2013/05/29

الإيطالي "داريو فو" يكتب كلمة اليوم العالمي للمسرح قوى التعصب لم تتحّمل ممثلي الكوميديا
الإيطالي "داريو فو" يكتب كلمة اليوم العالمي للمسرح قوى التعصب لم تتحّمل ممثلي الكوميديا


دار الخليج

كتب المسرحي الإيطالي داريو فو (87 عاماً) كلمة اليوم العالمي للمسرح 2013 الذي يصادف في السابع والعشرين من مارس/آذار من كل عام، وكان “فو” قد حصل على جائزة نوبل للآداب في العام ،1997 وتالياً نص الكلمة التي ترجمها إلى العربية د . يوسف عايدابي .

منذ زمن سالف بعيد حلت قوة التعصب عدم تحملها ممثلي الكوميديا الهزلية بطردهم إلى خارج البلاد . واليوم يواجه الممثلون وجماعات المسرح الصعوبات في العثور على المسارح العامة ودور العرض وحتى المشاهدين . . كل ذلك بسبب الانهيار الاقتصادي، لذلك لم يعد الحكام مهتمين بأمر السيطرة على أولئك الذين يعبرون عن أنفسهم بالسخرية والتهكم، طالما لم يعد هناك من مكان للممثلين، بل ولا يوجد جمهور نظارة لمخاطبته .

على النقيض، ففي أثناء عصر النهضة، وفي إيطاليا، كان على أولئك الذين في الحكم أن يبذلوا جهداً مهماً لكي يبعدوا ممثلي الهزليات عن جمهور كبير استمتع بعروضهم كثيراً .

لقد بات معروفاً أن النزوح الجماعي الواسع للاعبي الكوميديا المرتجلة حدث في قرن الإصلاح الذي أمر بتفكيك كل خشبات المسارح، خصوصاً في روما حيث اتهم الممثلون بإهانة المدينة المقدسة، لقد أمر البابا الثاني عشر في العام ،1697 تحت ضغط الطلبات الملحة من الفئة الأكثر محافظة من البرجوازية ومن الدعاة الرئيسيين لرجال الكنيسة، بهدم مسرح توردينونا الذي طبقاً لفلاسفة الأخلاق، قد نظم العدد الأعظم من العروض غير اللائقة .

في عصر الإصلاح ألزم الكاردينال كارلو بروميو الذي كان نشطاً في شمال إيطاليا، نفسه بإصلاح “أطفال ميلانو” إذ فرق بوضوح بين الفن - باعتباره الشكل الأعلى للتربية الروحية، وبين المسرح - باعتباره مظهراً للتجديف والهباء . وفي رسالة موجهة إلى معاونيه التي اقتبس منها الخلاصة، يعبر عما يدور في نفسه كما يلي: “في اهتمامنا باستئصال النبتة الضارة الشريرة بذلنا اقصى ما يمكن لحرق النصوص التي تحتوي خطابات سيئة السمعة لمحوها من ذاكرة الرجال، وفي الوقت نفسه لمحاكمة اؤلئك الذين أباحوا طباعة مثل هذه النصوص أيضاً” .

من الواضح، على أي حال، إنه بينما كنا نحن نياماً، كان الشيطان قد عمل بالخداع من جديد، فكيف يكون اختراق الروح أكثر بكثير مما يمكن أن ترى العيون، ومما يكون قد تمت قراءته من مثل تلك الكتب؟ كيف يمكن أن يكون التدمير لعقول المراهقين والبنات الشابات بواسطة الكلمة المنطوقة والإيماءة الملائمة أكثر بكثير من كلمة ميتة مطبوعة في كتب؟ لذلك، فإنه من الضروري تخليص مدننا من صناع المسرح، كما نفعل بالأرواح غير المرغوبة” .

وعليه، فالحل الوحيد للأزمة يكمن في الأمل بتنفيذ إقصاء واسع منظم ضدنا، وخصوصاً ضد الشباب من الذين يرغبون في تعلم فن المسرح: شتات جديد للكوميديان، لصناع المسرح الذين يستخلصون من مثل هذا العبء الثقيل منافع مستحيلة التصور بلا شك لأجل تمثيل وتشخيص جديد .