمية، وخلال السنوات الأخيرة شكلت ركنا أساسيا في مخططات

أكثر من مشروع سينمائي ضخم، بدءا من فيلم (سيريانا) الذي عرض عام 2005 ووصولا إلى الجزء الرابع من فيلم (مهمة مستحيلة) المزمع

طرحه في صالات السينما خلال الشهر الأخير من نهاية العام الحالي

وتحركت في خط متوازٍ مدينة أبوظبي، حيث لعبت دورا في هذا المجال، وفتحت الأبواب بعد تصوير فيلم (المملكة) بها لدعم الانتاجات الكبيرة في

لوس أنجلوس، كما أنشئت مؤسسات ومنطقة حرة لجذب المزيد من تلك المشاريع وكان آخرها فيلم (اللعبة العادلة) الذي تناول حرب العراق

والبحث عن أسلحة الدمار الشامل، وكأنها تعيد الوجود العربي إلى واجهة الأفلام الأميركية، ولكن من منظور مختلف يصحح صورة العرب

والمسلمين بعدما شوهتها مجموعة من الأعمال وحصرتها في زاوية الإرهاب والإرهابيين فقط

وتعد المغرب أقدم الدول العربية وأكثرها استقرارا وفاعلية في هذا المضمار، حيث يصور فيها سنويا متوسط 10 أفلام من أشهر وأضخم الأعمال

الأميركية، وتحظى بسمعة جيدة لدى صناع السينما بما تقدمه من دعم للأفلام عن طريق توفير أفراد الجيش ومعداته لاستخدامها عند الحاجة

واستطاعت الأردن خلال الأعوام الأخيرة تحويل بؤرة تصوير الأفلام الأجنبية إليها بعد تأسيس الهيئة الملكية للأفلام عام 2003، ونجحت في توفير

الأجواء المناسبة والمساعدات، وتوج ذلك حصول فيلم (خزانة الألم) الذي صور بالكامل فيها على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم عام 2009، ما

شكل دفعا كبيرا في خططها لزيادة عدد الأفلام الراغبة في التصوير بالأردن

وإذا كانت مواقع تصوير الأفلام الشهيرة تعد من الواجهات السياحية التي يتوافد إليها هواة السينما في العالم، فإنه لا يمكن إغفال ما توفره تلك

الأعمال من دخل كبير للدول التي تصور بها، خصوصاً أن ميزانية إنتاج معظم هذه الأفلام لا تقل عن 50 مليون دولار، إضافة إلى أن الأفلام المصورة

تجد في بيئة العالم العربي مواقع تصوير تاريخية وصحراوية لأحداثها الخيالية، أضافت إليها دبي وأبوظبي أماكن عصرية تتفوق على ثقافات

وحضارات دول أخرى، ما يسهم في مزيد من نشاط استثمار سينمائي بكافة الأشكال، ويجعل من منطقة الشرق الأوسط بتكاليفها المنخفضة

هدفا لشركات الإنتاج التي تبحث عن تقليل ميزانيات أفلامها

ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما تبعها من حرب أفغانستان ثم العراق، بدا واضحا أن طريقة الأفلام الأجنبية خاصة الأميركية

أحدثت تغييرا شاملا في تناولها للموضوعات فشاهدنا (جسد من الأكاذيب) و(المنطقة الخضراء) مع المحافظة على الأعمال الخيالية والتاريخية مثل (المتحولون) و(مملكة السماء)

ونتيجة لما يحدث حاليا من ثورات في بعض الدول العربية ستختلف الصورة كليا وسنجد طرحا آخر فيما يقدم على شاشة السينما، يواكب ما

يحدث في العالم العربي، وما تفرضه معطيات الواقع الجديدة، وأهمها بلا شك توسيع دائرة أماكن التصوير العربية التي تصدرت تدريجيا قائمة

اهتمامات صناع السينما

ويسلط (الحواس الخمس) في الصفحات التالية الضوء على أفضل 10 أماكن للتصوير السينمائي أبرزتها الأفلام في دبي والدور الذي تلعبه (مدينة

دبي للاستوديوهات) في جذب الاستثمارات المختلفة